إنزل يا باشا أمّن الماتش .. حاضر
إنزل يا باشا أمّن التشريفة .. ماشي
إنزل يا باشا أمّن الكنيسة .. تحت أمرك
يا باشا أمّن الشوارع في العيد .. علم وينفذ
إنزل يا باشا أمّن الحفلة.. تمام معاليك
أمّن مأمورية ترحيلات المساجين ..حالا
إنزل يا باشا أمّن الزيارة المهمة .. فورا
خبر عاجل: استشهاد "الباشا" برصاص الغدر أثناء التأمين على أيدي مجموعة من الإرهابيين أثناء أداء واجبه الوطني تجاه الشعب والدولة، فيما قرر وزير الداخلية تكليف "باشا" أخر لتولي مهام التأمين ، وربنا يرحم" الباشا "إللي مات.
هذا هو سيناريو يعيش لحظاته أولا بأول ضباط الشرطة وأسرهم، فعلى خط النار يعيش حماة الوطن ، يحملون أرواحهم على أكتافهم من أجل مصر وشعبها، يؤمّنون الكنائس والمساجد والشوارع، ويخوضون معارك حرب ضد الإرهاب، وهم يعلمون أنهم ربما يذهبون ولا يعودون إلا وأجسامهم محملة على الأعناق وملفوفة بعلم مصر، ومع ذلك لا يتخاذلون عن أداء مهامهم بكل تفانٍ وإخلاص.
ومع ذلك يَجْلِد المجتمع "الداخلية" بأكملها بسواط الإعلام والسوشيال ميديا، لحظة خطأ فردي من ضابط شرطة تجاه مواطن، فننسي أرواحهم الذكية ، ودماءهم التي سالت من أجل أن نعيش ونستقر، ونتناسي أن هؤلاء الرجال عيون ساهرة لا تنام، ينزلون للشوارع في حرارة الشمس الحارقة صيفا، وبرودة الشتاء القارس ليلاً، من أجل أن يأْمَن الجميع على حياته، وحتى يصونوا الأرض والعرض.
فالباشا ترك شبابه عند الثامنة عشرة بعد تخرجه في الثانوية العامة، وسافر إلي عالم كلية الشرطة، ففيها مالا عين رأت من انضباط وصرامة، ولا أُذن سمعت من كلمات الوطنية والكرامة والعزة بالنفس وبالوطن، ولا خطر على قلب بشر من تدريبات قاسية وتضحيات واجبة وجزاءات مزعجة.
استحمل "الباشا" سنوات الدراسة الأربع، على حلم العودة إلى حياة ما قبل الكلية، لكنها ما عادت ولن تَعود، فوجد نفسه ينتقل من مديرية إلى مديرية ، ومن قسم إلي قسم، حاملا شنطة ملابسه على كتفه بها كل أغراضه، يجوب بها هنا وهناك، يأكل من هنا لقيمات وأخري من هناك، يَبِيتْ بين الأشباح تارةً وتارة أخرى بلا سرير، وأخرى تحت السماء أو في الصحراء.
حياة "الباشا" اليومية بلا ضوابط ولا معايير ولا مواعيد ثابتة، ولا أي قواعد يمكن أن يرتكز إليها ضابط الشرطة في أسلوب عمله اليومي، فساعات العمل قد تمتد إلى أربع وعشرين ساعة بلا نوم أو راحة، وقد يصل الأمر إلى عدة أيام متواصلة بدون راحة اللهم إلا ساعة أو ساعتين فقط لاغير، يتمكن الضابط من خطفها في مكتبه، ناهيكم عن حرمان عائلة الضابط من رؤيته أو الإطمئنان عليه إلا من خلال الهواتف فقط فلا يستطيع الضابط أن يجلس مع ابنه أو زوجته مثل بقية خلق الله.
وأثناء الخدمة يتنقل "الباشا" من مستشفى إلى أخرى، فقد أصيب بطلق ناري في حملة، وطعن بخنجر أثناء فَضّه اشتباكا ، وأصابته حروق أثناء إخماد حريق ، وأصابته كسور أثناء إلقائه القبض علي بلطجية، و" تشلفط " وجهه من الحجارة الملقاة عليه أثناء إعمال القانون في منزل مخالف.
فينتبه فجأة ليجد إعلان نشرة خروجه من الخدمة، أنه لا يحمل من دنياه إلا عددا من النجوم والنسور والسيوف على كتفيه، وبعضا من النياشين والصور التذكارية وعددا من الجروح والكسور والتشوهات وربما بتر جزء من أعضائه.
ومع ذلك "الباشا" لا يشتكي روتين هذا العالم، ولا يتذمر نظامه، يلتزم بتعليماته، يتحمل معاناته، يتعايش مع خطره، يتماسك حتي يأتي دور استشهاده، الذي إن فات اليوم لاحقه في الغد.
السلام أمانة لشهداء الجيش والشرطة، السلام أمانة للعميد امتياز إسحاق، والمقدم أحمد فايز، والمقدم أحمد جاد الله جميل، والمقدم محمد مصيحلى، والرائد محمد عبدالفتاح ، والرائد أحمد عبد الباسط، والنقيب كريم فرحات، والنقيب أحمد زيدان، والنقيب إسلام مشهور، والنقيب عمرو صلاح الدين، والنقيب أحمد أبو شوشة. و رقيب شرطة أنور الدبركى، ومجند بطرس مسعود، ومجند محمود ناصر، ومجند حسن زين العابدين، والمجند عمر فرغلى ..
السلام أمانة لمنسى قبطان السلام ، أمانة للعقيد رامى حسنين و محمد سمير إدريس وإيهاب لطفى، السلام أمانة لأبو النجا وشبراوى ومحمد صلاح وعمرو وهيب وغنيم، السلام أمانة لخالد المغربى وأحمد خالد زهران وأحمد حسنين، السلام أمانة لأبو شقرة ، السلام أمانة للمقدم حازم والمقدم هشام ودرديرى وهارون، السلام أمانة لخالد دبور و حسين الجزار ومحمد همام وأحمد عبده، السلام أمانة لأومباشا ماسه ورجالة منسى إللى راحوا معاه الجندى البطل علي علي وهرم وفراج محمد وعلي الطوخي و محمد صلاح جاد و محمود رجب ومحمد عزت ومؤمن رزق وأحمد محمد علي ومحمود صبري وعماد أمير وأحمد العربي، السلام أمانه لإبراهيم كونشا و..و.. إلخ .
السلام أمانة يا أبطال السلام أمانة يا عرسان الجنة لإخواتنا و أخواتكم إللى سبقوكم وسبقونا.