السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وعادت أبلة إيمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهى الطقس السيئ، وعادت الأحوال الجوية إلى الدفء، بعدما قررت التربية والتعليم عودة إيمان سمري مديرة مدرسة الشهيد يحيى الأدغم الكائنة بقرية كوم النور مركز ميت غمر إلى عملها بعد قرابة الشهرين ونصف من الاستبعاد والتحقيق في الواقعة المشهورة إعلاميا –تمثيل مجزرة الروضة- داخل مدرسة بمشاهد تمثيلية للطلاب في طابور الصباح، والتي جسدت مشاهد الدم بألوان صناعية –الميكروكروم- ورفعوا أعلام داعش وتركيا وقطر وإسرائيل، وحملوا أسلحة خشبية وبنادق لعب أطفال.
لكن بقت فرص هطول الأمطال الخفيفة إلى متوسطة قابلة للنزول بسبب توقيع 10 أيام جزاء على المديرة و15 آخرين لمشرف النشاط ، إلا أن الأمل ما زال معلقًا في سماء مدير مديرية التربية والتعليم بالدقهلية الأستاذ علي عبدالرءوف بإخفاء السُحب وانقشاع شبورة العقوبة بإلغائها أو على أقل تقدير تخفيفها، لنشهد ارتفاعا تدريجيا في حرارة حرية إبداع النشاط المسرحي والصحفي داخل مدارس المحافظة بصفة خاصة ومدارس الجمهورية عامة.
خاصة أن أهل الشر –أعداء الوطنية– يرون في مواكبة تمثيل طلاب المدارس باستمرار لأحداث الوطن وتنشئتهم سياسيا وتعبئتهم وطنيا، عائق يمنعهم من الوصول إلى تفجير عقول هؤلاء الطلاب بمعتقدات التدمير والتفخيخ وغيرها من أساليب حروب العصابات، فمثلا تمثيلية مدرسة الشهيد يحيى الأدغم حدّت من الصبغة الدينية الكاذبة التي يعرفون تركيباتها جيدا لجذب النشء، من باب أن أفعالهم وأقوالهم شهادة لدخول الجنة، وفضحت جرائم الدم التي يرتكبونها أو يدعمونها بالمال أو السلاح بخلاصة العبارة "ناس مبتصليش قتلت ناس بتصلي".
لذلك كانت هناك محاولات مستمرة من أهل الشر –لإلتهامها –أي المديرة - نيئة أو مشوية فى سيخ على نار- إقحام الطلاب في مسائل سياسية على خلاف تعليمات الوزير ليصعب إطفاؤها، وربما نجحوا بعض الوقت في ذلك إلا أن شواية العقل والمنطق لوزارة التربية والتعليم أطفأت الفحم المشتعل لأهل الشر بعودتها إلى مدرستها كمديرة .
إن مصر عانت لفترات طويلة من الاستغلال الإخوانى المقيت للشباب الذين وقعوا ضحيتهم فى الجرائم الإرهابية التى عانى منها الوطن، بل لقد كانت المدارس بالنسبة لهم من أهم أدواتهم للسيطرة السياسية، لذلك وجب على وزير التربية والتعليم ألا يترك الساحة مفتوحة على مصراعيها للقوى الإرهابية، فلا يتصور بعد هذا كله ألا نستغل المدارس كحلبة للمشاركة السياسية وتنمية مشاعر المواطنة بعيدا عن الحزبية والطائفية.
فجزء من الحرب على الإرهاب اعتبار المدارس أجهزة تتبع ترصده ثم تفككه وتبطل مفعوله، ولا مانع أن تقوم المدارس وطلابها بمسيرات حاشدة دعما لعمليات الإبادة التي تقوم بها قواتنا المسلحة والشرطة ضد الإرهاب والإرهابيين، فالحرب ليست سهلة ومواجهة الشائعات والدعايات ممكن أن تُخمد وتُكذب من خلال النشاط المدرسي، هكذا نجعل من المدارس مصانع لإنتاج عقول سليمة واعية بالمخاطر التي تواجه الوطن، وقادرة على الوقوف في وجه الأعداء وتلعب سياسة بإقتدار.