السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كل "المصطلحات" تؤدي إلى يناير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين ثورة وعمل ثوري وانتفاضة يقف كل منا للدفاع عن وجهة نظره في 25 يناير ، لم يقلقني المصطلح ، أيّا ما كان وأيّا ما سيكون ، وما بين الإيمان بأنها ثورة بنص مقدس لا يجب تحريفه أو استبداله ، والكفر بالنص كونها مؤامرة من وجهة نظر المُكَفّرِين ، أقف متأملا حالة الجدل "الإكس لارج" التي يتجادل به المتجادلين والمتناحرين ! 
جدل لا يُثمن ولا يُغني من جوع ، نقاشات لا تُخرج المجتمع من كبوته ، ولا تُوقظ الأحزاب من ثُباتها العميق ، ولا تُرسخ ديمقراطية ، ولا تُعلي أمة ، ولا تُنجز تحديات جسيمة ، ولا تُزيل عقبات ، ولا تُشيد عمرانا ، ولا تُصلح نظاما سياسيا ، ولا تُنضج حياةّ سياسية ، ولا تَرفع الأعباء المعيشية ، ولا تكسي البردان ، ولا تستر فقيرا ، ولا تروي ظمأنا ، ولا تُشبع جعانا ، ولا تُعالج تعبانا ، ولا تُعلم الأمي ، ولا تُنعش اقتصادا ، ولا تبني دولةّ ، ولا تُحيي شهداء ، ولا تَقْتَص للورود -إللي فتحت في جناين ميادين يناير- 
قُل عليها ثورة أو انتفاضة أو هوجة أو مؤامرة أو مخططاً خارجياً ، لا فرق! فالتسميّة لن تلغي ما جرى أو توقف تداعياته . 
فالمصطلحات كلها تؤدي إلي "يناير" ، فالثورة : إندفاع عنيف إلى تغيير الأوضاع السِّياسيَّة والإجتماعيَّة تغييرًا أساسيًّا ، يحركه عدم الرضا أو التطلع إلى الأفضل ، والعمل الثوري : عَمَلٌ يَكْتَسِي صِبْغَةَ الثَّوْرَةِ والعُنْفِ والهَيَجانِ ، بينما الإنتفاضة : حركة شعبية سياسية أو إجتماعية واسعة لمقاومة الظلم تغلب عليها القوَّة والعنف والهيجان ، بينما المؤامرة : مكيدة للقيام بعملٍ معادٍ إزاء حكم أو بلد أو شخص ما ، يدبِّره أشخاص في الخفاء ويصمِّمون على تنفيذه ضدّ شخصٍ أو مؤسّسةٍ أو أمن دولة .
لكن -تقديري الشخصي- 25 يناير 2011 بدأت كعمل ثوري تحول إلي إنتفاضة ثم تدرج إلي ثورة تآمر عليها من كانت لهم مأرب أخري ، مستغلين يناير – العمل الثوري والانتفاضة والثورة - كساحة للمقايضة على مكاسب . 
الحقيقة ما يجب أن نتجادل فيه ونطرحه للسؤال هل "يناير" حققت أهدافها الرئيسية : العيش ، الحرية ، الكرامة الإنسانية ، والعدالة الاجتماعية ؟ أم لا ؟
حقاّ يشعر البعض ولست أدري هل أغلبية أم أقلية ؟ - فليس لدي إحصائية - بأن أركان الثورة الأربعة من عيش وحرية وكرامة وعدالة مجرد أطلال وقصائد قديمة ، وشعارات لم تكن تساوي ثمن الحِبر الذي كتب به لافتات الميادين .
لكن لا تغفل ! أن الرئيس السيسي إستلم وطنا غارقا في جراحه ، فبدأ يلملمه ويجفف دماءه ، ويسابق الزمن لاستعادة شِفاءه ، استلم وطنا مشتعلا بالانقسامات الداخلية ، استلم وطنا برزت فيه جماعات وقوي إرهابية أنهكت الاقتصاد وحصدت أرواح الأبرياء ، إستلم وطنا بعد ثورتين مُفَكك بنيته التحتية وجهازه الإدارى متهالك 
وخَرُبت مؤسساته .
استلم وطنا وسط انهيار المفاوضات بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بملف سد النهضة ، استلم وطنا فيه عجز فى إنتاج الكهرباء بلغ 4000 ميجا ، وارتفاع معدل التضخم ليصل إلى 9 % تقريبا ، ووصول معدل البطالة إلى نسبة 13.4 %، ووصول الاحتياطى النقدى إلى أقل مستوياته ليصل إلى 15 مليار دولار، وانخفاض التصنيف الائتمائي إلى أقل درجات التصنيف ، بالإضافة إلى موقف سياسى دولى غير معترف بإرادة المصريين فى ثورة الثلاثين من يونيو ، وأوضاع إقليمية متوترة . 
فمن يريد منا أن يشيّد بيتا قد كسته التشققات العمودية والأفقية والقطرية في الأسوار والجدران الداخلية والخارجية ، وسكنت في عدد من غرفه الثعابين والأفاعي ، وأنهكته العوامل الجوية والبيئية ، وحللت المياه الجوفية أساسه وتربته ، وحديده متآكل في العمود الرئيسي وحول الكمرات المدفونة ورقاب الأعمدة ، فأصبح أيل للسقوط ! ثم تفاجأ بوجود تشققات قطرية في العمائر المجاورة تحول دون إعادة بنائك إلا إذا تم تنكيس العمارات الأخري ! تري كم من الوقت لإعادة بنائه ؟
هكذا حال الرئيس في إعادة مصر الآيلة للسقوط ، والتي وضع أساسها في الأربع سنوات الأولى من رئاسته، وسيستكمل التشييد والبناء والتنمية في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية وأخيرة!