الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

كواليس اعتزال "دلوعة السينما"

الفنانة شادية
الفنانة شادية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت الفنانة الراحلة شادية نجمة متكاملة الأركان، فلا تستطيع تصنيفها كممثلة أم مطربة، فهي من عشق الصغار صوتها قبل الكبار، قدمت جميع ألوان الغناء وببراعة شديدة، فهي من غنت «سونا يا سون سون»، و«وحياة عينيك»، و«يا سلام على حبي وحبك»، وفي الوقت نفسه قدمت «سيد الحبايب»، و«حبيب ماما»، و«حالقاتك برجالاتك»، وغنت لمصر «يا حبيبتي يا مصر» وغيرها من الأغاني الوطنية والرومانسية، وقدمت للسينما أكثر من ١١٠ أفلام و٢٠٠ أغنية ومسرحية واحدة، ووسط كل هذا النجاح والتألق قررت شادية الاعتزال، ليكون الخبر الذي زلزل مصر عام ١٩٨٦.
أنهت الفنانة الراحلة شادية حياتها فى الوسط الفنى قبل ٣١ عامًا، حينما قررت الاعتزال بعد تقديمها أغنية «خد بأيدي» كلمات علية الجعار، وألحان عبدالمنعم البارودي، التي تقول «لما جه سلمتله عقلي وقلبي من حنانه ورحمته وعاطفة عليّ.. هو نعمة من السما أرسلها ربي بالهدى والخير لكل الإنسانية»، وبعد هذا النجاح الكبير لتلك الأغنية حاولت شادية الاتجاه إلى هذا النوع من الأغاني الدينية، وأحضرت المؤلفين والملحنين واستقرت على الأغاني، ولكن عندما جاءت لتسجلها على «الريكوردر»، وهى كانت العادة فى ذلك الوقت لكى يحفظ المطرب الأغنية يقوم بتسجيلها مع المؤلف والملحن ليبدأ في حفظها، ولكنها وجدت نفسها أنها لا تستطيع الحفظ، فتقول في آخر لقاءاتها التليفزيونية: « مخي كان في الصلاة وقراءة القرآن، فقلت يا رب أعمل إيه، آجي أحفظ مش قادرة».
وقامت بالذهاب إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي، وقالت له: «أنا جاية أسألك في حاجة وأمشي، أنا بعد ما غنيت خد بإيدي، قلت يا رب أنا هغني أغنيات دينية بس، وأنا دلوقتى مش قادرة أحفظ وعاوزة أتحجب»، فقال لها الشيخ الشعراوي: «أنسى أنك شادية المغنية، فأنت الآن سيدة فاضلة عرفت طريق الحق تبارك وتعالى»، وبالفعل كانت هذه الكلمات بداية تحول شادية الحقيقي، ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلة شادية تمامًا عن عالم الفن.
بجانب أنها في تلك الفترة كانت تمر بمرحلة كبيرة من الابتلاءات الشديدة، وصارت تنظر للأمور بمنظور آخر، لتقرر بعد أداء الأغنية أن تبتعد، وبالفعل اعتذرت عن الأعمال التي كانت قد اتفقت على تقديمها، وأعادت النصوص الخاصة بتلك الأعمال، وبدأت مرحلة جديدة من حياتها، خاصة أنها كانت ترغب فى الاعتكاف والمضى فى طريق آخر، وأخذت فى عقد جلسات ولقاءات بينها وبين الشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود.
وبذلك لم تكن هذه اللقاءات هي السبب الرئيسي في الاعتزال، وذلك ردا على الأقاويل التى انتشرت أنه كان هناك استهداف لأهل الفن في تلك الفترة، معتبرا أن اللقاءات كان لها تأثير ولكن لم يكن التأثير المباشر؛ حيث كانت تتشاور مع الثنائي وتحصل على النصيحة فقط.
وبعد ٣١ عامًا من الاعتزال تلقى الفنانة العظيمة شادية ربها في نفس شهر الاعتزال، وكأنها رسالة من الرحمن أن تنتقل إلى رحابه عن عمر ٨٦ عاما، وهو نفس العام الذي اعتزلت فيه ١٩٨٦.