الخميس 05 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حسن البنا أبو التكفير المعاصر !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مخطئ من يظن أن التكفير في الإخوان فكر طارئ عليها بسبب السجون و المعتقلات أو بسبب أفكار سيد قطب .
ففكر التكفير نشأ مع الجماعة منذ يومها الأول، و ما أسس "البنا" جماعته إلا لاعتقاده بكفر المجتمع المصري والدولة المصرية بل و البشرية كلها ، إلا هو ومن ينتمي إليه أو ينتمي إلى جماعته .
ومن يعرف هذه الجماعة حق المعرفة يوقن أنها جماعة تكفيرية منذ يومها الأول، لا تختلف في تفكيرها أو تكفيرها عن أشد الجماعات التكفيرية تطرفًا إن لم تكن أشد، وأن هذا الفكر قد بدت آثاره جلية فيها منذ بدايتها، فحكموا على الشعوب بأنها تعيش في جاهلية أشد من الجاهلية التي سبقت الإسلام وأسود،  وكفروا الشعوب والمجتمعات حتى كفروا المؤذنين على المآذن .
وأتى هذا الفكر ثماره بسلسلة من الاغتيالات والتفجيرات والعمليات الإرهابية كان أغلبها إن لم تكن كلها على عين البنا وبأوامره .
كان البنا يعتقد أن جماعته هي جماعة "المسلمين" بمعنى أن من لم ينتم إليها فهو من جماعة "الكافرين"، و لكنه لم يكن يصرح بذلك بسبب طبيعته الماكرة، واستخدامه التقية الشيعية بنسختها الإخوانية أو البناوية.
وهذا هو ما يفسر تصريحه: ليسوا إخوانًا و ليسوا مسلمين، و يثبت مدى التلازم في ذهنية البنا بين الإخوان والإسلام ، فما داموا ليسوا إخوانًا فهم ليسوا مسلمين . 
وبسبب اعتقاده بكفر الدولة والمجتمع وبعدم وجود دولة الإسلام كان يبايع أتباعه على: "قيام دولة الإسلام" ، كما ذكرت ذلك زينب الغزالي في كتابها "أيام من حياتي"، في وصف بيعتها لحسن البنا : قالت {اللهم إني أبايعك على "إقامة دولة الإسلام"، فقال : و أنا قبلت}!
و قالت في الكتاب نفسه :{و كانت الدراسات كلها – وهي تعني الدراسات الإخوانية- تؤكد أن "أمة الإسلام ليست قائمة" و إن كانت الدولة ترفع الشعارات بأنها تقيم شريعة الإسلام}.
لقد كفر "البنا" ذلك الشاب الذي حاول تفجير المحكمة التي تحوى وثائق "السيارة الجيب" مع كونه منتميًا للتنظيم الخاص نفسه حيث قال فيما نقله عنه محمود عبدالحليم: {و الله ما هذا الشقي "مسلمًا" و لا من "الإخوان"}!
ولما خوطب من الجهات الرسمية استبشع الحادث وأبدى استعداده لإذاعة بيان آخر بأن هذا المفتون و أمثاله "ليسوا مسلمين" !
وهو ما يكشف اعتقاد "البنا" بفكر الخوارج من تكفير مرتكبي الذنب .
وأيضًا التصريح الشهير لحسن البنا عن قتلة أحمد ماهر باشا: "ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين" يكشف مدى التلازم في ذهنية البنا بين الإخوان والإسلام ، إذ قد يكون مفهومًا ألا يكونوا من الإخوان و لكن لكونه يعتقد– نعم يعتقد – أن الإخوان هم الإسلام وأن الإسلام منحصر في الجماعة، ولهذا كانت النتيجة الطبيعية: أن من ليس إخوانًا فليس مسلمًا !!
ففكر التكفير كان هو المسيطر على حسن البنا ،بل و لولا هذا الاعتقاد ما أسس البنا جماعته .
وعليه فالزعم بأن القيادات الحالية قضت على حلم البنا إما جهل أو خرف و إما كذب و نصب إذ لو كان حسن البنا حيًا اليوم لكان هو خطيب منصة رابعة و لكان هو أول من كفّر الشعب المصري و قتله ، ولذهب بنفسه ليقود العمليات العسكرية الإرهابية ضد الجيش المصري ولا أشك في هذا لحظة .