بعد 22 عامًا قضاها بين جدران نادي آرسنال الإنجليزي، حقق خلالها الكثير من الانتصارات، وعانى كذلك الكثير من الانكسارات، أعلن الفرنسي أرسين فينجر، المدير الفني للجانرز، رحيله وترك منصبه بنهاية الموسم الجاري.
ووجه فينجر، البالغ من العمر 68 عامًا، رسالة للجماهير، قال فيها: "بعد مناقشة الوضع مع إدارة النادي، أشعر أن هذا هو الوقت المناسب للرحيل في نهاية الموسم، أشعر بالامتنان لخدمة نادي آرسنال لفترة طويلة لا يُمكن لي أن أنساها، لقد خدمت النادي بكل نزاهة والتزام، أحب أن أشكر كل العاملين في النادي واللاعبين والجماهير، وأطلب من الجماهير الوقوف خلف الفريق، لكل عشاق آرسنال اهتموا بقيمة النادي".
تولى فينجر تدريب آرسنال عام 1996، وحصل على جائزة أفضل مدرب في البريميير في أعوام 1998 و2002 و2004 إضافة لحصوله على جائزة أفضل مدرب في العقد في 2010 بحسب الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم.
وحقق فينجر العديد من الأرقام المميزة خلال مسيرته رفقة الفريق اللندني، إذ فاز بـ17 لقبًا، أبرزها دوري "اللاهزيمة" في موسم 2003/2004، وخاض 1228 مباراة، "٨٢٣ في الدوري الإنجليزي - ١٠٩ مباراة في كأس الاتحاد الإنجليزي - ٧٣ لقاء في كأس الرابطة الانجليزية - ١٧٧ مباراة في دوري أبطال أوروبا - ١٤ لقاء في الأدوار التأهيلية لدوري الأبطال - ٢٣ لقاء في الدوري الأوروبي"، حقق الفوز في ٧٠٤ مباراة وتعادل في ٢٧٩ مباراة وتعرض لـ ٢٤٥ هزيمة طوال مشواره.
وشهدت السنوات القليلة هجومًا كبيرًا من جانب بعض جماهير آرسنال على المدرب الفرنسي، وطالبوا برحيله عن تدريب الفريق، نظرًا لابتعاد الفريق عن الفوز بالألقاب، بالإضافة إلى الفشل في الوصول لدوري أبطال أوروبا.
وتنظر جماهير آرسنال إلى المستقبل بشكل مختلف الآن، إذ يمنون أنفسهم بالتعاقد مع مدير فني كبير، يغير سياسة "الشح" التي اعتمدها فينجر في حقبته، والتعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين، الذين يقودون الفريق لمنصات التتويج مرة أخرى.
وهناك الكثير من المرشحين لخلافة فينجر، على قيادة سفينة الجانرز، حيث رشح الفرنسي عددًا من المدربين الشباب لخلافته، منهم الفرنسي باتريك فييرا، لاعب الفريق السابق، والإسباني مايكل أرتيتا، لاعب الفريق السابق أيضًا، ومساعد بيب جوارديولا، في مانشستر سيتي، بالإضافة إلى النجم التاريخي للفريق، الفرنسي تييري هنري.
لويس إنريكي.. ملك منصات التتويج
إدارة آرسنال ترى أن الفريق بحاجة إلى مدرب مخضرم، وبدأت بالفعل التفاوض مع الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني السابق لنادي برشلونة الإسباني، الذي طلب من إدارة المدفعجية مبلغ 200 مليون جنيه إسترليني، من أجل إعادة بناء الفريق في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة.
ولكن موقف إدارة آرسنال قد يتغير من إنريكي بعد هذا الطلب، إذ ترى أن مبلغ 200 مليون جنيه إسترليني، مبالغ فيها، خاصةً أن تقارير بريطانية كشفت أن المدرب الإسباني طلب تغيير جميع خطوط الفريق، باستثناء خط الهجوم.
ماوريسيو ساري.. ماكينة الأداء الهجومي الذي لا يتوقف
طلبات إنريكي دفعت آرسنال للتفكير في خيارات أخرى، منها الإيطالي ماوريسيو ساري، المدير الفني لفريق نابولي الإيطالي، الذي يقود نابولي بموارد محدودة مقارنة بالأندية الكبرى في أوروبا، ونجح في بناء فريق ناجح، ينافس على لقب الدوري الإيطالي حاليًا.
ساري الذي صنع من فريق نابولي منافسا قويا في الكرة الإيطالية، خلال المواسم الثلاثة الماضية، معتمدا على لاعبين مغمورين، وكانت له طريقته الخاصة التي جعلت الفريق "السماوي" يمتلك آله هجومية جباره بفضل طريقة اللعب التي يعتمد عليها، وهو ما يتناسب مع أرسنال.
ليوناردو جارديم.. مكتشف المواهب
من المرشحين أيضًا لقيادة آرسنال، البرتغالي ليوناردو جارديم، مدرب موناكو الفرنسي، حسبما أكدت صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية، مشيرةً إلى أن راتبه لن يمثل مشكلة، على عكس باقي المرشحين.
وأوضحت الصحيفة أن تفكير آرسنال في جارديم، جاء بعدما قدم نتائج جيدة مع موناكو في دوري أبطال أوروبا عام 2015، حين وصل إلى ربع النهائي، على حساب آرسنال بالذات، وفي الموسم الماضي وصل إلى نصف النهائي، وذلك من خلال لاعبين شباب، من خريجي الأكاديمية وتصعيدهم ليكونوا نجوما تتصارع عليهم الأندية الكبرى.
أليجري.. طموح العودة لمنصات التتويج بـ"البريميرليج"
أحد أبرز المرشحين لخلافة الاسطورة أرسين فينجر في قيادة "الجانرز"، هو الإيطالي ماسيميليانو أليجري، المدير الفني الحالي لفريق يوفنتوس الإيطالي، والذي ارتبط اسمه بآرسنال في العديد من المناسبات، إذ يريد الرحيل عن السيدة العجوز، بعدما دخل في خلاف كبير مع عدد من اللاعبين، والإدارة.
وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية، في وقت سابق، أن أليجري أخبر أصدقائه المقربين، وعائلته، وأبلغهم موافقته المبدئية على تولي قيادة الجانرز، مؤكدةً أنه بدأ في تعلم اللغة الإنجليزية بالفعل.
ويمتلك "أليجري" سجلا حافلا من البطولات مع السيدة العجوز في الدوري والكاس والسوبر الإيطالي، والوصول لنهائي دوري الأبطال مرتين.
أنشيلوتي.. وطريق البحث عن المجد الأوروبي
إيطالي آخر مرشح لتدريب آرسنال، وحتى الآن، يُعتبر هو الأقرب لتولي المسئولية، وهو كارلو أنشيلوتي، المدير الفني السابق لبايرن ميونخ الألماني، وريال مدريد الإسباني، حيث أكد رغبته في خلافة فينجر، بقوله: "إن كانت خطة آرسنال لخلافة فينجر تشملني، سأكون ممتنًا جدًا لذلك، لكن في الوقت الراهن لم يتحدث معي أحد".
ويرى عدد كبير من مسئولي آرسنال، أن أنشيلوتي هو الرجل المناسب للمهمة، خاصةً أنه يعرف طريق البطولات جيدًا ويمتلك سجلا حافلا من البطولات في القارة العجوز مع ميلان وريال مدريد، وسيعوض النادي عن السنوات الماضية.
راجنيك.. حلم الاعتماد على الشاب
مدرب آخر شملته قائمة المرشحين لخلافة الفرنسي فينجر، ويتوافق كثيرًا مع أفكار النادي، وسياسته الاقتصادية، هو الألماني بين رالف راجنيك، مدرب لايبزج الألماني، خاصةً لإجادته العمل مع المواهب الشابة، وتصعيدها للفريق الأول، إلا أن مشروع لايبزج طويل الأمد، وعقده الذي يستمر مع الفريق حتى عام 2021، قد يحول دون إتمام التعاقد.
براندن رودجرز.. العودة للكلاسيكية
للأندية الإنجليزية طابع خاص، لا يفهمه الأجانب، إلا بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة، بعكس البريطانيين، الذين يعرفون أجواء وتفاصيل البريميرليج جيدًا، وهذا ما دفع إدارة آرسنال للتفكير في الإيرلندي براندن رودجرز، المدير الفني الحالي لنادي سيلتك الاستكلندي، والسابق لنادي ليفربول.
رودجرز يحقق نتائج جيدة حاليًا مع سيلتك، إذ فاز معه بالدوري مؤخرًا، إلا أنه لم يبد اهتمام كبير بخلافة فينجر، وقال: "أنا أحظى بأفضل وظيفة في العالم، أحبها من كل قلبي وأحب التواجد هنا".
