ربما الكلام عنها يضعك تحت طائلة لسانها الطويل، وتعبيراتها "الأبيحة"، فتقذفك بتلال البذاءة التي يمتلئ بها فمها، ومجرد التفكير في مقال يُبْحر في عوراتها المكشوفة يجعلك تخشى على سُمعتك من هَرْسِها، وربما يرميك أحد مُرِيديها ومُحِبيها بحجر وآخر برمح وثالث بسهم، ومع ذلك قررت أن أخوض حرب مع طواحين هوائها متحملا مُتْعَتِها وضريبتها .
لديها مهارة استخدام الألفاظ للنكاية بالشخوص، ولا مانع لديها من مسحة مكياج أو تركيب باروكة أو "تأويصة" وسط للتعاطف معها، وربما تستخدم ضدك كل مساحيق التجميل "لتُلْهيك واللي فيها تِجِيبُه فيك" تتلاعب بلغة الجسد ومفاتنه كما يتلاعب محترف القمار بزهره أو كما تتلاعب العاهرة بفريستها .
لا تمانع أمام الجمهور من طلب بوسة أو حضن، أو أن تضعك في قفص حديدي من الأسئلة المحرجة أمثال لون بوكسرك إيه؟ خُنْت مراتك كام مرة؟ بوست مين غير مراتك؟ مين صديقة مراتك اللي مشيت معاها؟ ولا تستحي من السؤال عن أماكن وجود "حسنة" في جسدك! أو هل صدرك معبأ بالشعر أم لا؟ زوجتك بتضربك ولا لأ؟ ريحة شرباتك إيه؟ بتقعد في بيتك مستور ولا بملابسك الداخلية؟ إلخ..
قادها اليوتيوب إلى الشاشة الصغيرة "التليفزيون"، لتصبح الرقم الصعب فيه، ونافست مشاهير المذيعات والنجوم محليا وعربيا، ومع أنها دمية كرتونية إلا أنها استطاعت أن تأخذ مكانة كبيرة بين المشاهدين، ليتصدر برنامجها "أبلة فاهيتا.. من الدوبلكس" في غفلة من الزمن المشهد الإعلامي، بعدما إِحْتَاس وتَاه الناس في السياسة وسنينها، ليحتل مكانة كبيرة عند المعلنين يصل إلى تحصيل أرقام من ذوات الأصفار الستة في الحلقة الواحدة.
ربما اتسع المجال أمامها لتأخذ حيزا كبيرا في ظلّ تسييس البرامج "فاهيتا" لا تخاف أحدا، تُطوّل لسانها على الكلّ -فنانين وسياسيين وإعلاميين- فلا ترحم هفوة ولا تسهو عن زلّة، الكل تحت نقدها مباح بألفاظ خادشة للحياء لا تراعي فيها تقاليدنا الشرقية.
لا شك أن "الأبلة" سليطة اللسان نجحت في أن تكشف الوجه الآخر لضيوفها، فما كنا نعهده رصينا جادا اكتشفناه أحمقا طائشا أرعنا أهوجا مخبولا عَتِها سفيها، أثبتت أنّها قادرة على تطويع ضيوفها وجرّهم إلى مناطق الوقوع في بئر التفاهة والتقزّم أمام المشاهدين، حتى وإن لاقت الحلقة إستحسان المشاهد أو استخرجت ضحكاته، والدليل على ذلك حجم الغمز واللمز التي يواجهها الضيف عقب الحلقة، وبعيدا عن تجاوزات الدمية المعروفة والمعتادة فإن ضيوفها يجارونها، مما يُزِيد اللغز سرا.
"الدمية الوقحة" اقتحمت البيوت بلغة الجنس، وتعدت الخطوط الحمراء مع الكثير من ضيوفها، حتى إن الأمر وصل في بعض الأحيان إلى "التحرش" بالضيوف والغزل الإباحي الصريح، يتضمن برنامجها ما لا يمكن قبوله من محتوى مسيئ ينافي الآداب والأخلاقيات العامة، ولا يتحلى بالمسئولية، والاحترام الواجب للتقاليد المصرية، ويحتوي على إيحاءات جنسية فجة تخالف تقاليد المجتمع، جاهرت بألفاظ لا نسمعها إلا في بيوت الدعارة، تقدم إساءات مرفوضة جملة وتفصيلا.
تتبارى وتتباهى في التحدث بإسفاف وبألفاظ تخالف كل القيم والأخلاق، فما تقدمه "دعارة مشفرة" تتضمن خطة كاملة لإحلال وانحلال القيم المجتمعية الشرقية، خاصة إذا أخذ في الاعتبار أن هذا البرنامج تشاهده بعض الأسر، ولا يمكن أن يقال إن هذه حرية رأي أو إبداع، لكن على ما يبدوا أيضا أنها لا تعرف كيف تتصرف بعدما سجنت نفسها في قالب سيليكون البذاءة والخلاعة.
لكن سواء أكان ما تفعله الدمية ومن وراءها، بقصد أم بدونه، فإن ما صدر عنها يبدو مثيرا للريبة والدهشة وعلامات الاستفهام والتعجب، ليبقى السؤال إلى متى ستظل تنعم الدمية بهذا الهامش من الحرية المنفلتة؟