السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

"الحسين".. المستخدَم سياسيًّا في مساعي إيران لتغيير قِبلة الحج

مسجد الإمام الحسين
مسجد الإمام الحسين -صورة ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما تتفاوت الوجوه بين هؤلاء الذين جاءوا من محافظات مصر للإلقاء بروحهم على عتبات الإمام الحسين، حيث مسجده بوسط القاهرة، أو نظرائهم الذين قدِموا إلى العراق وتحديدًا عند مرقد الإمام في كربلاء، ليلطموا الوجوه ويشقوا الصدور، إلا أن جميعهم حضروا ذاكرين مادحين متمسكين بروايات قديمة دارت حولها شكوك تقول إن الرأس ليس في مصر، وأخرى تذهب إلى إنها (أي الرأس) لم تعد إلى العراق.
وبعيدًا عن المكان الحقيقي للرأس وصحة كل تلك الروايات إلا أن مريدي الإمام قرروا أن يستفتون قلوبهم التي أخبرتهم حتمًا بأن موقعها إلى جوارهم حيث يمكنهم الزيارة.
ورغم فقد الجدال حول موقع الرأس لجدواه فإن السياسة قررت أن تعيد الموضوع مجددًا إلى الصدارة عندما تحدَّث المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني، عن عدم وجود الرأس في القاهرة، مشيرًا إلى عودة الرأس بعد أربعين يومًا من الوفاة إلى العراق.
وتابع "السيستاني" في رد له على سؤال وجّهه له أحد متابعيه على موقعه الخاص، حول موقع الرأس: "أن كل الروايات الشيعية تقول إن الرأس موجود في العراق لا في القاهرة". 
والشاهد في هذا التصريح هو إنه ليس ديني بقدر ما يحمله من رسائل سياسية، حيث المساعي الإيرانية لتحويل قبلة الحج إلى كربلاء بدلًا من مكة، وهي المساعي التي تطلب أن يكون جسد الحسين كاملًا في العراق بحيث تتركز كل القدسية هناك.
ورغم أن محبي الحسين في القاهرة لم يعد يقلقهم هذه التصريحات التي اعتادوا عليها إلا أنها تشير إلى ثمة مطاردة سياسية جديدة للحسين بعدما أفقدته السياسة نفسها حياته قبل أكثر من 1300 عام واعتبر بسببها "أول ضحية سياسية في الإسلام" (أزمة الفتنة الكبرى).
وتعود قصة تحويل الحج إلى كربلاء إلى العام الماضي عندما أفتي المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بجواز الحج إلى المراقد المقدسة في كربلاء على خلفية رفض إيران لإرسال حجاجها إلى السعودية ضمن خلافات إيرانية مع المملكة وصلت إلى موسم الحج. وذهبت المؤسسات الدينية الإيرانية تفتي بأن الحج إلى قبر الحسين أفضل من 1000 حجة، فيما رحبت السلطات العراقية بالخطوة معلنة عن استقبالها لمليون إيراني لأداء ما تسمى "زيارة عرفة" عند مرقد الإمام الحسين في مدينة كربلاء.
الآلة الإعلامية هي الأخرى قامت بدورها، إذ قامت القنوات الإيرانية والعراقية على فتح بث مباشر من محيط مرقد الإمام الحسين لنقل فعاليات ما اسموه بـ"الحج"، مقدرين عدد المتواجدين بملايين "الحجاج"، هكذا سمّوهم. المشهد نفسه يتم نقله في العاشر من محرم من كل عام، حيث موعد استشهاد الحسين، لتبدأ الكاميرات التصوير العلوي ويتحدث المذيع عما يسميه "أفضل مكان في العالم"، مقدمًا خطابًا إعلاميًّا شبيهًا بهذا الذي تبثه القنوات السعودية خلال موسم الحج وتتحدث عن الكعبة كأشرف مكان في الأرض.
وتشير تصريحات "السيستاني" إلى احتمالية أن يتجه الإيرانيين مجددًا إلى كربلاء هذا العام، رغم عدم رفض المملكة السعودية لاستقبالهم، فيما يشير إلى محاولة ترسيخ الحج الكبير إلى كربلاء بدلًا من مكة وهو ما أكده مصطفى زايد، منسق ائتلاف الصوفية الذي قال في تصريحات خاصة لـ"البوابة": "تعودنا من المرجعيات العراقية على الحديث في هذا الشأن من وقت لأخر وما يقولونه في هذا الأمر ما هو إلا تصريحات هزلية. وتابع أن الطرق الصوفية لا تهتم بذلك لأنها تعتمد على أسانيد تاريخية اتفقت جميعها على وجود الرأس في مصر. 
وأشار إلى أن الغرض من طرح هذه التصريحات من فترة لأخرى هو لفت الأنظار إلى العراق ونقل القبلة والحج إلى كربلاء، موضحًا أن هذا المشروع يتطلب أن "يزعمون بان رأس الحسين عادت من مصر إلى العراق من جديد بعد وفاة الإمام بأربعين يومًا".