الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

تفاصيل كلمة رئيس الوزراء أمام البرلمان

المهندس شريف إسماعيل،
المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء: إن الدماء الطاهرة التى سالت فداءً للوطن فى حادث كنيستى طنطا والإسكندرية لن تذهب هباءً، بل ستغدو وقودًا يشحذ همة الدولة ويعضد عزمها، ويقوى إرادتها لاجتثاث خطر الإرهاب واقتلاع جذوره نهائيًا من مصر.
جاء ذلك خلال بيان رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب حول المبررات والدوافع التى دعت إلى إعلان حالة الطوارئ فى جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر اعتبارًا من الساعة الواحدة من مساء يوم "الإثنين" الماضي.
وأضاف إسماعيل: "نعبر مجددا من خلال مجلسكم الموقر لشعبنا الكريم عن خالص تعازينا القلبية ودعواتنا الصادقة لمن تغمدهم الله –تعالى- برحمته من أبنائنا الشهداء وتمنياتنا بسرعة الشفاء للجرحى من ضحايا الأحداث الإرهابية الآثمة التى شهدتها مصر أمس الأول، واستهدفت كنيستى مارجرجس بطنطا – محافظة الغربية وكنيسة مارمرقس بمحافظة الإسكندرية".
وجه رئيس رئيس الوزراء حديثه لأسر الضحايا وذويهم من أبناء الوطن مسيحييه ومسلميه، قائلًا: "إننا معكم قلبا وقالبا فى كل لحظة نشعر بكم ونستشعر أحزانكم ونعايش آلامكم، وأؤكد لكم أن الحكومة تعمل جاهدةً بأقصى طاقتها منذ اللحظة الأولى لوقوع تلك الأحداث الغادرة على توفير أقصى درجات الرعاية والدعم لأسر الشهداء والمصابين مثلما فعلت فى أعقاب حادث الاعتداء على الكنيسة البطرسية فى ديسمبر الماضى".
وأشار إسماعيل إلى أنه بات واضحا للعيان أن مصر تواجه حاليا وبشكل غير مسبوق هجمة إرهابية شرسة وغادرة تستهدف النيل من استقرار الوطن وسفك دماء أبنائه وترويعهم بلا رادع من دين أو وازع من ضمير، مؤكدًا أن لدى الدولة اليقين التام الذى لا يخالطه شك بأن تلك الهجمة الإرهابية يقف وراءها من يضخ أموالا طائلة تتعدى مليارات الجنيهات لدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة عبر تزويدها بأحدث التقنيات فى مجال الاتصالات واللوجستيات والأسلحة والمتفجرات كى تواصل إجرامها ضد الشعب المصري.
وأكد رئيس الوزراء أن تلك الأعمال الإرهابية الآثمة والخسيسة التى ارتكبها إرهابيون مارقون عن الدين أعداء للإنسانية والوطن قد باتت حتمًا ويقينًا تستوجب اتخاذ إجراءات استثنائية كى تتمكن الدولة من حشد قواها وتوفير الإطار القانونى المناسب لخوض المواجهة الحاسمة لتهديد استثنائى لا يخضع لمبادئ ومثل حثت عليها الأديان كافة، وذلك بعزم لا يلين وإصرار لا هوادة فيه.
وتابع: "واتساقًا مع ما تقدم، فلقد وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب اجتماع مجلس الدفاع الوطنى أمس الأول بإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بالشكل الذى ينظمه القانون انطلاقًا من صلاحياته الدستورية ومسئولياته الوطنية".
وأوضح أنه وفقًا للدستور وإعمالًا لحكم المادة (154) منه فإن لرئيس الجمهورية –بعد أخذ رأى مجلس الوزراء– إعلان حالة الطوارئ على النحو الذى ينظمه القانون على أن يعرض هذا الإعلان على مجلس النواب خلال الأيام السبعة التالية لتقرير ما يراه بشأنه.
ولفت إلى أن مجلس الوزراء قد قرر أمس فى اجتماعه المنعقد بكامل هيئته الموافقة على إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، فيما أن الأمر معروض على ممثلى الشعب لإقرار ما يرونه بشأنه.
وقال: "ويقينا فإن قانون الطوارئ إنما يستهدف أعداء الوطن والمواطن وسوف يمنح أجهزة الدولة المزيد من القدرة والمرونة وسرعة الحركة لمواجهة عدو آثم وغادر لا يتورع عن القتل والتدمير بلا تبرير أو تمييز".
وأوضح رئيس الوزراء أن قيادة الدولة والحكومة بأجهزتها المختلفة فى كل بقعة من بقاع أرض الوطن تواصل جهدها المكثف وعملها الدؤوب لدرء هذا الخطر الإرهابى واجتثاثه جذوره إلى غير رجعة كى ينال الآثمون عقابهم الرادع جزاء لما اقترفوه من جرائم.
وتابع: "وإداركا لأهمية وضرورة أن تكون المواجهة شاملة وفقا لاستراتيجية قومية فاعلة فسوف تشهد الأيام المقبلة عملًا متواصلًا لتطوير الخطاب الدينى وتنقيته من شوائب الفكر المتطرف ومثالبه.. وبالتوازى مع ذلك سوف يشهد التعليم بروافده المختلفة طفرة جديدة فى مناهجه تستهدف التأكيد على قيم المواطنة والإخاء والحداثة لإعداد مواطن عصرى متفتح الذهن مواكبًا لحركة التطوير والتحديث التى يشهدها الوطن".
وأضاف أن تلك الجهود وغيرها سوف يضطلع بها المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف الذى أعلن رئيس الجمهورية عن تأسيسه كى يعمل كبوتقة صهر لمختلف الاستراتيجيات والسياسات الوطنية الرامية لتحقيق ما نصبو إليه جميعًا من دحر للإرهاب وهزيمة الأفكار المتطرفة التى تعانق الخراب وتعادى التطور والحداثة.
كل هذا وكثير غيره لن يؤتى ثماره المرجوة ما لم يضطلع الإعلام بدوره الأساسى والمنشود والذى لا غنى عنه فى تعزيز ودعم الجهود الحكومية والشعبية انطلاقًا من روح المسئولية الوطنية والمصلحة العليا للوطن.
وأشار إلى أن الإرهابيين ومن يقف خلفهم قد توهموا أنهم قادرون على النيل من مصر أو زعزعة استقرارها ولقد أثبت الشعب فى كل لحظة تماسكه ووعيه وإدراكه التام لخطورة المخطط الإرهابى وأهدافه الشريرة الآثمة وأضحت دعاوى الإرهاب وجماعاته والدول التى ترعاه محض ترهات لا قيمة لها، ولكنه بعون الله تعالى وتوفيقه، سوف يثبت شعبنا قدرته على الانتصار فى مواجهة شرسة فرضت عليه مواجهة خيارنا فيها الأوحد أن تنتصر إرادة الحياة على إرادة أعداء الحياة والإنسانية والدين.
وقال رئيس الوزراء: "أؤكد للجميع أن عقاب مصر الرادع لجماعات الإرهاب ومن يقف وراءها لهو آت لا محالة ويقينا سيأتى الوقت الذى يعلم فيه الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون جراء ما اقترفوه".