الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

من معسكرات الموت إلى الحراك الدبلوماسي «4»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يناقش غازى وليد فلاح فى كتاب «الحرب والسلام.. من معسكرات الموت إلى الحراك الدبلوماسى»، مسألة السلام والخدعة لحالة إسرائيل. لقد تم تصور ثلاثة اقتراحات إقليمية لتسوية الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى بالوسائل السلمية، وهى فى انتظار تفعيلها منذ نهاية حرب الخليج فى عام ١٩٩١، ولكن على الرغم من دخول العديد من الأطراف فى هذه العملية، لم يكن هناك أى تقدم ملموس فى أى من هذه الاقتراحات. ويمكن وصف هذه الاقتراحات لتحقيق سلام دائم فى الشرق الأوسط بأوصاف «الأرض مقابل السلام» و«السلام الشامل» و«السلام مقابل السلام». وينطوى كل من هذه الصيغ على مكونات إقليمية مختلفة يتم تفسيرها بشكل مختلف من قبل الأطراف المعنية. 
كان مفهوم «الأرض مقابل السلام»، وما زال هو الصيغة التى تتمتع بأعلى درجات القبول فى المجتمع الدولي، بما فى ذلك الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والفلسطينيون. وهى تعرف أيضًا باسم حل الدولتين فى الصراع الإسرائيلى - الفلسطيني. تدور هذه الصيغة حول إلزام إسرائيل بالامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولى رقمى ٢٤٢ و٣٣٨ واللذين يدعوان إلى الانسحاب من الأراضى التى احتلتها بالقوة العسكرية فى حرب يونيو عام ١٩٦٧، أى الضفة الغربية، بما فى ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة. 
وكانت إسرائيل، بشكل ملحوظ، فى حالة خرق مادى لهذه القرارات، لكن بمجرد أن تمتثل إسرائيل لهذه القرارات، حسبما يرد فى الرواية، سيأخذ الفلسطينيون الفرصة لتحقيق تقرير المصير والسيادة على هذه الأراضي، والتى تشكل ٢٣ ٪ من وطنهم. وغنى عن القول، ينظر الشعب الفلسطينى وقيادته إلى هذا الحل على أنه تسوية إقليمية تاريخية، تسوية تعترف صراحة بسيادة إسرائيل على ٧٧ ٪ المتبقية من فلسطين، كما هو محدد من قبل الانتداب البريطانى القديم. كما تمثل هذه التسوية التاريخية، بشكل ملحوظ، جوهر خطاب الرئيس ياسر عرفات فى تصريحه المتكرر عن «سلام الشجعان»، الذى كان يأمل أن يتوصل إليه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق رابين فى إطار اتفاقيات أوسلو لعامى ١٩٩٣ و١٩٩٥. 
يشير مصطلح «السلام الشامل» إلى أنه بمجرد حل الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى على أساس صيغة الأرض مقابل السلام، فلربما تصبح إسرائيل فى وضع أفضل لتحقيق علاقات سلمية كاملة وشاملة مع بقية الدول العربية. لم يكن لدى معظم الدول العربية، باستثناء سوريا ولبنان، أى نزاع حدودى مع إسرائيل، وقد أكدت القمة العربية التى عقدت فى بيروت عام ٢٠٠٢ مجددا استعداد العرب للاعتراف بوجود إسرائيل فى إطار ما عرف بخطة السلام السعودية، وهى خطة تمت الموافقة عليها أيضا من قبل معظم الدول العربية. 
وخلافا للمفهومين السابقين، تحظى صيغة «السلام مقابل السلام» بتأييد كبير من المجتمع الدولي، وبرفض تام من قبل الفلسطينيين. فهذا المفهوم لا يرى حاجة لانسحاب إسرائيل من أى بقعة أرض اكتسبتها بالقوة من الفلسطينيين، ويذهب أيضا إلى أنه يتوجب على الفلسطينيين والعالم العربى الرضوخ لهيمنة إسرائيل، وأصبحت بالفعل هذه الصيغة تقريبا المخطط الضمنى للحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة حزب الليكود فى التعامل مع القضية الفلسطينية.. وللحديث بقية.