إن «المحافظين الجديد» فى الإمبراطورية الأمريكية ليسوا الوحيدين فى السعى وراء تعزيز الهيمنة الأمريكية على العالم. وقد اتضحت الحقيقة تمامًا فى الخطاب «السيادى» الذى سبق وصول جورج دبليو بوش إلى السلطة فى أواخر عام ٢٠٠٠، وتصر الولايات المتحدة فى حقها المنفرد فى اختيار القوانين الدولية والمعاهدات التى تخدم مصالحها، والتى تعزز العولمة الاقتصادية، ومن ثم مصالح الشركات الأمريكية. هؤلاء «السياديون الجدد» من بينهم ليبراليون أمثال السياسى الأمريكى مايكل إيجناتيف الذى قال «إن كونى إمبريالية يعنى فرض نظام على العالم بشكل يخدم المصالح الأمريكية».
من المؤكد إن المبررات المطروحة للتفاوت الرهيب وللهيمنة الاقتصادية موجودة على الساحة منذ فترة زمنية طويلة، وخاصة منذ اندلاع «الثورة المضادة» على اقتصاديات التنمية خلال الثمانينيات من القرن العشرين مع صعود نجم مارجريت تاتشر ورونالد ريجان فى الغرب. وأصبح بعث مثل هذا الخطاب الإمبريالى الأمريكى أكثر طنينًا فى السنوات الأخيرة، مع تداول متبجح عن إعادة تشكيل الإمبراطورية الأمريكية، وخاصة مع بعث الاهتمام بما يعرف باسم «الدارونية الاجتماعية» و«الدول الفاشلة».
يعرض برابات باتنيك: «مفهوم طريقة الإنتاج ونظرية الإمبريالية، مشكلة أثيرت على السطح البينى للنظريتين المتلازمتين، على الرغم من تناقضهما الظاهرى فى التقاليد الماركسية، ألا وهما طريقة الإنتاج والإمبريالية، والمرتبطتان – فى وجهة من وجوههما – بلينين. حاول إيتان باليبار أن يحل مشكلة الانتقال من طريقة إنتاج إلى أخرى عن طريق تطبيق مفهوم «طريقة الإنتاج الانتقالية» وبدلا من ذلك اقترح سمير أمين أن تكون طريقة الإنتاج تحليلًا مجردًا وشبيها بالتصور الوظيفى والتركيبى «للنوع المثالى» على عكس التجريد ذى الصلة مع الاختلاف للعلاقات الاجتماعية الفعلية المعروفة باسم «التشكيل الاجتماعى». وهكذا فإن المجتمعات الفعلية ومن ثم التشكيلات الاجتماعية تتألف – عادة – من عناصر من طرائق إنتاج مختلفة «تم تفصيلها» بطرق تحدد الطبيعة المحددة للتشكيل الاجتماعى بما فى ذلك طريقته السائدة فى الإنتاج. بالنسبة إلى سمير أمين وباتنيك فإن الإمبريالية تعنى – ضمنًا – مساندة طرائق ما قبل الرأسمالية للإنتاج باستخدام الطريقة الرأسمالية. وفى ضوء الإسهام التاريخى للإمبريالية فى تطور الرأسمالية يشير باتنيك إلى أن مجرد اعتبار الإسهام ببساطة «تراكما رأسماليا بدائيًا» فى إغفال للتحدى التحليلى الجاد الذى يفرضه التراكم «غير الرأسمالى» لرأس المال من أجل فهم كاف لديناميكيات الرأسمالية.
أنتونيو أوكامبو قدم مسحا مفصلا ودقيقًا للتاريخ الاقتصادى لقارته بعنوان «أمريكا اللاتينية والاقتصاد العالمى فى القرن العشرين» يعرض خوسيه، ويعرف الاتجاهات العامة للتنمية الاقتصادية فى أمريكا اللاتينية، ويربطها بالاقتصاد العالمي، وبخاصة باقى دول حافة المحيط الأطلسى من أواخر القرن التاسع عشر. وينقسم مسحه إلى ثلاث مراحل عامة، يتم تقسيمها بعد ذلك لتعكس التباين إلى: شبه إقليم – تنظيم اقتصادى – نتائج عامة، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية. إن الفترة من سبعينيات القرن التاسع عشر حتى عشرينيات القرن العشرين يسميها أوكامبو «عصر الصادرات». أما الفترة التالية من ثلاثينيات القرن العشرين حتى سبعينياته فيهيمن عليها «التصنيع» فى حين تسمى الفترة التالية «النظام الليبرالى الجديد». ويتناقض سجل النمو البطيء فى الثمانينيات بشكل كبير مع المكاسب الاقتصادية خلال هذه الفترة السابقة التى تعرف حاليا – وعلى مضض – باسم «العصر الذهبى» من جانب أنصار الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية الجديدة ودعاتها. ويشير تحليل أوكامبو الثرى والدقيق إلى أن الإصلاحات الليبرالية الأخيرة قد أثارت توزيعًا غير متكافئ للدخل والثروة فى أمريكا اللاتينية، وذلك نتيجة تكامل القارة السابق مع الاقتصاد العالمى وطبيعة هذا التكامل.
«ارفع رأسك فوق إنت مصرى»، إنت اللى دافعت عن القضية الفلسطينية بالقول وبالفعل، وضحيت بالغالى والنفيس لرفع راية فلسطين فى جميع المحافل الدولية، وحاربت من أجل فلسطين وقدمت (١٥٠) ألف شهيد منذ حرب ١٩٤٨ وحتى الآن
«المحافظون الجدد» فى الإمبراطورية الأمريكية ليسوا الوحيدين فى السعى وراء تعزيز الهيمنة الأمريكية على العالم. وقد اتضحت الحقيقة تمامًا فى الخطاب «السيادى» الذى سبق وصول جورج دبليو بوش إلى السلطة فى أواخر عام ٢٠٠٠
تفتيت بعض الدول العربية وإضعاف جيوشها وزرع الفتنة فى المنطقة وابتزاز ثرواتها.. لم تكن فقط الثمار التي جنتها إسرائيل من فوضى سمتها «الربيع العربي»، لكن توغلها فى تطبيع طالما حلمت به.. كان أبرز ما جنته.