عادت الإشغالات والمواقف العشوائية إلى ميدان رمسيس بعد ساعات من تطهيره من جانب الأمن، وأعلن الباعة الجائلون غضبهم واحتجاجاهم ضد مطاردة الأمن لهم فى تحدٍّ كبير، ورفعوا شعار: "احنا الحكومة".
كان ميدان رمسيس قد تحول إلى سيرك وهرج ومرج، وانتشر الباعة الجائلون وأقاموا "الغرز" وشوهوا الميدان وحوّلوه إلى "سويقة" تعرض فيها كل أنواع السلع والممنوعات، وأربكوا الحركة المرورية وأغلقوا مدخل كوبرى الليمون وتجرأوا على قوات الأمن، وضج الأهالي والمارة بالشكوى وكأن "الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود"، وفجأة كشّرت الشرطة عن أنيابها واستجابت لمئات الشكاوى، وانتفضت مديرية أمن القاهرة والإدارة العامة للمرور وشرطة المرافق والبحث الجنائي، ونظموا حملة مكبرة لتطهير الميدان المعتدى عليه وإعادة الوجه الحضاري للميدان خاصة وأنه ملتقى الوجهين: القبلي والبحري، ونجحت الحملة في إزالة جميع التعديات الإدارية والغرز وتطهير الباعة الجائلين وإعادة فتح كوبرى الليمون الذي أغلقه الباعة في أعقاب ثورة 25 يناير، كما تم رفع جميع التعديات بما فيها عربات المأكولات والاستاندات والأكشاك التي أنشأها الباعة، كما قام اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن العاصمة، بتعيين خدمات ملاحظة حالة من شرطة المرافق وقسم الأزبكية، برئاسة المقدم محمد رضا رئيس المباحث، ومعاونه الرائد أحمد قدري، والرائد أحمد شريف رئيس التحقيقات بالقسم، والرائد محمد القاضي والرائد كريم فؤاد، وتم تعيين خدمات ثابتة لضمان عدم عودة الباعة واحتلال الميدان مرة أخرى، وكثف اللواء حسن البرديسي مساعد الوزير لمرور العاصمة، الخدمات المرورية بالميدان ورفع جميع السيارات المتهالكة وتحرير مئات المخالفات للسائقين وإزالة المواقف العشوائية خاصة خطوط الميكروباص المتجهة من القاهرة إلى الإسكندرية والغربية.
من جانبه أكد مدير أمن العاصمة أن تطهير الميدان يأتي في مقدمة حملات موسّعة تستهدف القضاء على العشوائيات والباعة الجائلين الذين احتلوا نهر الطريق واحتلوا الميادين الكبرى مثل رمسيس والإسعاف والعتبة والعباسية وميدان أحمد حلمي والعديد من ميادين القاهرة والمحاور الرئيسية مثل شارع 26 يوليو الذي أغلقه الباعة.
وأضاف مدير الأمن أن الباعة الجائلين كانوا سيتسبّبون في حدوث كارثة بشارع 26 يوليو خلال الأسبوع الماضي، عندما شبت النيران في محل للدراجات البخارية، وعرقلوا وصول سيارات الإطفاء للسيطرة على الحريق بسبب احتلالهم نهر الطريق وفرش بضائعهم فيها.
وأكد اللواء حسن البرديسي، مساعد الوزير لمرور العاصمة، أن الإدارة العامة للمرور نظمت أكثر من 50 حملة على جميع قطاعات القاهرة للقضاء على الزحام المروري والارتباك الذي تشهده ميادين ومحاور العاصمة خلال الفترة الأخيرة بسبب الاعتصامات والمظاهرات التي يقوم بها الإخوان، وأنه تم استهداف هذه الميادين بحملات ضخمة شارك فيها جميع ضباط وأفراد ومجنّدي الشرطة بالإدارة العامة للمرور وظلت الحملات على مدار 24 ساعة مستخدمة أكبر الأوناش، وتم تحرير أكثر من 150 ألف مخالفة حتى الآن، ورفع مئات السيارات المتهالكة المركونة فى عرض الطريق والتي تتسبب في إرباك الحركة المرورية وشلّها في مناطق كثيرة.
