الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مسلسل سابع جار فن يثير الإشمئزاز

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن مسلسل سابع جار يثير قلقا عاما، وحالة من الغثيان في الشارع المصري ليس لأنه مسلسل بقدر ما هو يعرض واقعًا غير واقعنا وقيما غير ما تعودنا عليها وكأن الشعب المصري تجسد في هذه العمارة المنحرفة سلوكيا في المشاهد والحوار الخافت الذي لا يكاد يخرج من بطن الممثل بالكاد والسرية في الأداء والمشاهد الثابتة والخيانة المتأصلة التي تنحدر في كل أسرة والبنات اللائي تشربن الخمور وكذلك والمرأة المتزوجة التي تمثل الأم تشجعها أختها على التعرف برجل آخر كذلك العلاقات الآثمة التي ينتشر في شقة ناهيك عن المشاهد التي ترصد كيفية شرب الحشيش بمهارة واحتراف من خلال بفتاة تصاحب رجلا متزوجا وآخر تجلس معه في شقة بغرض الصداقة لساعات طويلة وكل ما في المسلسل يرى أن هذا الأمر طبيعيا وشاب في الثانوية تشجعه أخواته البنات أن يصاحب البنات ومن فالكل له شأن يغنيه، ثم يجن المشاهد من هذا في محاولة للمقارنة بالواقع فأي واقع يمثلونه؟!
لقد جمع المسلسل كل الموبقات بهدف رصد الواقع فهذا واقع الشعب المصري وتصدير الصورة للشعوب الأخرى فكيف لي أن أحول مؤشر التليفزيون وقد يراه ابني أو ابنتي، إن أبناءنا يحبون التغير والممثلين لهم قدوة وأتساءل كيف تقدم شرين ودلال عبدالعزيز بتمثيل هذا النوع من المسلسلات هل بناتهن تربين على هذا بهدف رصد الواقع.
إن هبوط المسلسل في الأداء يجعله هابطا في الحوار وإظهار المثير فقط يعرض ويعلم أن تتخذا الحمل خارج الزواج أمرا عاديا ويمر مرور الكرام ولا شيء عليه والتشجيع على الطلاق أمر بسيط وهين والمتعة في اللقاء والخيانة أصبحت في كل بيت.
وأتساءل أين الرقابة على المصنفات كيف مر هذا المسلسل من بين أيديهم وكيف وافقوا عليه بكل سهولة؟! وقد أظن إلى درجة اليقين أن كاتب المسلسل يقلد كتابة عمارة يعقوبيان ولكن العمارة هذه العمارة بها حالة شاذة فقط ولكن سابع جار يمثل الشواذ من العلاقات وأتذكر طالبا أجنبيا قال لي إن مصر بها أكثر من عمارة تمثل يعقوبيان فشعرت بالحزن الشديد ودخلت مع في حالة إقناعية جدلية لكن الصورة التي رسمت لديه لم تمض بسهولة إن الصورة مع الكلمة تعطي مصداقية حتى لو كتبنا كتبا مطولة فهما سلاحان للهدم إذا أردنا وللبناء إذا كانت لدينا القدرة 
أين دور وزارة الثقافة ومجلس الوزراء فلم ننس ما فعله المهندس إبراهيم محلب عندما كان رئيسا للوزراء أن منع فيلما لهيفاء وهبي حرصا على المجتمع، فلماذا تركنا الحبل على غاربة؟! إن رد الاعتبار للشعب هو وقف هذا العمل فورا الذي يمثل ثعبانا يمتد ويزحف بجلده الناعم تحت عتبات البيوت بالكلمة والإيماءات والحروف والمناظر والملابس ،فإذا كانت مصر صاحبة رسالة فنينة وإعلامية يستقي منها العالم العربي ثقافته فأي ثقافة يصدرونها وأي هدف يرسلونه، إن كاتب السيناريو في هذا المسلسل مشتت الفكر ينتقل دون انسيابية وجذب للأحداث وينتقل كما ينتقل مصور هاو في فرح شعبي يحط كما ترسو الكاميرا.
أما الممثلون الشباب فقد ماتت قدراتهم الإبداعية فيسيرون على نظام واحد في الأداء واضعين في مخيلتهم أنهم لا يمثلون بل يعبرون عن كل ما في البيوت لكن هنالك فرقا بين الشخص العادي والممثل . فكيف يكون الإبداع والأداء ثابت لا يتغير؟!
إن قضية المسلسل هو إرسال رسالة لتحويل الشباب والبنات إلى عالم الرذيلة الرحب بكل أبوابه القذرة فهل هذه مصر وهل هذا هو فن؟