السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قميص السعادة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرون من يتحولون من أشخاص غير ملتزمين لشيوخ فى رمضان.
ولكنهم ليسوا بشيوخ كما يقتنع عقلهم بشكل حياتهم الجديد محدد المدة لأنهم سرعان ما يرجعون كسابق العهد بعد مرور الشهر، وهناك من لا يتحمل مرور كل الشهر فيرجع لما كان عليه ولكن على مراحل، فكل يوم يرجع خطوة إلى أن يتمم رجوعه خلال الشهر.
إن اختيار الله لرسوله الكريم جاء بعد أن تم وصفه بالصادق الأمين وكانت تلك البداية التى أتت من بعدها أشكال وطرق العبادة والتقرب. 
هذا يعطى معنى إن فهمناه رضينا وقبلنا وغيرنا بشكل جاد، فتحولنا ليس فقط لبعض الوقت ولكن أصبحنا بشكل أفضل طوال الوقت. 
لن تستطيع أن تتعبد وأنت لم تكف عن الكذب، ولست بأمين، فالأمانة وإن كنت صادقا هى أمانة مع النفس أولا ومع الآخرين ومع الله، وإن كنت أمينا مع نفسك فسيساعدك ذلك لأن تكون أمينا مع الآخرين، ونحن نفتقد لعنصر الأمانة مع النفس فنقنع أنفسنا أن تلك العبادات كما وعدنا فى هذا الشهر ستمحو لنا كل ذنوبنا وستدخلنا إلى جنات الله بدون حساب، وهذا الاعتقاد قد يأخذ البعض لما قد يعتقدونه من تحول، فالشخصية التى قد تلهو كثيرا وتصلح من نفسها كما تعتقد بعض الوقت وترجع كما خلقت بيضاء فتستطيع أن تلهو مرة أخرى وكل شىء، بالفهلوة حتى مع الله وإن كنا لا نحسبها بهذا الشكل ولكنها فهلوة وتحايل.
إن إصلاح النفس الحقيقى يأتى من صدق النفس مع النفس وأن تكون أمينا مع نفسك وتصبح تلك خصالا فى نفسك طوال ما أعطاك الله من عمر لا خلال شهر فقط.
وهذا قد يكون أول خطوة فى طريق السعادة والرضا.
يروى أنه كان هناك ملك عظيم يعيش فى مدينته وقصره الكبير المزين بجميع أنواع الزينة وأفخمها وكان لدية من المال والذهب ما لا يعد ولا يحصى، وكان جميع أفراد حاشيته يحسدونه على ثرائه وعلى كثرة أمواله وسعادته ولكن الحقيقة أن هذا الملك على الرغم من كل ثروته وأمواله كان تعيسا من داخله لا يشعر بالسعادة قط. 
فى يوم كان وحيدا تعيسا يبكى ولا أحد يشعر به. فاستدعى هذا الملك حكيما كان يستشيره فى جميع أمور حكمه، وفكر أن يجد لديه حلا لمشكلته وبالفعل جاء هذا الحكيم وشكا له الملك تعاسته وسوء وضعه وأحواله وكيفية التخلص من هذا الإحباط والتعاسة. 
أجابه الحكيم أن هناك دواء واحدا للتعاسة وهو أن تنام جلالتك لمدة ليلة واحدة بقميص رجل سعيد. انتشر الرسل فى جميع أنحاء المملكة يبحثون عن رجل سعيد ولكن كان الجميع لديه سبب للتعاسة فهذا فقير ليس لديه مال وهذا ليس لديه أولاد، وغيرها من أسباب التعاسة وفى النهاية وجدوا متسولا يجلس مبتسما ومصليا لله عز وجل فى جانب الطريق، وعندما سألوه عن حاله قال لهم إنه رجل سعيد بفضل الله سبحانه وتعالى ولا ينقصه أى شىء، تعجب الجميع من أمره ولكنهم أخبروه أنهم يريدون أن يأخذوا قميصه حتى ينام به الملك ليلة كاملة فتصيبهم سعادة منه، وسوف يقدم له الملك مقابل ذلك مبلغا كبيرا جدا من المال. ضحك الفقير وأجاب أنا آسف لا أستطيع أن أقدم أى شىء للملك لأننى ليس لدى قميص ولا أى ثياب ألا تلاحظون ذلك؟
السعادة لا تأتى مما تملكه بل السعادة هى مقدار الرضا والسلام الذى تحمله فى قلبك.