الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"ترامب" يلوّح باحتمال إلغاء قرار الحرب.. وتقارير أمريكية: روسيا قادرة على صد "الصواريخ الذكية"

الرئيس الأميركي دونالد
الرئيس الأميركي دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تراجعت حدة التصريحات الأمريكية والروسية حيال المواجهة المرتقبة بين الطرفين على الأراضى السورية، فبعدما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه يعتزم توجيه ضربة إلى مواقع للنظام السورى برئاسة بشار الأسد، وأخرى لحلفائه الروس والإيرانيين وميليشيات حزب الله اللبناني، عاد للإشارة إلى أنه لم يحدد موعد الضربة، منوها بأن الضربة التى أعلن عنها إما ستحدث قريبا جدا، وإما لن تحدث الآن مطلقا، بينما أعلن الكرملين أن موسكو فتحت خط اتصال مباشر مع واشنطن لتجنب المواجهة، وذلك بعد أن كانت تصريحات روسيا تدور فى إطار أنها سترد على مراكز إطلاق أى صواريخ باتجاه سوريا.
وبعد تهديده أمس الأول بضرب سوريا بصواريخ جديدة وذكية، نفى «ترامب»، فى تغريدة له على «تويتر»، أمس الخميس، أنه حدد موعد الضربة، قائلا: بأن الضربة قد تكون فى القريب العاجل أو لا تكون قريبة على الإطلاق.
وغرد ترامب قائلا: «لم أحدد من قبل متى ستكون الضربة ضد سوريا؟، قد يكون ذلك قريبا أو ليست قريبة على الإطلاق».
وأضاف «ترامب» فى تغريدته قائلا: «فى كل الحالات أنجزت أمريكا فى ظل إدارتى عملا عظيما فى تخليص المنطقة من داعش.. شكرا لك أمريكا».
ومن جانبه، حذر الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر إدارة الرئيس الحالى ترامب من تداعيات أى عمل عسكرى ضد روسيا وسوريا، أو كوريا الشمالية ومن مغبة خروج الوضع عن السيطرة بما يهدد البشرية جمعاء.
ونقلت وكالة «أسوشيتد بريس» عن كارتر قوله: «أصلّى لأن تبقى بلادنا آمنة، وأن لا تبالغ الإدارة الأمريكية فى إجراءاتها أو تزيد من تحدياتها لكوريا الشمالية، وروسيا أو سوريا».
واعتبر «كارتر» أن «أى مواجهة عسكرية، ولو كانت صغيرة تعد بمثابة إجراء خطير، يمكن أن يخرج فى نهاية الأمر عن نطاق السيطرة».
وعبر «كارتر» عن أمله «أن يدرك ترامب كما أدرك الرؤساء الآخرون، أن أى تبادل للضربات النووية ممكن أن يؤدى إلى كارثة للبشرية جمعاء».
وأشار إلى أن إدارة «ترامب» وقراراته تتعرض للانتقاد من جهات مختلفة، وأن «الكثير من الناس» باتوا يدركون أنهم «أخطأوا» فى اختيارهم له رئيسا للبلاد.
فى المقابل، استبعد رئيس لجنة الدفاع فى مجلس النواب الروسى (الدوما) فلاديمير شامانوف، الخميس، شن الولايات المتحدة أى هجوم عسكرى على سوريا رغم مزاعم استخدام الكيميائى فى مدينة دوما فى ريف دمشق.
وقال «شامانوف»، ردا على سؤال حول احتمالية إقدام واشنطن وحلفائها على ضربة عسكرية محتملة ضد دمشق، وفقا لقناة «روسيا اليوم»: «لن يحدث هذا، حيث إنه لا توجد مقدمات لذلك»، مضيفا أن «الوضع ليس بسيطا ولكنه مستقر».
وأكد أن هناك درجة معينة من التفاهم بين الأطراف وأن كل شيء سيمر بطريقة حضارية.
ومن جانبه، أكد الناطق باسم الكرملين دميترى بيسكوف، الخميس، أن خط الاتصال بين موسكو وواشنطن لتفادى الصدامات العرضية فى سوريا لا يزال مفتوحا، وأن الطرفين يستخدمانه باستمرار.
وقال «بيسكوف»، ردا على سؤال صحفى عمّا إذا كان العسكريون الروس والأمريكيون يستخدمون قنوات الاتصال لتجنب سقوط الضحايا فى حال ضرب سوريا: «نعم، خط الاتصال موجود وشغال».
ولم يوضح الناطق ما إذا كان هذا الموضوع بالذات، أى احتمال ضرب سوريا قيد البحث، مشددا على أنه «يتحدث بشكل عام عن استخدام خط الاتصال من كلا الطرفين».
وأضاف بيسكوف أن «الكرملين يتابع عن كثب ما يصدر عن واشنطن من تصريحات حول توجيه ضربة محتملة لسوريا»، محذرا من اتخاذ خطوات غير مسئولة تعقد الوضع هناك.
وقال: «نعتقد أنه من الضرورى تفادى أى خطوات قد تتسبب فى تصعيد التوتر فى سوريا. برأينا، مثل هذا الأمر قد يكون له تأثير مدمر لعملية التسوية السورية بأكملها».
وأشار «بيسكوف» إلى أن جدول أعمال الرئيس فلاديمير بوتين لا يتضمن مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب، مبينا أن «هذه المسألة لم تكن موضع بحث بين موسكو وواشنطن، ولم يبادر إليها أحد».
وتهدد الولايات المتحدة بضرب سوريا، بعد اتهامها دمشق وحلفائها باستخدام الأسلحة الكيميائية فى مدينة دوما نهاية الأسبوع الماضي، بينما تنفى روسيا وسوريا وقوع أى هجوم بالكيميائى فى دوما، وتصف الاتهامات الأمريكية بأنها باطلة، وتعكس بحث واشنطن عن ذريعة لتنفيذ مخططاتها فى المنطقة.
ومن ناحيتها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الرئيس الأمريكى أعلن حربا إعلامية فى «وسائل الإعلام الملفقة التى لا تستخدم إلا للتضليل»، وقالت: «لا أحد طلب من القادة الغربيين أن ينصبوا أنفسهم شرطة العالم أو قضاة ومنفذين للقانون».
وأضافت زاخاروفا، فى مؤتمر صحفى عقدته أمس، أن الوضع فى سوريا محفوف بالمخاطر ومزيد من التصعيد، مشيرة إلى أن الضربة الجوية الإسرائيلية فاقمت زعزعة الاستقرار فى سوريا.
وتابعت زاخاروفا أن «النتائج الحالية لما نراه فى العراق هو حصاد لسياسة أمريكية سيئة»، وقالت: «ما يجرى الآن يذكر بالحرب على العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل بناء على معلومات مغلوطة».
كما سخرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية من تغريدة الرئيس الأمريكى دونالد ترمب الأخيرة التى تساءل فيها: «أين كلمة شكرا لأمريكا التى بذلت جهدا كبيرا للتخلص من داعش فى المنطقة»، قائلة: «ببساطة لم ينته الجميع بعد من توجيه الشكر لأمريكا على العراق الذى كانت نتيجة التدخل فيه ظهور داعش».
من ناحية أخرى، يمكن إرجاع هذه التصريحات «المتراجعة» من الطرفين إلى تكافؤ قوتيهما، وإدراك كل منهما لهذه النقطة، فقد نشرت وسائل إعلام أمريكية تقارير عن فرص الجيش الروسى لحماية الأراضى السورية من الضربة الصاروخية الأمريكية، انتهت فيها إلى أن روسيا بالفعل قادرة على صد هذه الصواريخ.
ويشار فى هذا الصدد إلى طائرات سوخوى ٣٤ الأحدث فى العالم والتى تملكها روسيا، حلقت فوق مناطق سورية حيوية مساء أمس الأول.
ونشرت صحيفة «ناشيونال انتيريست» مقالا بعنوان «هل تستطيع روسيا فعليا إسقاط الصواريخ الأمريكية فى سوريا؟».
ونوهت الصحيفة لتغريدة «ترامب» على موقع «تويتر»، التى دعا فيها روسيا للتحضير لضربة بالصواريخ الجديدة «الذكية» على سوريا. كما تم ذكر الضربة الإسرائيلية بعدة صواريخ على مطار التيفور، حيث استطاع الجيش السورى أن يتصدى لعدة صواريخ إسرائيلية.
ووفقا لضابط كبير سابق فى سلاح الجو الإسرائيلي، لم يتم ذكر اسمه، فإنه «لن يكون من الصعب إسقاط الصواريخ». وقد أشار، بحسب الصحيفة، إلى أن بعض الصواريخ التى تستخدمها إسرائيل تطير ببطء نسبى ويسهل كشفها بواسطة الرادار.
وفى الوقت نفسه، شكك الضابط بأن الجيش السورى قادر على اعتراض معظم الصواريخ التى سيتم إطلاقها، إذ لم يتم استخدام الأنظمة الروسية المتقدمة، مثل منظومة «إس-٤٠٠» وغيرها من منظومات الدفاع الجوي. وفى سياق ذى صلة، نشرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، تصريحات للأميرال فيكتور كرافتشينكو، الرئيس السابق لأركان القوات البحرية الروسية، اعتبر فيها أن ظهور المدمرة الأمريكية «دونالد كوك» على مقربة من شواطئ سوريا، قد يعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن «تُخيف سوريا».