الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الدراما الفقيرة تطرح العنف والسهوكة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما إن تضع أصبعك علي مؤشر القنوات حتى يظهرلك أمرين لا ثالث لهما الأول: مسلسل مليء بالشباب طويل اللحية متعدد العلاقات صوته أنعم من صوت الأنثى التي تحاوره ناهيك عن الملابس الغير محتشمة التي يظهر بها، وفي مخيلة المخرج أن هذا هو قمة الرومانسية حتى أن الحوار يكابد الجمل فلا يجد مفردات حية تناسب الموقف وسرعان ما يتحول الموقف إلى سخرية، من أجل ذلك يلجأ المشاهد إلى الدراما التركية لما لها من أداء راق تظهر قيمة العمل الدرامي، فنحن نفتقر إلى الكتابة الصادقة وإن وجدت فلم نجد من يجسد الموقف إلا بالسهوكة ،والميوعة والصوت المنخفض الناعم من قبل الشباب فلو رجعوا للوراء لوجدوا قمة الرومانسية والحب والعنف لدي أحمد رمزي مثلا وكذلك كمال الشناوي وغيرهم ناهيك عن أداء فاتن حمامة، الذين أثروا الدراما.
أما الأمرالثاني : فهو العنف والتصوير في الحواري الشعبية والفقر المدقع والمبالغة فيه، فتظهر الدراما فقيرة فقر الحارة في اللغة والكتابة والألفاظ السوقية وأتساءل هل الدراما ترصد رصدا صحفيا أم تعالج المشاكل ؟!
لو كان الأمر بالرصد والتصوير فقد رصدت الأنساق الاجتماعية كثيرا، ومن ثم إذا أذيع المسلسل عبر الفضائيات فقد ينعكس ذلك على السياحة أيضا فكل من يري مصر يراها من خلال الحارة التي تغيرت من السكرية وبين القصرين وقصر الشوق وحارة نجيب محفوظ إلى حارة السكين والسكير والسيوف والصبية التي تحمل الخناجر والبنات التي تشبه الشباب والشباب المخنث وعنف المرأة وصفعها بطريقة مثيرة وسيطرة الرجل عليها وكبتها وظلمها كل هذه نصدره غير مبالين للمشاهد غير المصري.
إن ما بين الدراما ونمو السياحة خيط رفيع، بما لها من امتلاك الكتابة والتصوير والأداء، ثلاثية التسوق والجذب فقد استغلت الدراما والقائمين عليها هذه الثلاثية أسوأ استغلال فظهر فقرها وافتقارها وطرحت غثيانا يتقيأ المشاهد إذا أمعن النظر فيها،
فلم تعد غياب الرومانسية في الكلمة والأداء الذي تحول حولت إلى النعومة والسهوكة، فالموقف هو الذي يحمل على ولادته، إلا أننا إذا كنا أمام كاتب جيد ومصر ملئيه بالكثير لكننا لم نكن أمام ممثل أو ممثلة تجسد الكتابة وربما يتعمد كل منهما الخروج على النص بتلميحات جنسية أو غيرها، فيضيع رونق النص وحلاوته ،فعلى الجيل القديم أن يأخذ بيد الشباب في طريقة الأداء وتجسيد الشخصيات دون مبالغة.
وبما أننا نستعد لسوق الدراما الرمضانية فحن أما مفترق طرق أيضا إما موضة العنف وإظهار الكبت والدراما السوداء،أو المخدرات وتجارها ، أو الرومانسية الساقطة فالكل يتسابق في التشويه، وما إن يشاهد الطفل أو الشاب ممثله المفضل يقوم بهذا فيقلده تقليدا أعمى، وتظهر فيما بعد الحوادث التي أفصحت عنها الدراما ويتم تقليدها فهل أدرك الكاتب والمخرج والممثل الأثر التربوي على أولادنا أم همهم الأكبر المال .فرب كلمة تجرح لا يداويها طبيب فكفى انحدرا.