رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أربعة ريشة وهلال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«صلوا ع النبي» جملة متداولة كثيرًا على لسان المصريين يبدأ بها المتحدث حينما يريد الإنصات من جانب من يتحدث إليه، أو يتم إطلاقها بقصد إسكات كل من يحدث جلبة أو بهدف نزع فتيل مشاجرة بين شخصين قد تصل إلى كارثة محققة لو اكتملت هذه المشاجرة بدون التدخل، أيضًا هذه الجملة تساهم بقدر كبير فى تهيئة جو مناسب للحديث وتهدئة روع بعض الأشخاص الذين يتسمون بالعصبية المفرطة.
«صلوا ع النبي» يطلقها المسلم فى وسط كلامه بطريقة عفوية، وأيضًا يطلقها شقيقه المسيحى فى الكثير من المناسبات بطريقة وصلت إلى العفوية بمرور الوقت، وغالبًا ما يأتى رد فعل هذه الجملة حينما ينطق بها مسيحى وسط أصدقائه المسلمين رائعًا للغاية، وأحيانًا يستقبلها الناس بطريقة كوميدية، ولكن الارتباط القوى بين مسلمى وأقباط مصر جعل هذه الجملة رائجة للغاية، تسمعها فى الشارع، فى وسائل المواصلات فى مكان عملك فى برامج التوك شو، تسمعها فى أى مكان ومعظم الوقت براحة واطمئنان. 
وشأنى شأن عدد كبير من الأقباط فى مصر ارتبطت بهذه الجملة وأصبحت تخرج من على لسانى فى مناسبات عديدة، أنطق بها وسط أصدقائى بعفوية شديدة، واستمرارًا لمواقفى التى بدأت فى سردها عبر مقالى السابق، أذكر فى هذا المقال قصة طريفة حدثت لى مع هذه الجملة، ففى فترة من الفترات كنت أقوم بتغطية الملف القبطى بجانب عملى كصحفى فن فى إحدى المؤسسات الصحفية، وحدث أن أسند إلىّ تغطية مؤتمر صحفى كبير للبابا شنودة الثالث قبل رحيله، وبالفعل ذهبت للكاتدرائية فى الموعد المحدد ولاحظت الازدحام الشديد داخل القاعة المخصصة للمؤتمر، وخاصة من جانب القنوات الفضائية التى جاءت لنقل المؤتمر.
وأمام هذا الازدحام الشديد لم أجد لى مكانًا فوقفت بجانب المنصة وبجوار السيد هانى عزيز أمين جمعية محبى مصر السلام، وحضر مجموعة من الأساقفة قبيل حضور البابا بلحظات، وحاول البعض إسكات الحاضرين ولكن دون جدوى، ومع فشل تلك المحاولات المتكررة من جانب بعض الأساقفة الذين طالبوا الحضور بضرورة الهدوء استعدادًا لدخول البابا شنودة الثالث وبدء المؤتمر، وجدت نفسى وبطريقة عفوية أقول بصوت عال للحاضرين «ومعظمهم أعرفهم جيدًا بحكم عملى وخاصة المصورين والصحفيين والمعدين»: «صلوا ع النبى يا جماعة هدوء من فضلكم علشان نبدأ»، ليحل الصمت داخل القاعة لثوان قليلة وبعدها تضج القاعة بالضحك، فابتسمت وواصلت طلبى بضرورة الهدوء، فاستجاب الجميع وسط ابتسامات كل من يعرفني، وانتهى المؤتمر وأمام باب القاعة همس لى أحد أصدقائى المسلمين ضاحكًا: «صلوا ع النبى فى الكاتدرائية يا مفتري».