كشفت أزمة انهيار العقار المكون من 5 طوابق بمنطقة فيصل، عن مسلسل إهمال المسئولين المتكرر، فقد قامت المحافظة بإرسال لجنة تؤكد على أن العقار مازال بحالة سليمة، ولم يتأثر بحالات الحفر للأرض المجاورة له، وأن العقار مازال أمامه 20 سنة ليصب بأي تصدعات تدعو لانهياره، ليفاجأ الجميع بعد فترة وجيزة من تقرير اللجنة بانهار العقار.
أضف إلى ذلك تخاذل مسئولي الحي في عدم إخطار أصحاب الاراضي لوقف الحفر لعدم التأثير على الأراضي المجاورة، والذين اتهمهم الأهالي في هذا الشأن بأخذ الرشاوي.
كما حمل الأهالي من خلال كلمتهم مع "البوابة نيوز"، المسئولية كاملة للدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، ولمسئولي الحي وللجنة معاينة للعقار، كما طالبوا بتعويضات كاملة للأهالي المتضررين وتوفير مسكن ملائم للأهالي
تقول ناهد، صاحبة العقار المنهار بمنطقة فيصل: إن المحافظة ادعت أنها حذرت الأهالي، منذ 5 أيام لإخلاء العقار لأن به مشكلة، وأنه معرض للانهيار في أي وقت، وأنذرتهم عبر مكبرات صوتية لإخلاء العقار، مع وجود رفض من الأهالي بإخلاء العقار، مؤكدة أن الأهالي لم يتم إخطارهم بوجود عيوب بالعقار تؤدي إلى انهياره، مضيفة، شكونا لمسئولي الحي، من الأزمة التي نواجهها من قبل صاحب الأرض المجاورة والتي أدت إلى ميل البيت بما يعرضه للانهيار، وهذا ما جعل الأهالي يقمون بإخلاء البيت قبل يومين من انهيار العقار.
"الجيتار باظ يا ماما"، قالتها "جودي" باكية، صاحبة العشر سنوات، غير مبالية بانهيار العقار وضياع جميع ممتلكات العائلة، رافضة كسر جيتارها، والذي تقطعت جميع أوتاره، وحاولت والدتها تخفيف حزن الطفلة، بعدد من الكلمات غير الواضحة من كثرة البكاء، ووسط كلمتها قامت مرددة "هو الجيتار بس ..كل حاجة راحت".
وقالت ناهد، أحد الاهالي الموجودين بالعقار المهدد بالانهيار: إن المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان، قام بإرسال لجنة لمعاينة العقارات المجاورة للعقار المنهار وأمرت بإخلاء العقارات نظراً لتصدعه، واحتمال انهيارهم في أي وقت، مشيرة إلى أن العقار يضم عائلة بأكملها ليس لديها ملجأ سوى هذا العقار.
وأشارت ناهد، أنها ستتقدم ببلاغ للنائب العام، لوضع حد للرشاوي التي يأخذها الحي، للتغاضي عن عدم الزامهم صاحب الأرض بوقف الحفر، مما أدي إلي انهيار العقار، وتعرض باقي العقارات المجاورة للانهيار، وأكملت قائلة: لا يوجد أي من العقارات الموجودة بمنطقة فيصل مرخصة، مما يعد كارثة فادحة، من المؤكد أنها ستسبب بانهيار عقار آخر.
وقال فرج، صاحب أحد البيوت المهددة بالهدم، إنه منذ 3 أيام خاطب المسئولين، وحرر محضرا بتصدع البيوت في قسم العمرانية وأخطر المحافظة، للنظر في وقف حفر الأرض المجاورة للعقارات، وأفاد تقرير المحافظة بعد لجنة المعاينة أنه لا يوجد أي مشكلة بالعقارات وأن العقار الذي انهار أمس، لا يعاني من أي مشكلة ويمكنه البقاء لمدة عشر سنوات آخري، وفجأة بعد خروج اللجنة انهار العقار بعد مدة لا تتجاوز العشر دقائق.
وأضاف أن أهالي العقارات المهددة بالهدم ستعتصم بالشارع إلى أن يتم عرض مطالبهم، نظراً لأنهم بيت عائلة وليس لديهم ملجأ ليعشوا فيه.
وأضاف، أن الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة، جاء أمس لتفقد العقار المنهار، وأمر بردم الأرض المتسببة في انهياره، مشيراً إلى أن الاهالي اعتبروا هذا الامر محاولة من المحافظة لإخفاء جريمته، لذا قام الأهالي بالرفض ومنع المسئولين من القيام بأي مهام قبل عرض المشكلة على النائب العام.
كما بكت سلوي، أحد الأهالي المقامين بالعقار المنهار، مرددة "البيت راح ..عفشي راح ..أروح فين بولادي؟".
وأشار محمد، أحد الأهالي المقمين بالعقار المنهار، أن العقار تم إخلاءه بناء على استشعار السكان بالخطر بسبب ميل البيت بعد الحفر تحت الاساسات الموجودة، مما جعلهم يفضون العقار، دون إي إخطار من المسئولين، مشيراً إلى أنه تم أخطار المسئولين أكثر من مرة للبحث في عما إذا ما كان هناك مشكلة، إلا أن المحافظة أكدت على أنه لا يوجد أي مشكلة بالعقار، مع دعوة المواطنين للرجوع إلى منازلهم.
وأضاف صادق، أحد الأهالي المقمين بالعقار المهدد بالانهيار، أن جميع الاهالي سواء الموجودين بالعقار المنهار أو المهدد بالانهيار ليس لديهم ملجأ، وأنهم يحملون الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، ومسئولي حي العمرانية، المسئولية الكاملة لانهيار العقار وتعويض المواطنين.
كما تحدثت "البوابة نيوز" مع الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، للرد على تساؤلات الأهالي ومعرفة استعدادات المحافظة لتعويضهم عما لحقهم من خسائر وعما إذا كانت الأرض مملوكة لأحد من مسئولي المحافظة، على حد قول الأهالي.
وقد نفى محافظ الجيزة، أي علاقة له من قريب أو بعيد بالأرض التي يتم البناء عليها ، وأنه بصدد اتخاذ خطوات أكثر صرامة، تجاه ملاك الأرض التي كان يجري عليها الحفر، عبر مراجعة كافة خطوط التنظيم وقانونية التراخيص الممنوحة لأصحابها من أجل البناء.
وأمر عبدالرحمن، بتشكيل لجنة هندسية لفحص هذه العقارات المتصدعة وإعداد تقرير كامل بشأنها في غضون 24 ساعة وتكليف مقاولين متخصصين لتأمين تلك المباني المجاورة.
