الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لماذا تقتلون فرحة رمضان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جلس عبدالله يترقب شاشة التلفاز، منتظرًا احتفالية رؤية هلال رمضان، ويده تداعب "فانوس" تلقاه من صديقه "بيشوي"، قبل يومين تهنئة بحلول الشهر الفضيل، بينما كانت نظرات والدته ترمق "فانوسه" بنظرة حزينة، وتتنقل على رأس نجلها وعينيه، تفرك بين أصابعها بتوتر حاد، لا تعرف كيف تخبره بمصرع رفيق دراسته، الذي اغتالته يد الإرهاب الآثمة صباح اليوم.
التفت "عبدالله" بحركة طفولية يسألها: "هما لسه مشفوش الهلال؟".. سالت دمعة حزينة على وجنة والدته، لتخبره بصوت متحشرج تخالطه الدموع: "مفيش رؤية يا عبدالله".
هب "عبدالله" من مكانه يربت على كتف والدته وبصوت رقيق يسألها: "ليه؟ هو في حاجة حصلت؟".. لم تجد الأم مفرًا من أن تخبره بنحيب: بيشوي مات يا عبدالله..!!
سردت الأم لنجلها تفاصيل الحادث وكيف اغتال الإرهاب براءة رفيقه.. حتى قاطعها بصرخة حملت معاني الحزن كافة: "ليه؟".
لم تصدق أذناه ما سمع فيما أخذ يردد على مسامع والديه سيلًا من الأسئلة وكأنه رجلًا شاب فوديه للتوه من هول المصيبة.
مين قتل بيشوي ومن معه في وطنه؟.. أليس من حقه أن يعيش في أمان؟.. من المسئول يا أبي؟.. ألم تكن معه شرطة تحميه؟ كيف فر الجناة؟ هل قبضوا عليهم؟ هل أعدموهم؟.. من قتل فرحة رمضان؟
عفوًا عزيزي القارئ.. فتلك القصة من محض خيالي.. خرجت من بنات أفكاري تعبر عن شديد حزني بفاجعة استيقظت عليها مصر اليوم الجمعة بعد أن استهدف مجموعة من المرتزقة أتوبيس يقل مواطنين أقباطًا، وأطلقوا أعيرتهم النارية الغادرة دون رحمة أو دين لا تميز بين صبي ومسن وسيدة كانوا عزل، في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل بالظهير الصحراوي الغربي.
على مدار أسبوع تلقيت تهاني من إخوتي الأقباط، بقدوم شهر رمضان، هكذا دأبنا على تبادل التهاني، نعيش في وطن واحد، أوصانا الرسول الكريم بهم، وأخشى أن نكون لم ننفذ وصيته..!!
عم الحزن أرجائي، قتلت الفرحة بقدوم الشهر الفضيل بداخلي، عزيت نفسي قبل أن أعزي إخوتي.
ولكن..
لن نحزن لن يفرقنا أبدًا إرهابكم، لن تسقط مصر بجرائمكم الخسيسة، التي جاءت لتعبر عن حقد وغل يملأ جنبات أجسادكم أن مصر عادت مرة أخرى تقود العالم العربي والإسلامي لا سيما بعد قمة الرياض، وكلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، زادت من حقدكم بعد كشفه سوءاتهم، ووصف كل من يعاونكم بأنهم شركاء في الجريمة.
ولكن.. هل نجاوب على أسئلة "عبدالله" لوالديه عن قتلة "بيشوي"؟
لن أدافع عن جهاز بعينه داخل الدولة ولن أنكر أن هناك تقصيرًا أمنيًا فادحًا.. ولكن لن أصف ما حدث بأنه خلل أمنى فنحن فى حرب على الإرهاب الخسيس، ليس في مصر فقط بلا في كل أرجاء العالم، لا سيما أنه لم تمر أيام على حادث مترو الأنفاق في مدينة سان بطرسبورغ بروسيا واستهداف الشرطة بشارع الشانزليزيه وسط باريس والهجوم على قاعة حفلات بمدينة مانشستر في انجلترا، وغيرها من الجرائم التي لا تفرق بين جنس ودين وترتكب باسم الإسلام وهو منها براء.
نعم قتل الحادث بداخلنا فرحة رمضان.. أحزننا.. ولكن.. لا بد أن نقف خلف بلادنا.
ولكن.. أطالب وزير الداخلية بمراجعة خططه الأمنية ووضع بدائل استراتيجية جديدة تواكب الأحداث التى نعيشها وعدم الانسياق وراء الأفكار والخطط التقليدية فى التعامل مع الإرهاب.. لا بد من فكر جديد ووعى أمنى كاف دون شعارات وتصريحات إعلامية براقة.
ولكن.. نحتاج إلى العمل فى صمت ولو قليلا ونترك نتائج مجهوداتنا تتحدث عنا.. حتى لا نمنحهم الفرصة بقتل كل ما هو جميل بداخلنا.. دعونا نفرح.. كل عام ونحن فصيل واحد شعب واحد صف واحد في وطن واحد.
ستظل راية مصر عالية.. رغم أنف الحاقدين.