الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أين الدولة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط تصاعد الأحداث احتلت جامعة الأزهر وما تشهده منذ أسابيع بؤرة الاهتمام نتيجة التصعيد المتعمد من شباب جماعة الإخوان ضد الشرطة وأجهزة الدولة، وكان التفجير الذى استهدف أتوبيس للنقل العام وما خلفه من إصابات وترويع للمواطنين الآمنين نقطة مهمة في سلسلة اتجاه الجماعة وأنصارها للعنف بحثا عن الشرعية، حيث انتقل الصراع والثأر من الجماعة من جانب والشرطة والجيش من جانب آخر، إلى صراع بين الجماعة من جانب والدولة بأجهزتها ومواطنيها من جانب آخر.

الأزمة الحقيقية هي الاستراتيجية التى يتبعها هؤلاء من أجل استعادة الشرعية وتخفيف سهام النقد الموجه للجماعة، خاصة أنه لا يمكن تشجيع العنف بحثا عن مطالب يعتبرها البعض عادلة، في حين أن هذه الاستراتيجية تخلف مزيدا من القتلى والمصابين وترويع الآمنين، بل مخالفة تعاليم الدين التى تنهي عن استخدام العنف وسفك الدماء ومراعاة حرمة الإنسان.

حتى الآن طلاب جامعة الأزهر يصعدون من أسلوبهم تجاه أجهزة الشرطة، وتنقل كاميرات الفضائيات الكر والفر بينهما، كذلك تنتشر المدرعات المحترقة للشرطة نتيجة شغب مظاهرات أنصار الجماعة، وعلى الطرف الآخر هناك غضب متصاعد داخل نفوس قطاعات واسعة من المجتمع وخاصة في الدقهلية نتيجة الجريمة البشعة التى هزت مصر كلها وليست الدقهلية فقط، وما ترتب على ذلك من قيام البعض بإتلاف ممتلكات لمواطنين ينتمون للإخوان ردا على ما يحدث.

للآسف المجتمع يعانى من شبح الحرب الأهلية، فالجماعة وقياداتها انصاعوا لمخططات التنظيم الدولي بالتعاون مع دول اقليمية ودولية بحثا عن مصلحتها، وعلى الطرف الآخر هناك أجهزة للدولة بدأت تستعيد عافيتها لتحافظ على الأمن القومي للبلاد، ووسط هذا وذاك هناك جماعات وقوى تبحث عن كيفية تحقيق مصالح خاصة بها على حساب الصراع بين الطرفين.

المجتمع تعب كثيرا من ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية، ومعاناة البسطاء تتزايد، ولا تجد من يخفف عنها، لا الدولة قادرة على تشكيل حكومة قوية تستطيع مواجهة تحديات المرحلة الراهنة، ولا السياسيين والنشطاء الحقوقيين قادرين على تحويل التنظيرات الخاصة بهم على شاشات الفضائيات وأوراق الصحف إلى واقع ملموس يمكن أن يكون معينا للمجتمع.

دائرة العنف تتصاعد وكذلك الفقر أيضا، والأرقام تؤكد تراجع الاحتياطي النقدي عن ما ثورة يناير 2011، وكذلك معدل النمو أقل بكثير مما كان في عهد مبارك الذى خرجت عليه الثورة بسبب فساد نظامه، ومع ذلك الأوضاع في تدهور والعنف في تصاعد والفقر في انتشار ، أما عن الجهل والكراهية فهما من كنوز هذه الأرض وبذورهما في انتشار وكذلك الحصاد أيضا!

لا أعرف إلى متى ستظل معاناة المجتمع؟، وإلى متى تظل الحكومة عاجزة؟، وإلى متى يظل الرئيس المؤقت يلعب دورا هامشيا؟ وإلى متى سيظل وزير الدفاع يتحرك خلف الستار؟، وإلى متى ستظل الداخلية عاجزة عن تطهير نفسها؟، وإلى متى ستنصاع الجماعة لتنظيمها الدولي؟، وإلى متى سنظل نحن نكتب ونطلب ونرجو بأن يرحموا شعب هذا الوطن؟.

كل ما أعرفه أنه بدون إرادة سياسية لن يتحقق شيء، وبدون سيادة القانون والعدالة الناجزة والكرامة الإنسانية لا توجد دولة!.