السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ما آخر حدود أحلامك وأهدافك؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لكل إنسان رحلة داخل طرقات الحياة يراها البعض أننا مخيرون وآخرون يعتقدون أننا مسيرون، وإذا تمعنا التفكير فى أحلامنا سنجد أننا ننطلق بالخيال والتفكير بما لا يجعل من أحلامنا تحت تصنيف التسيير أو التخيير، وهذا يعطينا انطباعا بأننا نخطط ونصنع طريقا بحياتنا لا يشاركنا فى صناعته أحد، ولهذا نتحمل عواقب ما نصنع ونجنى ثمار ما نزرع.
فإذا كنت ممن يخططون لمستقبل الأجيال القادمة سأتمنى لهم كما أتمنى لنفسى حياة ثرية بلا مشقة وتملؤها النجاحات والثروات، ولكن ما الطريق الصحيح لتنفيذ تلك الأحلام ولتصبح من واقع الأمر.
نرى صراعات ملأت الكرة الأرضية، والدماء أصبحت كالأنهار بفعل الإنسان، وأصبح الكره شعورا طبيعيا والتخلف والجهل حصاد ما يزرعه الإنسان.
نحن فى زمن المجتمعات وليس زمن الأفراد، فالفرد إن انخرط داخل مجتمع ذي حلم واحد أصبحت المنظومة مكتملة، فلا يمكننا مع كل ما نراه من قوة الشر والكره السائد والتخوين المطلق أن نتحدث عن حلم الفرد فقط، فلا بد أن يندمج حلم الأفراد داخل حلم مجتمعاتهم فلا بد من وجود توجه مجتمعى لحلم يجد فيه الأفراد لتحقيقه.
لقد دمرنا ثراثا بُنى على تقاليد فى زمن كنا فيه جبالا، والآن تعصف بنا أضعف الرياح لتقتلع أشد زروعنا جذورا والسبب فينا.
يا من يخطط ليصنع لنا طريقا داخل طرقات الحياة انتبه فنحن والأجيال القادمة جافون تماما من أى ثقافة حقيقية لمواد النجاح الأولية. 
فى يوم من الأيام خرجت امرأة من منزلها صباحا فرأت ثلاثة شيوخ ذوى لحية بيضاء طويلة جالسين فى فناء منزلها، وهى لا تعرفهم وقالت فى نفسها: من هؤلاء الشيوخ لا أظننى أعرفهم، ولكن لا بد أنهم جوعى. توجهت المرأة إليهم وقالت لهم بابتسامة ترحيب: تفضلوا بالدخول حتى أقدم لكم الطعام. ردوا عليها إذن لا يمكننا الدخول حتى يأتى الزوج وفى المساء عندما عاد زوجها من العمل أخبرته ما حدث، فقال لها اذهبى وادعوهم للدخول لتناول الطعام فخرجت المرأة ودعتهم للدخول فردوا ردا غريبا جدا! قالوا لها لا نستطيع أن ندخل المنزل مجتمعين! سألتهم المرأة: ولكن لماذا؟ فشرح لها أحدهم قائلا إن هذا الشيخ اسمه الثروة، وأشار إلى أحد أصدقائه وهذا النجاح، وأشار إلى آخر وأنا المحبة، وأكمل كلامه قائلا والآن ادخلى وتناقشى مع زوجك وأساليه من منا تريدان أن يدخل منزلكما؟!
دخلت المرأة متعجبة إلى زوجها وأخبرته ما قاله الرجل فغمرته السعادة وقال لها يا لنا من سعداء الحظ، فلندع الثروة حتى تدخل بيتنا، ارجعى وادعيه للدخول حتى يملأ منزلنا ثراء وأموالا. خالفته الزوجة الرأى، قائلا ولمَ لا ندعو النجاح. دار هذا الحديث على مسمع من ابنهما، وهو فى إحدى زوايا المنزل الذى قال مسرعا أليس من الأفضل أن ندعو المحبة فمنزلنا حينها سوف يمتلئ بالحب والود. قال الأب دعونا نأخذ بنصيحة ابننا. اخرجى وادعى المحبة ليكون هو ضيفنا. خرجت المرأة ودعت المحبة للمنزل وبالفعل نهض المحبة وبدأ بالسير نحو المنزل فتبعه فورا الثروة والنجاح.. نظرت إليهما المرأة باندهاش وقالت ولكننى دعوت المحبة فقط فلماذا تدخلان معه؟
رد الشيخان بابتسامة: لو كنت دعوت (النجاح) لظل الاثنان الباقيان خارجًا، ولكن كونك دعوت المحبة فأينما يذهب نذهب معه.. أينما توجد المحبة، يوجد الثراء والنجاح!.