الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

شيخ الأزهر لـ"بلير": مصر نموذج لتعايش المسلمين والأقباط منذ 14 قرنا

شيخ الأزهر وبلير
شيخ الأزهر وبلير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، توني بلير، رئيس مؤسسة توني بلير للتغيير العالمي، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بمقر مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية.
وقال الإمام الأكبر، إن التعليم في الأزهر الشريف يقوم على فلسفة التعدد واحترام الآراء وقبول الاختلاف، وهو ما جعل من مصر نموذجًا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، موضحًا أن سنة الله عز وجل هي أن يخلق الناس مختلفين، وأن محاولات البعض إجبار المسلمين على اتباع مذهب واحد هو ضد إرادة الله وضد مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
وأكد فضيلته أن السياسات العالمية وسعيها الحثيث لتحقيق أجنداتها على حساب الآم الشعوب وهمومها، هي الدافع الرئيسي وراء هذا التطرف والإرهاب الذي يكتوي بناره العالم أجمع، مؤكدًا أن الترويج لفكرة الإرهاب الإسلامي كذب وافتراء، حيث إنه لا يمكن أن ينسب الإرهاب إلى الإسلام بأي حال من الأحوال، ومن يروجون لعكس ذلك أصحاب فكر معوج وغير سليم.
وشدد على ضرورة التنسيق بين الأزهر والدول الأوروبية في محاربة الفكر المتطرف، من خلال ما يقدمه الأزهر من برامج وجهود تسعى لشرح صحيح الإسلام، ونشر السلام ومفاهيم التسامح وقبول الآخر، محذرًا من اتجاه بعض الدول إلى نقل سفاراتها إلى مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي سيؤجج مشاعر المسلمين حول العالم.
من جانبه، أوضح توني بلير عن إيمانه بأن الأزهر الشريف هو المرجعية الأساسية التي يجب أن يرجع إليها العالم من أجل فهم حقيقة الإسلام وتعاليمه الصحيحة، التي تتنافى مع ممارسات التنظيمات الإرهابية، معربًا عن تطلع مؤسسته للتعاون مع الأزهر الشريف في نشر المنهج الأزهري ليس في أوروبا وحدها ولكن في أجزاء كثيرة من العالم، وخاصة إفريقيا.
وأشار إلى تقديره للجهود الكبيرة التي يبذلها مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية في مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب على مستوى العالم.
وقال بلير: "لقد سررت بزيارة المرصد لما يقوم به من دور مهم في مواجهة الأفكار المتطرفة والتشدد الديني"، مؤكدًا أن "الجهود التي يبذلها المرصد ليست مهمة لمصر فقط، ولكن للعالم كله"، معربًا عن أمله في تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف ومؤسسة توني بلير لحوار الأديان، في مواجهة الأفكار المتطرفة وتوعية الشباب بمخاطر التشدد.
وتفقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أقسام المركز، واطلع على آلية العمل، والمهام التي تقوم بها وحداته المختلفة.
ويرصد مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، ما تبثه التنظيمات المتطرفة وما ينشر عن الإسلام والمسلمين في العالم، وذلك من خلال نخبة من الباحثين الشبان، الذين يجيدون 12 لغة، وينشطون بقوة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، لتفنيد شبهات وأفكار الجماعات الإرهابية.
ويعتمد المركز في عمله على لجان متخصصة، تجمع ما بين الخلفية الشرعية وإجادة اللغات الأجنبية والإلمام بثقافة الجماعات التي يخاطبها، وذلك لإغلاق جميع المنافذ التي يتسلل منها المتطرفون إلى عقول الشباب، ولحث المسلمين في الغرب على الاندماج في مجتمعاتهم وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم.