الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

الحضرة.. "الخلوتية الحسانية" طريقة "الإمام الأكبر شيخ الأزهر"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سهرات دينية بساحة الشيخ الطيب في القرنة بالأقصر.. واحتفالات كبيرة بمناسبة ليلة القدر
سميت الطريقة الخلوتية، بهذا الاسم نسبة إلى الخلوة، حيث إن مشايخ الطريقة الكبار كان يعتكفون فى حجرات خاصة بهم، ويختلون بأنفسهم يعبدون الله ليل نهار، حتى إن الواحد فيهم كان لا يرى أهل بيته لمدة شهر كامل مما أطلق على أتباع هذه المدرسة الصوفية السنية أهل الخلوة، وبمرور الزمان قام أصحاب هذه المدرسة بتدشين الطريقة الخلوتية لتضم جميع الأتباع والمريدين الذين يعتنقون المنهج الخلوتى.
ويترأس الطريقة الخلوتية الشيخ محمد الطيب، شقيق الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث إن شيخ الأزهر ترك مشيخة الطريقة لأخيه، نظرا لانشغاله بمهام منصبه الأزهرى، وذلك بعد وفاة والده الشيخ الطيب الحسانى، حيث إن اختياره لمنصب الإمام الأكبر جعله يترك مهام الطريق لأخيه الشيخ محمد الطيب وعلى ذلك فشيخ الأزهر ينتمى لأسرة صوفية منذ نعومة أظافره.
وتعود ساحة الطريقة الخلوتية «ساحة آل الطيب» بالأقصر إلى أحمد محمد أحمد الطيب الحسانى، جد شيخ الأزهر، وهى من أكبر الساحات على مستوى الأقصر، حيث تقع بالبر الغربى للمحافظة، ويتردد عليها المئات من الفقراء والمحتاجين يوميا طوال شهر رمضان المبارك، طلبا لقضاء حوائجهم وحل مشكلاتهم بالطرق الودية.
وساحة الشيخ الطيب «الطريقة الخلوتية» يعتبرها أبناء الصعيد «محكمة فورية»، فيها تحل كل المشكلات والخلافات بين أبناء الوطن، ويلجأ إليها الأجانب فى حل نزاعاتهم مع العاملين بالسياحة، وللساحة أيضا دور اجتماعى من خلال جمعية المجتمع التى ترعى الأيتام وتساعد غير القادرات على نفقات الزواج فى جميع الأوقات، ودور الساحة ليس مقصورا على المسلمين، بل الأقباط الذين دائما ما يقصدون الساحة طلبا للحصول على حقهم، وكذلك الأجانب المقيمون فى الأقصر.
من جانبه يقول محمد الخلوتى، أحد أتباع الطريق فى مدينة الأقصر، إنه يأتى إلى الساحة الزوار طوال شهر رمضان من جميع أنحاء مصر خاصة الصعيد، كما يفد إليها الكثير من أبناء العالم الإسلامى، بغية التقرب إلى الله، حيث تقام جلسات الذكر على الطريقة الخلوتية الصوفية، التى ينتمى إليها مشايخ الطريق وآل الطيب وتبدأ بقراءة أوراد من القرآن فى جماعات من بعد صلاة التراويح حتى ما قبل بزوغ فجر اليوم التالى.
وتابع «الخلوتى» أن الساحة الخلوتية تستقبل ضيوفها طوال أيام شهر رمضان المعظم، إلا أن عدد الزوار يصل يومى الخميس والجمعة إلى قرابة العشرين ألفا، ويشرف عليها فى غياب الدكتور الطيب أخوه الشيخ محمد ونجله محمود، مهندس معمارى، وابن أخيه إسلام، وعادة ما يشارك شيخ الأزهر شقيقه محمد الطيب، شيخ الطريقة الخلوتية فى ترأس مجالس المصالحات أو ما يسمى بالمحاكم العرفية.
ومعظم أفراد الطريقة الخلوتية يؤمنون بأن الكرامة هى التى تؤثر فى الناس، فشيخهم أحمد الطيب، كان يحكم بالشريعة، وأكبر كرامة تركها لهم الشيخ الطيب الكبير هى فكرة إنشاء الساحات، فالساحة عندهم مكان لحل مشكلات الناس وقضاء حوائجهم، وليست تجمعا للدراويش فقط، حيث إنه مع ذكر الله يجب أن ينشغل أيضا الناس بهموم الدنيا وحل المشكلات المختلفة، وكان الدكتور الطيب قد تلقى خبر تعيينه شيخا للأزهر، وهو فى الساحة التى تصل مساحتها إلى بضعة أفدنة وهو جالس بين أتباع الطريقة الخلوتية.
وأوضح «الخلوتى» أن الطريقة الخلوتية تعتبر فى أصلها من الخلوة، وهو معنى روحى إيجابى، ففى الخلوة يتعرف الإنسان إلى ربه بعيدا عن زينة الدنيا وشهواتها، لكن التجربة المصرية مع الطريقة الخلوتية، تؤكد أن الذوق المصرى فى التدين ومازال قائما وفاعلا، فالخلوة لم تمنع شيوخ ورجال الطريقة الخلوتية من أن ينزلوا إلى الشارع، وأن يحلوا مشكلات الناس، وعلى ذلك فهى طريقة صوفية تعلى من الجانب الروحى، لها حضراتها وأورادها وأذكارها التى يرددها الذاكرون، تعلى من شأن الزهد، وهى كذلك طريقة اجتماعية من ناحية أنها تحتك بحياة الناس وتحل مشكلاتهم وتتواصل معهم، دون أن ترى فى ذلك ما يفسد عليها حالتها الروحية.
وترتبط الطريقة الخلوتية ارتباطا كليا بالشريعة الإسلامية، وما تقره الشريعة تقره الطريقة، وما ترفضه الشريعة ترفضه الطريقة ولا تقترب منه، وإذا كان هناك ما يشغلها فهو علم التجرد الروحى، فهى لا تغرق فى الأوراد والأذكار بل تقوم فى الأساس على حل مشكلات الفقراء وغير الفقراء.
ويتجمع مريدو الطريقة الخلوتية فى ساحة الشيخ الطيب طوال شهر رمضان يقرأون القرآن والأوراد الخاصة بالطريقة، حيث يشاركهم فى ذلك شيخ الأزهر أحمد الطيب وأخوه شيخ الطريقة الخلوتية محمد الطيب، حيث تكون هذه الحضرات من أجمل الليالى الدينية الصوفية، وخاصة أنه يأتى إلى ساحة الشيخ الطيب كبار المنشدين الذين ينشدون القصائد الدينية فى محبة آل بيت رسول الله أمثال الشيخ ياسين التهامى وأمين الدشناوى وعاطف الهوى وغيرهم من المنشدين الصوفية.