نبتت موهبتها الفنية منذ صغرها ونضجت حتى أصبحت "زهرة العلا"، هي: الوحيدة في الفن المصري ومن أبرز نجوم الأعمال الكلاسيكية في زمن الفن الجميل، لم يقف والدها في وجه هذه الموهبة رغم ظروف عمله وتنقله الدائم بين محافظات مصر، وقدمها للفنان “يوسف وهبي” الذي كانت تربط بينهما علاقة صداقة قوية لحرصه على حضور العديد من أعماله المسرحية ، فتتلمذت على يد عميد المسرح العربي وعملت في مسرحه.
ولدت “زهرة العلا محمد بكر رسمي” يوم 10 يونيو عام 1934م في حي محرم بك بمحافظة الإسكندرية لعائلة متوسطة الحال مكونة من 6 أبناء ، وانتقلت مع عائلتها إلى المحلة الكبرى ومنها إلى القاهرة، وهناك حصلت على دبلوم من معهد الفنون المسرحية.
تزوجت الفنانة “زهرة العلا” في بداية حياتها من الفنان “صلاح ذو الفقار”، ولكن انتهى زواجهما بالانفصال بعد عام واحد لتتزوج للمرة الثانية من المخرج “حسن الصيفي” الذي أنجبت منه ابنتين هما: “أمل” زوجة شقيق الفنانة “إلهام شاهين” و”منال” التي اتجهت للإخراج.
ظهرت الموهبة الفنية لدى “زهرة العلا” منذ طفولتها حيث قامت بتكوين فريق للتمثيل بالمدرسة وكانت تشرف على الأعمال وتخرجها بنفسها، وبينما نال الفريق إعجاب الجميع دخلت في مسابقة مع المدارس الأخرى وحصلت المدرسة على المركز الأول.
احترفت الفنانة المصرية العمل المسرحي عام 1951م من خلال الانضمام إلى فرقة “زكي طليمات” وشاركت معها في عدد من العروض المسرحية الهامة مثل “البخيل” و”المتزحلقات” و”بجماليون”، ثم انضمت لفرقة “إسماعيل ياسين” وشاركت معه في بعض بطولات أفلامه، كما شاركت بعد حل الفرقة في مسرحية “حواء الساعة 12”.
وانتقلت إلى السينما حيث قدمت “العلا” أول أدوارها السينمائية في فيلم “خدعني أبي” مع الفنانة “عزيزة أمير” التي تعرفت عليها بالصدفة في مسرح “زكي طليمات”، وفي نفس العام شاركت في فيلم “أنا بنت ناس” الذي تعرف عليها الجمهور من خلاله ليكون بمثابة محطة جديدة في مشوارها الفني لتنطلق نحو النجومية والشهرة من خلال مجموعة من الأعمال المتميزة.
بلغ الرصيد الفني لـ ”زهرة العلا” حوالي 120 فيلماً و50 مسلسلاً تليفزيونياً على مدار تاريخها الفني الممتد لأكثر من 55 عاماً، ومن أبرز أعمالها “جميلة بوحريد” و”رد قلبي” و”الوسادة الخالية” و”أيامنا الحلوة” و”سر طاقية الإخفاء” و”دعاء الكروان” و”العرضحالجي” و”في بيتنا رجل”، بالإضافة إلى مسلسل “الزوجة آخر من يعلم”.
وكان فيلم “أرض أرض” عام 1991م مع الفنان “فاروق الفيشاوي” والفنانة “إلهام شاهين” هو آخر أعمالها السينمائية، حيث انقطعت بعد ذلك عن عالم الفن وامتنعت عن الظهور في وسائل الإعلام والمهرجانات والاحتفالات الرسمية حتى تحافظ على صورتها في أذهان الجمهور.
ورحلت عن الحياة أمس "الأربعاء"، وقد تركت رصيداً فنياً هائلاً يذكر جمهورها بتلك الفنانة التي عملت في صمت ورحلت في صمت.
