الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ما بين أبله فاهيتا وأبله فضيلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إن القيم الأخلاقية تتآكل بشكل سريع نتيجة عدم المحافظة عليها والخوض في غمارها وترسيخها، وحتى إن حافظنا على بعضها فسرعان ما نجد من يهدمها بالصوت والصورة وما أسرعهما في هذا الزمن ، فكل ما فعلته أبله فضيلة أكلته أبله فاهيتا وشربت عليه الماء،والتف حولها المنافقون والمتشدقون والمدافعون، في مشهد ساخر باكيي ، وسط كلمات مستفزة وخروج عن المألوف، وقد تلهف بعض إعلاميين والفنانين بالجلوس حول أبله فاهيتا ،ليساهموا في هذا الإسفاف والسقوط والانحدار الأخلاقي ، إنها جريمة لا تقل عن جريمة تغيير الفكر وتغييب العقل، تدخل كل بيت بسهولة ويسر.
لقد فرحنا كثيرا بدور القائمين على المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فهو الأمل الوحيد للحد من هذه المهزلة، والتصدي لهذا المرض المستعصي الذي تفشى في إعلامنا وقنواتنا المفتوحة على دون رقابة، فبناء الدول يأتي من دور الإعلام وتغير الفكر لا تغييبه.
نحن في مرحلة بناء الدولة لا الهدم ، فكانت أبله فضيلة ، تغرس كل يوم فضيلة و قيمة جديدة فينا، من خلال الحكاية والأسلوب، وطريقة الكلام ،كانت مدرسة متكاملة في احترام الأخر والاستماع إليه في ود وحب وصفاء ، كنا ننتظرها متلهفين متوجسين مخيفة أن يمر وقت البرنامج، وهذا في حد ذاته حرص على تعلم المعلومة، لذا ترك آباؤنا لها البيوت مفتوحة عبر المذياع دون خوف أو تغيير مؤشر الراديو، أما أبله فاهيتا فتملك عفوية في الرد، بكل الطرق دون التركيز على ما تقول، هدفها الوحيد السخرية وإثارة غرائز الجمهور تملك كما من التلميحات الجنسية، تحسد عليها، فأصبحت سمة أساسية في حوارها،عرفها الناس بها ، ورويدا رويدا أصبحت طابعا، وبدأ الأطفال والشباب بمختلف الأعمار يقلدون إفيهاتها، وإيماءاتها، فغرست طريقة احتذوا بها. إنها حالة عبثية شاردة رياحها باردة عاصفة بكل قيمة . وأتساءل ما هو هدف هذا البرنامج وما القيمة التي يريد غرسها في نفوسنا؟!
إن الشعب المصري عاشق للقيمة والتراث حافظ عليها، وهذا سر بقائه وجماله وعظمته، هو الذي يترقب بيان القوات المسلحة بين الفنية والأخرى ليشيد ويفرح ببلده في دحر الإرهاب ، من جذوره واستئصال هذا الورم الخبيث ، فهذا المرض الذي نتج عن فكر واه ، لا أساس له في الدين ، هو نفس الشعب الذي يتأفف إذا مر مرور الكرام بجانب البرنامج أو ربما اصطدم به،
أننا في مرحلة جديدة مصر جديدة تبنى، إن أجهزة الدولة وخاصة الرقابية والإدارية لتضرب بيد من حديد المفسدين والمتآمرين على الدولة ،فهل من جهة تحاسب المتآمرين على شبابنا بتسفيه العقول؟.