باتت المرأة المصرية رمزا للمصابرة والصمود والثبات والتضحية داعية للاستقرار والسلام على مر العصور، حيث لم يكن شغلها الشاغل هو تربية الأبناء وتوفير حياة هادئة وآمنة لهم فقط، ولكنها كانت ومازالت تقف عرض الحائط لحماية الوطن وحماية أبنائها وذاتها أيضا؛ بحثا عن حريتها وكرامتها كنصف مجتمع، حيث نجدها قد وقفت في الكثير من المواقف البطولية، وخاصة أثناء الحروب والنزاعات التي عاشتها وعاصرتها مصر، فقد تخلت عن كونها كائنا أنثويا ناعما، وتحملت ونبشت بكل ما تملك من قوة من أجل إعلاء الوطن، وتربصت لأي شخص يهدد ضلع الوطن وقامت بأعمال عقلها واستخدمت دهاءها من أجل التربص لأي شخص يحاول أن يهدد أمانها أو أمان هذ الوطن أو أن يحوم حول استقرارها وأمانها ويهدده، فهي العنصر الأساسي لأي أسرة، فهى بمثابة العمود الفقري للأسرة، والعقل المفكر والمدبر حين يدق ناقوس الخطر بابها، فقد نجد أن لها دورا بارزا في الحروب التي شنت على مصر بشكل خاص، وعلى العالم بأكمله بوجه عام، فقد نجدها تقف مواقف بطولية بصلابة وقوة فقد تحولت إلى قوة جامحة في دفع الرجال سواء كان ابنها أو زوجها أو أخيها، فقد كانت تدعمهم من أجل الانتصار والتربص للأعداء وخاصة بحرب سيناء.
إن الأم أو المرأة المصرية- بشكل عام- عُرف عنها أنها مدرسة ولم يكن هذا الوصف شيئا عابرا، بل هي كذلك لما قامت به في المجتمع من مجهودات جليلة فهي التي ربت أبناءها على كيفية محاربة وقهر الأعداء وقهر كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرض الوطن ودعت أبناءها إلى حماية الأرض التي هى عرض الأبناء التي جاءت بهم للمجتمع فقد نجدها ربت الأبناء على كيفية أخد حقوقهم من أي إنسان يحاول أخذ حقوقهم بمجرد تفكيره في أخذ الأرض التي ولد ونشأ بها أبناؤها والتى ضمته وهو كتلة لحم لا حول لها ولا قوة وترعرع في جوها ومناخها وأخذ يطوف بكل ما يملك من حريته على كل ركن من أركانها ومعه حلم يتزايد بداخله في أن يرفع من قيمة وجوده عليها، ويثبت أنه لم يخلق فقط من أجل العيش والحصول على المأكل والمشرب والعيش تحت سمائها فقط بل كان بداخله طاقة كبير يحاول الأخد بها وإبرازها في الوقت المناسب عند تعرضه لأي خطر.
ولا يقتصر دور المرأة على تربية الأبناء وتعليمهم كيفية قهر الأعداء فقط، بل إنها وقفت بذاتها في كثير من المواقف البطولية الصامدة والعنيفة التي تمس وتعرضت لها أرض الوطن، فهي أم البطل وزوجة الشهيد، وأخت الشهيد حينما تعرضت الأم الكبرى وهى الوطن وبالأخص مصر لمطمع الأعداء خاصة سيناء الحبيبة باعتبارها محط أطماع العالم بأكمله، بل إننا نجدها كافحت الاحتلال الذى شن على مصر خلال مواقف بطولية أبرزها العدوان الثلاثي الغاشم على مصر بداية فنجد أن لها دورا قائما بنكسة 1967 مرروا بحرب 1973 واسترداد أرضها 1982 بسيناء ورفع العلم على تراب طابا 1989 وتحررها.
وشاركت المرأة المصرية في جميع مراحل نضال الشعب المصري ضد الاحتلال حيث قادت تنظيم كتائب محاربة من السيدات المصريات عام 1956 بلغ عددها 30 ألف فتاة تواجدن في الصفوف الخلفية لمساعدة الجرحى والمصابين، وأيضا التدريب على حمل السلاح.
وكان دور المرأة أيضا بارزا وواضح من قبل بعض الفنانات النسائية الشهيرة كتحية كايوكا ونادية لطفي من خلال مساندتهم للجيش وقت الحرب مع وفد من النساء المصريات، وقام جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية آنذاك بتكريمهم لمشاركتهم الفعالة ومساندتهم لمصابي الحروب.
ونجد أن المرأة السيناوية كان لها دور فعال وبارز في فترة ما بعد نكسة 1967، والمرأة البدوية بوجه عام كان لها أثر فعال في حرب أكتوبر فهي التي قامت بتهريب الفدائيين وعلاجهم ومساعدتهم في الوصول إلى الأراضي المصرية عقب طرق لم يعرفها العدو رغم أن تلك المرأة لم تتعلم ولم تدرب ولكن بفطرة الانتماء وحب الوطن دافعت عن أرضها في مواجهة العدو والفتك به.
ونحن نحتفل اليوم بالذكري الـ35 من الانتصارات الجيش المصري على العدو الصهيوني في سيناء وتحرير الأرضمن الاحتلال حيث لم يستطع العدو الإسرائيلي التغلغل داخل كيان أهل سيناء أو تجنيد أحد أبنائها لأن المرأة المصرية زرعت في نفوس أطفالها حب الوطن.
وكانت المرأة المصرية في حرب أكتوبر أما لكل مصاب وجريح وعونا له بالجهد الذي لا يكل بالعرق والمال، وضمت سجلات التطوع في التنظيمات والهيئات النسائية آلاف الأعداد من الأسماء اللاتي أسهمن بالفعل في التطوع والمساعدة في حرب أكتوبر وساندتهم في ضماد جراحهم الداخلية والخارجية.
وظهر دور المرأة المصرية بقوة حينما نظمت نفسها في لجان تطوف بالمستشفيات وتساعد أهالي المجندين وتقف بجانبهم لتلبية احتياجاتهم، وأقامت المشروعات ومن أهمها مشروع "النور والأمل" لرعاية المعاقين ومصابي الحرب كي يشعروا أن وطنهم يكرمهم ويرفعهم إلى أعلى مكانة.
ونجد أن المرأة بالحرب إنشأت العديد من التنظيمات النسائية حيث سجلت الأرقام 13 ألف سيدة ثم تدريبهن بالفعل على أعمال الإسعاف والتمريض للمساعدة في المستشفيات في حين وفي نفس الوقت كان هناك خمسة آلاف من النساء يتم تدريبهن بالفعل، أما طابور الانتظار فكان به ستة آلاف ينتظرن دورهن.
أما من تطوعن بالدم فهناك تسجيل حوالي تسعة آلاف سيدة بخلاف من يقمن بالحياكة وأعمال الديكور وفي خدمة المستشفيات، وهذا نموذجا واحدا من أحد التنظيمات النسائية بينما كانت تضم جمعيات الهلال الأحمر ألف عضوة أساسية مدربة تدريبا فنيا عاليا على أهبة الاستعداد للمساعدة والمشاركة.
فكانت النساء متقدمات ومشاركات بقوة سواء في إسعافات الجرحى أو في دعم أهالي الشهداء والمصابين.
وكانت المرأة عضو في تنظيم "فصائل خدمة الجبهة" والذي تأسس بعد نكسة يونيو، وكان يضم التنظيم آلاف من النساء المتطوعات، ولقد حصلن على دورة في الإسعاف الأولية، وشاركت في تضميد جراح آلاف من المصابين أثناء نقلهم إلى المستشفيات التابعة للجيش.
وكانت المرأة المصرية تذهب مع أخريات إلى مدن قناة السويس لزيارة حي الأربعين ليشاهدوا نتاج الخراب من قبل الاحتلال كالبيوت المهدمة وآلاف الجرحى والشهداء، فالعمل السياسي لا يقتصر على الرجال فقط بل كان للنساء دور ملحوظ به.
حيث نجد إن المرأة المصرية كافحت الاستعمار بشتى أنواعه، وكان لها دورا بارزا قبل حرب أكتوبر حيث أقبلت الفتيات على تعلم الفنون العسكرية بعد العدوان الثلاثي علي مدن القناة 1956 وبلغ عددهن 30 ألف فتاة من طالبات الجامعة والمعاهد العليا والمدارس الثانوية لاكتساب مهارات الدفاع عن النفس ومواجهة الاعداء والتصدي لهم.
وتحملت المرأة في السويس ثمنا باهظا بعد النكسة أثناء حرب أكتوبر فهي التي دفعت بالابن والزوج علي خطوط الجبهة، وهي التي هجّرت من وطنها بسبب الاحتلال، وهي التي شاركت في سنوات الحصار على السويس وكانت مثابرة ولم تهزم.
والسيدة المصرية لم تكن أم البطل أو زوجة الشهيد أو ممرضة الجراح بل ناضلت كتفا بكتف مع الرجل وشارك بعض النساء في المقاومة الشعبية بقناة السويس.
ومن أبرز الأمثلة النسائية المناضلة الست "فاطوم"، تلك المرأة المصرية العظيمة التي أسهمت بعشر دجاجات ذبحتها لإطعام رجال المقاومة، وكانت تعمل قدر استطاعتها، رغم القصف الشديد على نقل الذخيرة وتضميد جراح الأبطال ومصابي الحروب، ونجد أن فلاحة فايد مثال مشرف للمرأة المصرية المناضلة فقد كلفها أحد الضباط أن تذهب إلى مكان تمركز آليات العدو لتختبئ بين الأشجار الكثيفة في منطقة فايد وسرابيوم، لتنفيذ خطة الاستطلاع المطلوبة منها، واستطاعت بدهائها أن تحمل طفلتها على كتفها لتنفيذ المهمة والتمويه على جنود الاحتلال لكي لا يشك فيها أحد، دون أن تخشي انكشاف أمرها والتعرض لمخاطر القتل أو القبض عليها، فلا أجد يستطيع أن ينكر كفاح المرأة المصرية ونضالها في محاربة العدو المتربص لها ضد الدولة.
وقالت الدكتورة آمنة فزاع، مندوب عام الجمعية الأفريقية اللجنة القومية للاتحاد الأفريقى ومديرة قطاع التدريب والتنمية البشرية وتطوير الذات ومسئول المرأة، من خلال تصريحها للبوابة نيوز: "إن دور المرأة المصرية يعد دورا عظيما ورفيع المستوى، فقد بزغت مساندة المرأة في الحرب بشكل ملحوظ، فنجد أن هناك نساء تطوعن لخدمة الوطن، فالمرأة المصرية مرأة قوية بذاتها وتحملت الكثير من أعباء الوطن على كاهلها من معاناة لرفعة هذا الوطن، فنجد أن لها دورا شديد الأهمية في نكسة 1967 والتهجير ومكافحة ومساعدة أبنائها وتعليمهم أشياء كثيرة عن الحرب من خلال تطوعها إلى الهلال الاحمر وامداد المرضى بالطعام والشراب وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم وتمريض المرضى وخاضت ونزلت الى ساحة وميادين الحروب وهي على استعداد تام لمواجهة الحروب وقدمت زوجها شهيدا وابنها واخيها لفداء ورفعت هذا الوطن ونجد لها دور بارز ليس في الحروب فقط ولكن فى شتى المجالات.
وأوضحت فزاع ان دور المرأة المصرية لم يقل اهمية عن دور الرجل وقد ساهمت بكل قوتها على الصعيدين القريب والبعيد وكان لها دورا مشهودا في الحرب ولم تكن بعيدة عن ساحة القتال بل ناضلت بكل قوتها وعزيمتها فقد قدمت ابنائها وقصارى جهدها للوطن فقد شركت في الحروب وجدانيا ونفسيا وعقليا وصحيا ووجه تحيتها لرئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي وواشادت بدور المرأة البارز في الاننخابات الأخيرة.
وأضافت ان المرأة المصرية قادت الحروب من ايام الفراعنة فقد كانت ملكة تقود جيوشها الى الحبشة، وكانت تساند في الحروب التي شنت على مصر من خلال قيادتها، فليس من الضروري أنت تحارب بالفعل كالرجال في ساحة القتال ولكن قيادتها تفتعل هذا الدور، والإمساك بزمام الامور وقدت فقد نجد أن لها دورا واضحا في تربية أجيال ونشء جيل مشرف للمجتمع.
وأشادت فزاع بدور المرأة المصرية البارز في حرب أكتوبر 1973 وتحرير سيناء وإن لم تكن بالفعل نزلت لساحة القتال ولكن قدمت أبناءها فداء للوطن الغالي وتمريضها للجنود ومصابي الجيش ورفع الروح المعنوية لديهم".
وفي السياق ذاته، تحدثت دكتور مريم نبيل، سفير النوايا الحسنة سفير النوايا الحسنة، ومؤسسة مبادرة مصر جميلة، من خلال تصريح خاص لـ البوابة نيوز: "بداية وجهت تهنئتها واحتفالها بذكرى عيد سيناء وانتصارات الجيش المصري في استرداد ارض سيناء، وأشارت إلى اهمية دور المرأة وحبها للاستقرار وعند رؤيتها للخطر تسرع في احتضان ابنائها ومساندتها لهم وان المرأة المصرية قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية في اللحظات الصعبة والعصيبة فهي غرست في ابنائها مجموعة من القيم والمبادي ثابتة الخطى وكان لها دورا فعال بالمجتمع الدولي فكانت لها دور بارز في ترسيخ القيم الحقوقية لابنائها من حيث معرفتهم بان اي بقعة من بقاع ارض الوطن غير مسموح لاي متربص او عدو الاستحواذ عليها فغرست في ابنائها التعريف بالوطن ليصبح الابن ملما بكل شبر من ارض وطنه للحفاظ عليها من اى طاغى يريد الاستحواذ عليها وامتلاكها ويعلم للطبيعة بلاده واستراتيجيتها وكل جانب من جوانبها.
وشددت على أن المرأة المصرية بطبعها اساس وعماد البيت ومن شانها ان تجد بلادها في حالة من الاستقرار المستمر فدائما نجدها وسيلة مشجعة لجميع ذويها واهلها وزوجها وابنائها وداعم حقيقى لهم فقد قدمت الدعم للجيش المصري فقد كانت تتجول للمستشفيات التي يرقد بها مصابي الجيش للتمريضهم والاطمئنان عليهم وتقديم المساعدات لهم وخدمات عدة للرفع الروح المعنوية لديهم وتطويعهم وفقد تحملت أعباء كثيرة على كاهلها.
وكان للدكتور كريمة الحفناوي، المتحدثة باسم التنسيقية العمالية والجبهة الوطنية، الناشطة السياسية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، رأي خاص في دور المرأة المصرية في مساندتها للجيش واسترداد الوطن، حيث أكدت "أن المرأة المصرية هي الداعم الحقيقي للجيش المصري ومساندة لأبنائها في وقت الخطر والحروب لرد واسترداد ارض الوطن وتحقيق انتصار سحيق على الاعداء وتحرير أرض سيناء".
وأضافت الحفناوي " أن للمرأة المصرية دور أساسي في كفاحها خلال حرب سيناء فقد تميزت بخاصية حب الأسرة وحبها الشديد لأبنائها وحب الوطن والحفاظ عليه وحمايته فقد برز دورها الكبير منذ فجر التاريخ في جميع الحروب التي خاضتها مصر فالمراة المصرية لها دور مهم في حرب 1967 كانت ساعدت بشكل أساسي في صمود الجبهة الداخلية حينما خاض الجنود الحرب على الحدود فباتت الجبهة الداخلية قوية صامدة وراء الجيش لحماية واستقرار المجتمع وكان لها دور بارز في حرب الاستنزاف على مصر وحرب 1973 فقامت بحماية وطنيها عن طريق تنظيم وتاسيس جمعيات خاص بالمراة لنشر التوعية حتى لا يتم تخزين السلع بوقت الحروب واختفاء السلع لزيادة الاسعار واستغلال الحرب القائمة، وكان لها دور في رفع معنويات الجنود وقت الحرب فقد كانت تحرص على زيارة هي وبعض الوفود للحدود حيث كانت تذهب هى ولفيف من الادباء والشعراء والفنانين والفنانات والصحفيين والصحافيات للجبهة، وتعمل بجانب عدد كبير من الوفود المرافقة لها لزيارة الجنود على الحدود ووصلهم والحرص على تواجداهم بالمستشفيات التي يرقد بها مصابي الحرب فقد يظهر دورها الكبير في وقت الشدائد للحفاط على استقرار المجتمع واستقرار الاسرة والدفع المعنوي للجنود في ومساندتها بكل المقاييس للجيش المصري فقد وقف حائط صد ضد العدوان الصهيوني الذى كان يعتقد أن الجيش المصري لا يملك القوة وأنه سوف يهزم فكانت الداعمة للجنود وترسخ فيهم الحماسة من اجل الانتصار على العدو والاقدام على تحرير الوطن وعملت على تحويل الانكسار الى انتصار بعد نكسة 1967والهزيمة الى نصر وتقديم ابنائها فداء للوطن وتهجير المراة من 1967 وخروجها لمدن قناة السويس، فنجد خلال حرب 1957 مثالا عظيما للمراة المصرية الاولى الملتحقة بمجلس الشعب راوية عطية، حيث كانت تذهب لمدن القناة وكانت تتدخل بأسلحة بوضع خفى داخل عربات الخضر لتوصيل الاسلحة ومساندة الفدائيين بالحرب فقد ذهبت 1967 مع الجنود الى الحدود حينما كانت حرب الاستنزاف مستمرة آنذاك لتشد من أزر الجنود وتدعمهم لتحقيق الانتصار وبالفعل تحقق الانتصار وكانت ومازالت مصر حرة مستقرة".