الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تسريبات «السيسى» وتسريبات «6 أبريل»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نقلا عن جريدة "الوطن".

لست مهتمًا بالإجابة عن سؤال مَن الذى سرب التسريبات؟ سواء تسريبات شبكة «رصد» عن الفريق السيسى أو تسريبات برنامج «الصندوق الأسود» عن نشطاء «6 أبريل»، فهذا مكانه النيابة ورجال القانون، هم يبحثون براحتهم وأمامهم البلاغات، وليس من الواجب ولا المفروض أن أتقمص أنا دور كورمبو وأقدم إليكم من واقع التخمينات البوليسية والفتاوى الشرطية التي يتمتع بها المصريون متهما بعينه يشار إليه بتهمة مسرب.
ببساطة «رصد» وجدت تسريبات وأذاعتها وكذلك الصحفي عبد الرحيم علي وجد نفس الشيء وأذاعه، وكل منهما من وجهة نظره رأى أن هذا هو واجبه الإعلامي، لكن السؤال المهم الذي يشغلني بحق لماذا لم يكن لتسريبات «السيسي» أي تأثير سلبي على الناس، بل على العكس، وهذا هو المدهش، هذه التسريبات جعلت الناس تلتف أكثر حول هذا الرجل لدرجة أن مواقع التواصل الاجتماعي شكرت «رصد» على حسن تعاونها، واتهمت المسربين بأنهم أعضاء في حملة «كمِّل جميلك»!، ولماذا كان لتسريبات عبد الرحيم على هذا التأثير الهائل الذي جعل الناس يعيدون حساباتهم في نشطاء كثيرين من هذه الحركة كانوا قد خدعوهم بمعسول الكلام الثوري؟!
الإجابة بسيطة وسهلة، لأن الناس في التسريب الثاني شمت رائحة الخيانة والعمالة وسيل اللعاب من أجل الدولار، لأن الناس عرفت الهيافة والتفاهة ولغة الحوار المنحطة بينهم والأنانية والنرجسية التي تتحكم في تصرفاتهم والقدرة الهائلة على التمثيل والخداع لدرجة أن نحنوح الثورة وندابتها الباكية وصاحب خدودها المكتنزة استطاع خداع مصر كلها، ومنهم العبد الفقير إلى الله شخصيًّا، من خلال دموع التماسيح التي ذرفها طوال استضافته المزمنة في الفضائيات، استيقظ الناس بعد هذه التسريبات على شاب يتحدث بمفردات تجار المخدرات وبصوت يذكرك بتليفونات توفيق الدقن في أفلام حسام الدين مصطفى، وتتحول دموعه الساخنة إلى ضحكات مرقعة رقيعة على التليفون بينه وبين شاعر الثورة ابن خائن الوطن وعميل قطر ومفتي «الناتو».
الناس اكتشفت القفا الكبير الذي انطبع بالكف كله والذي لطمها لمدة سنتين على سهوة مثل بلدياتنا في المولد، اكتشفوا أنهم احتياطي استراتيجي لجماعة الإرهاب الإخوانية، اكتشفوا أن البوب كان بالنسبة إليهم مجرد صنم عجوة يتعبدون له كرها، وهم غير مقتنعين بقيادته وحتما سيأكلونه فيما بعد، ببساطة الناس أحست بالقرف والخديعة والمؤامرة، من هنا كان هذا التأثير السلبي الذى دفن هؤلاء في مزبلة التاريخ.