إنها واحدة من أطفال وبنات كثيرات فلسطينيات شريفات لم ترَ للمستحيل بابا، ولا المقاومة حدا، معجونة بتراب الأرض الأبية الشريفة المقدسة التي تنجب بطولات على مر التاريخ فولاذية القوى عنيدة، وعتيدة شريفة أبية لسانها حال كل الفلسطينيين لا ترى للاحتلال الإسرائيلي وجودا مطلقا تنقض وتصفع الجندي الإسرائيلي في شهامة وعزة، وكانت أمها من قبل أنها عهد التميمي اسم حفر حجرا إمام ترامب ونتنياهو، وأصبحت حديث العالم.
فالقلم الذي وقع كالصاعقة على خد الجندي الإسرائيلي وفي الحقيقة وقع على جد ترامب ونتنياهو معا، فقد تحول الحديث والنظر إليها وعن بطولاتها فكم صغرت إسرائيل التي وجهت لها اثنتي عشرة تهمة مما يثير السخرية –قلم يساوي كل هذه التهم كم هي دولة صغيرة أمام العالم . مما يدل على حجم الإهانة التي وجهتها عهد لإسرائيل وقرار ترامب كم أنت كبيرة يا عهد شامخة شموخ الجبل وصبر شجر الزيتون التي تعطي زيتا مضيئا لكل العالم يكون نبراسا له.
إن إسرائيل التي أتعبت سيدنا موسى بقضية تشغله عن القضية الأساسية في جريمة القتل فأمرهم أن يذبحوا بقرة فقد تركوا القضية الأساسية وتفرعوا في قضية أخري هي تلك سياستها حتى الآن فحاولت إسرافه في تشابه البقر عليهم (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ،) ثم سألوه ما لونها. رغم القضية إن قضية الذبح فقط ولكن أسلوب المراوغة والتحايل والاسلتباط والاستعطبات وكل ما هو آت آت تنتهجه، ثم تقف سياسة الحيلة حائلا لكل مشكلة فقد وصفهم الله (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ) أي حياة لو كانت حياة الحيوانات فجاءت الحياة نكرة.
إن الفرق بين عقل عهد وبين هذه الدولة كبر العقل والإصرار والوضوح فلم تتأثر بأي قرار ولم تتأثر عائلتها المناضلة بذلك ، آي قلب تكون لدى فتاه وأي عقل وقف أمام العناد الإسرائيلي وهز عرشها، وصغير عقل ترامب الأهوج غير المسئول عن تصرفاته. فكم تجمع لها الجيش والشرطة في المحكمة الإسرائيلية، إنه مشهد هزلي ساقط فأي محكمة تنطق حكما عليها . إن عهد تمثل فلسطين كاملة فلا يهمها الحكم المسبق معرفته من عصابة بها هي الجلاد والحكم فماذا ينتظر منها .
في الحقيقة أن صفع الجندي الإسرائيلي اتخذتها إسرائيل وسيلة للمدارة عن وجوه العالم الذي وقف ضدها في مجلس الأمن فلم تستطع المواجهة فانشغلت بقضية عهد كذلك مثل قضية إن البقر تشابه .
إن الأرض والقدس يمثلان عرض كل مسلم ومسيحي . لقد أشعل ترامب نارا لا تخمد فكم من شهيد تشرف بالشهادة دفاعا عن القدس ،مازال فلسطين تقدم الكثير وفي المقابل أشعلت عهد التميمى قضيتها أمام قضية ترامب كما يدعي فإذا كان قد سعى النرجسية والعنترية المزعومة كما تدل شخصيته، فقد فاقتها عهد بكل براءة وعناد وكبرياء تحمل على عاتقها النحيل قضية أمه فكانت الصفعة زلزالا لا يستفيق منه من فتاة استمدت قوتها من قداسة بيت المقدس.
