الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كله إلا الحجب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
موضوع حجب المواقع الإلكترونية في مصر، يفكرك بالمقولة الشهيرة للفنان الراحل علاء ولي الدين: "كابتن كابتن هو كله ضرب ضرب ما في شتيمة ولا إيه".. وعلى نفس الوزن أقول للحاجب: "هو كله حجب حجب مافيش معلومة ولا إيه".
سيدي الحاجب، هناك ناقص ومنقوص في موضوع الحجب؟ أما عن الناقص في الموضوع فهو عدم وجود معلومة حول الحجب.. بأي ذنب حجبت كل هذه المواقع؟ ولماذا.. لماذا الآن تحديدا؟ وإلى متى يستمر هذا الحجب؟ وأين مداه؟ هل حجبت المواقع عن أعين المصريين فقط؟ وفي مصر فقط؟ وماذا إذا ما سفر المصريون خارج مصر؟ هل سيكون لدى المواقع المحجوبة حاسة شم أو قرون استشعار تعرف بها المصري من غيره لو في موزمبيق أو في بلاد البطريق مثلا أم لأن عدد المصريين في الخارج محدود فلا مشكلة؟ و"سلملنا بقي علي التروماي"! 
كما أن الناقص أيضا عن الموضوع عند الكثير من الناس، هو هل الجهات الحاجبة قادرة على الحجب من الآخر يعني، أم أن هناك طرقا للفك من الحجب ولن نجني من الحكاية إلا الدعاية السلبية لمصر في الخارج ووجع القلب؟!
هذا عن الناقص في موضوع الحجب أما عن المنقوص فهو دائما منقوص حتى لو وضعنا على رءوسنا نحن الصحفييون مائة فانوس، ظنا منا أنه ينير طريقنا للوصول للمعلومات في بلد بلا قانون لحرية تداول المعلومات.
أقصد أنه إذا افترضنا أن هناك معلومات خاطئة تناولتها المواقع المحجوبة وخشي من تأثيرها الحاجب علي المواطن.. فثار فحجب، أليس من باب أولى أن يواجهها بمعلومات صحيحة
تدحض الخطأ الذي كُتب، وتبهت الكاتب الذي كَتب، وتفهم القارئ الذي قرأ، تبدد الشكوك، تريح القلوب، تنير العقول، هكذا تقول القوانين والدساتير والمواثيق، أن المعلومة حق من حقوق المجتمع.
مواجهة الفكر لا تكون إلا بالفكر..فحتى لو افترضنا أن الكتاب والصحفيين قد ضلوا أو تضللوا في مثل هذه المواقع الإلكترونية، خاصة المصرية منها، فكم عدد هؤلاء الصحفيين؟ وكم هو إنتاجهم الصحفي ، وما حجم تأثيرهم على الناس؟ وكم عدد قرائهم الذين يتابعونهم؟ انظر إلى ترتيب هذه المواقع في التصنيفات العالمية أيها الحاجب وأنت تعلم.
دعني الآن أقول لك: لقد قدمت دعاية مجانية لبعض هذه المواقع لم تكن تحلم بها، أنا شخصيا لم أكن قد سمعت عن بعضها.. والبعض الآخر لم أتصفحه، حتى وإن كنت سمعت عنه، وكثيرون مثلي ذهبوا منذ لحظات الحجب الأولي يبحثون عن هذه المواقع لمعرفة ماذا تقول حتي تحجب، الممنوع مرغوب ..ومن يظن أنه غالب بالحجب والتعتيم فهو في الحقيقة مغلوب.. فللحجب فك..لأن -بكل بساطة-للتكنولوجيا عقل.
في المقابل ما هو عدد المواقع التي لم تحجب؟ بحسبة بسيطة.. هي مئات من المواقع لم تحجب، ولم ترهب .. أقصد أن هذه المواقع تستطيع أن تواجه بها ما يقال في مواقع الحجب بضخ المعلومات لها إذا أردت، لتوضح ما كتب في المواقع المارقة، وإن كنت لا أظن أن كل المواقع المحجوبة مارقة، خاصة المصرية منها حتى وإن كانت معارضة بعض الشىء.
هل تذكرت سيدي الحاجب خطورة الأمر ونحن في العام الرابع بعد ثورة ٣٠ يونيو.. نحن في حاجة للتنوع الآن أكثر من ذي قبل.
لا أحد يجب أن يفرض وصاية على القارئ، فيما يختاره من متابعة لحق من حقوقه، فالمعلومة هي حق المجتمع لأنها تقرر مصيره، والمنافسة بين مقدمي المعلومة مشروعة، كل له جمهوره الذي يجب أن يجذبه بالمعلومة.. بالمعلومة فقط.
كما أن الشاهد في الأمر، فمن الواضح أن الحاجب لم ينظر إلى عشرات الصحفيين والعاملين في هذه المواقع، كيف سيؤثر عليهم هذا القرار ماديا ومعنويا؟ مصدر رزقهم وقوت أبنائهم محجوب..مغلوب على أمره، كيف سيثير هذا حفيظتهم ضد بلدهم..وكيف سيستغل المستغلون الأمر ..هل تتفنن سيدي الحاجب في صناعة ناقمين على البلد؟!
الحقيقة أنا لا أعرف ما هي الجهة المسئولة عن الحجب حتى الآن، ولا أكتب هذا المقال هجوما ضدها، وهل عندي هذه الرفاهية أن أكتب ضد من يحجب، فربما تحول هذا المقال للحجب  بدلا من أن يجد طريقة إلى النشر "اللهم اجعل كلامنا خفيفا". 
صدقني سيدي الحاجب حاولت أن أجعل كلامي خفيفا.. ظريفا..بسيطا في رؤيتي للموضوع، لعله ينفع الله به الحاجب والمحجوب، ونرجع جميعا لأصل الحكاية، وهي أن المعلومة حق للمواطن أصيل، فليس من حق ناقلها التضليل، وليس من حق حاجبها التقفيل، فليجتهد الصحفي في تدقيقها، ولتبذل جهات الدول جهدا مضاعفا في تقديمها، أظن أن هذه هي قواعد اللعبة في ظل حرب المعلومات ..المعلومات التي سيذهب إليها الناس إن لم يجدوها في بلادهم ولو في بلاد الواق واق.