الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لمن ستدق أجراس كنيسة المهد؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لمن ستدق الأجراس فى كنيسة المهد ليلة عيد الميلاد المجيد؟
لمن يوجه المؤذن إحساسه من مئذنة المسجد الأقصى الذى بارك الله حوله إذا تكرر قرار حظر الأذان؟
قرار ترامب.. يعنى الإذعان.. بديلًا عن الأذان.. ويعنى أن القيم والمبادئ تداس بديلًا عن إقامة القداس!
هل يريد ترامب تطبيق سياسة (الأنف المرتفعة) على هذه الأمة التى صورت له خيالاته المريضة أنها لا حراك فيها وليس لها إرادة، وليس لها قرار، إنما هو وحده صاحب القرار والأمر والاختيار، وفيما بعد ذلك فهو مجرد هاموش وغبار!
هل بارك ترامب بقاء وسط القدس ومنطقة الحبسة ومنطقة الحرم الإبراهيمى الشريف كجزء من السيادة الإسرائيلية!
وهل تعنى حظر البناء إلا برخصة إسرائيلية فى الجزء الفلسطينى (سابقًا) وتعزيز وجود المستوطنين العنصريين، بما لهم من هيمنة سيادية والهيمنة وإلغاء حرية العبادة بأمر إسرائيلى، واعتبار الأماكن اليهودية المقدسة داخل الجزء الفلسطينى بحماية إسرائيلية خالصة، والاعتراف بالإجراءات القمعية وتأكيد استمرار حبس الأسرى والأسيرات الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية!
هل يقصد ترامب أن تصبح القدس (منسية فلسطينيًا) لتهويدها وسحب هوية المقدسيين وتجريم حرية العبادة، ليمتد إلى الحرم المقدس الشريف.
كل هذا.. ويريد السلام!
إن القدس حاليًا يقيم فيها أكثر من ١٠ آلاف مستوطن إسرائيلي.. هل هذا القرار بداية لإعادة (تموضع) المستوطنين فى القدس.
هل قام ترامب بتمزيق الملف التفاوضى؟
كل هذه أمور تجعل ترامب يلعب اللعبة الخطرة، ومعروف عقوبة من يمارسها هى إخراج الكارت الأحمر، فربما تكون هوايته اللعب بالنار، لكن سيعلم أنه سوف يكتوى بنيرانها.
معروف أن ترامب ليست له أى دراية بحركة التاريخ أو الجغرافيا.
تصور أن الأمة الإسلامية هى التى تصورها له تقارير الضلال وستتخذ موقف المتفرج.
تصور أن العالم المسيحى سوف يمنحه تفويضا على بياض ويبارك هذا الإجراء.
إن المشهد غاية فى التعقيد، هل اطمأن إلى ما يقع على الساحة الدولية من تفكك إقليمى. 
إن قضية القدس واجهت ساسة وعمالقة أمريكيين لم يقتربوا إلا على استحياء وبحسابات دقيقة، فقد طرح الرئيس الأمريكى الأسبق داهية السياسة تصور استنساخ نظام (الفتكنة) لتكون المدينة مفتوحة لجميع الأديان، ووجد معارضة فأغلق الملف.
وفى حرب الخليج كلف الرئيس جورج بوش الأب مبعوثًا مصرى الأصل وهو نجيب صبحى منقريوس، أحد مستشارية السياسيين، وهو من خريجى جمعية المساعى المشكورة بالمنوفية، وكان بوش قد تلقى مشروعا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فكلف نجيب صبحى بالسفر إلى القدس لتقصى الحقائق هناك، والتقى مع رموز المقدسيين مسلمين ومسيحين ويهود، والإسرائيليين والساسة، وخرج بنتيجة واحدة هى ضرورة تجميد هذه القضية على الأجندة الرئاسية، واقتنع بذلك رئيس أمريكا جورج بوش الأب، وهذا القرار موجود فى البنتاجون، وقال لى ملخصه.
وصدر القانون وهو مخالف لاتفاقية جنيف للمزايا والحصانات الدبلوماسية، وهو قانون مجمد منذ عام ١٩٩٥مـ، خاصة أن إسرائيل ليس لها دستور ولا يوجد شىء اسمه العاصمة الأبدية، فهل هناك شىء للأبد فى هذا العالم، إن العرب مطالبون بأن تكون القضية هى قضية العالم كله والإنسانية، لأنها عملية (فتونة) وبلطجة سياسية، ولا يترددون فى إثبات إرادتهم، ويؤكدون أنهم أصحاب قرار، فالإرادة تولد القرار وليس العكس، فعلاج القرار الأمريكى بالإرادة العربية، لماذا لا يقرر القادة مثلًا نقل جميع إيداعات العرب من الأموال إلى الصين التى ترتبط بالعالم العربى بعلاقات متميزة؟ صحيح أنها على علاقة طيبة مع إسرائيل لكنها ستفضل مصالحها.
صحيح أن القرار لن ينفذ بين يوم وليلة وسوف يستغرق على الأقل ٤ سنوات، خاصة أن ترامب لم يحدد القدس الغربية أو الشرقية.