أكاد أجزم أن هذه هي أصعب فترة تمر على بلاد العرب .. حروب داخلية وانقسامات في المواقف وتخوين ومقاطعة .. ولطالما كنا كمصريين ندعو ان تهدأ هذه الأوضاع التي تعصف بأحوال الدول الشقيقة .. كما كنا نفتخر بابتعاد هذه النيران عنا وكنا حامدين ربنا على كل اللي يجيبه وبنبوس إيدينا وش وظهر على نعمة الوحدة والاستقرار ..
أما الآن وقد اقترب الخطر منا في ظل حالة الانقسام حول مصير جزيرتي تيران وصنافير خصوصاً بعد أن صوت نواب البرلمان المصري على أحقية السعودية في استعادتهما .. وهنا لم تعد أعصابي تحتمل وطأة المعاناة .. فبكل تأكيد إذا طالبت معارضي ترسيم الحدود البحرية مع السعودية الالتزام بلغة العقل والمنطق والتخلي عن الشتم والتخوين هيقولوا عليا قابض وخاين وعميل ومش بعيد يطلعوني فلول ....
وإذا انتقدت أداء مؤيدي ترسيم الحدود بين مصر والسعودية هيتهموني فوراً بأني اسعى لهدم الدولة واطعن في رموز الوطنية وهذا لا وجود له في الاساس .. وطبعا يلعب الشيطان لعبته ويجد "المنتظرون خرابها" الفرصة مواتية لمعاودة محاولة نشر الفوضى وإعادتنا للمربع صفر أمنياً وسياسياً واجتماعياً وبالتأكيد اقتصادياً ..
فتجد من يدعون للنزول إلى الشوارع والميادين للتنديد بتسليم الجزيرتين .. وذلك دون أن تكون لدينا أي ضمانات لعدم اندساس المتربصين والكائدين لبلدنا الحبيب في هذه المظاهرات لمحاولة إخراج الأمور عن ما قصد منها .. والعمل بكل جهد على إراقة دماء أو جرجرة الأمن لعمليات اعتقال بحق المعارضين .. وهنا نعود ونبحث عن "أبو أم" الطرف الثالث اللي مستخبي لنا ورا الستارة وعمال يرزع فينا من غير ما نشوفه أو نطاله وفي الأخير لا نستطيع إلا أن نأكل في بعضبنا .. بصراحة فعلا حاجة تخنق ..
كلمة أخيرة
اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وسوء
