مش قلتلكم .. ترامب جالكم خبوا عيالكم .. فمنذ أن وطأت قدماه سدة الحكم وأنا أشعر بالتشاؤم ، ليس فقط لتقاسيم وجهه التي لا تبشر باحتمال 1% أن يأتي من وراءها خير .. ولكن الراجل كان واضح في أول يوم قعد فيه على "كرسي العرش" بالبيت الأبيض الأمريكي .
حيث قالها واضحة صريحة : على الدول التي تحتفظ بعلاقات طيبة مع أمريكا أن تدفع ثمن صداقتها ، كناية عن نيته المسبقة في "تقليب" خزائن العرب والاستيلاء على أموالهم وأراضيهم ودمائهم .. فجميع المواقف التي أبدتها الإدارة الأمريكية تؤكد النية الهباب التي ينويها ترامب في حرق المنطقة المنطقة العربية دولة دولة .. بل زنجة زنجة .
فخلال الأيام الأخيرة .. سقطت جميع الأقنعة لتكشف الوجه القبيح للكاوبوي الأمريكي بداية من الاعتراف بمدينة القدس العربية كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني الغاصب .. وحين غلت الدماء في عروق العرب وانتقضت الغيورون على المدينة المقدسة للمسلمين والمسيحيين خرجت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكى هيلى "أم وش خشب" ساخرة من ردود أفعالنا المتحضرة : "قالوا أن السماء ستنطبق على الأرض حين نعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل .. وقد مر 4 أيام ولم يحدث شيء" .
وحين تصدرت مصر ، كعادتها في ريادة الدفاع عن شقيقاتها وفي القلب منهم دولة فلسطين ، وتقدمت بمشروع قرار لمجلس الأمن لإلغاء الخطوة الأمريكية غير الشرعية .. وجدت الولايات المعتدية الأمريكية نفسها مزولة منبوذة وحيدة محاصرة بين جميع دول العالم المؤيدة للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية .
وفي تهديد قذر للدول التي اعترضت على الجريمة الأمريكية راحت "نيكي" تحذر أعضاء الأمم المتحدة من أنها "ستأخذ أسماء" الدول التي تصوت لرفض اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل .. مشيرة إلى أنها ستقدم تقريرا للرئيس الأمريكي بأسماء أولئك الذين يؤيدون مشروع قرار يرفض الخطوة الأمريكية في الجمعية العامة للأمم المتحدة مضيفة أن ترامب يأخذ المسألة بشكل شخصي .. فإلى هذا المدى يبلغ التطاول والاجتراء على مواقف الدول الحرة .
فالأمر بالنسبة لهم يبدو كأننا في مدرسة ناظرها ترامب الذي يهدد بمعاقبة التلامذة .. وهذا بالمناسبة يراه القريب والبعيد من وقع الصدمة أو الصفعة التي سقطت على وجه واشنطن من أيدي مصرية وطنية تضطلع بدورها القومي في الزود عن حقوق العرب وكافة مقدساتهم .
وفي محاولة من أمريكا لإلهاء العرب وإشغالهم عن جريمتها بحق العرب والفلسطينيين أخرجت سيناريو الصاروخ الباليستي الذي سقط على الأراضي السعودية من "الدرج" وراحت توسوس في أذان المملكة بأن الصاروخ إيراني الصنع .. وأكمل ناطق باسم الخارجية أن واشنطن تتفهم حق السعودية في الرد على الاعتداءات الإيرانية .. في مؤامرة مفضوحة لإضرام حرب إقليمية جديدة بين العرب والفرس لا يعلم مداها إلا الله .
ولا أدري ان كان من قبيل الصدفة أم لا تلك العملية الإرهابية القذرة التي شهدتها مصر باستهداف مطار العريش .. فالبعض ، وأنا منهم بكل صراحة ، يربط بينها وبين الصفعة التي هوت على وجه أمريكا من التحرك المصري القوي الرافض لنهب حقوق أخوتنا الفلسطينيين في أراضيهم المقدسة .. لكن الرسالة التي يجب أن تصل للموتور "ترامب" أن المصريين على قلب رجل واحد وهم على أتم استعداد لتقديم أرواحهم فداء لكل شبر من أراضيهم أو أراضي العرب ,,
وطول ما شعبها مسلم
ومسيحي إيد واحدة .. فلن نضيع أبداً .. وقطعت ألسنة من يزايد على مواقفها من أولئك
المنافقين الضعفاء الذين لا يعرفون سوى طحين الكئوس والتعامل مع القضايا الوطنية
بمنطق الشوكة والسكين الذين راحوا يزعمون أن مصر ستبيع سيناء لإسرائيل .. تبيع سيناء
ايه داحنا لا نقبل التفريط في أي حبة تراب من أرض القدس أو أي أراض عربية فما
بالكم بفلذة كبدنا التي روت دماء الشهداء أرضها الطاهرة .. وبنصر قريب من الله
ستهزم مصر الإرهاب الأعمى الذي لا يستطيع الصمود أمام شعب وادي النيل .. وتعيش مصر
أمة واحدة أبية على كل متآمر .