يستعد الروائي محمود قنديل لإصدار رواية جدية بعنوان "وأد الأحلام".. وكانت أخر أعماله روايتي، النفق، وعفوا سيدي المحقق.. والبوابة نيوز تنشر مقطعا من روايته الجديدة .
"كنا وحورية في عرض اليم حين احتدمت الريح، واصفر الجو، وهطلت السماء، وصار الموج شاهقا، وتمايلت السفينة، وأرسل القبطان نداءات الغوث، وارتدى الجميع أطواق النجاة، لكنكِ - أبدا – يا حورية أبيتِ ارتداء الطوق، ورميتِ به في غمار الموج .
- ماذا أصابكِ يا حورية، هل جننتِ ؟
وألقيتُ إليكِ بطوق آخر، فرميتِ به تحت قدمك، وأنت تصيحين رغم نذير الهلاك :
- لا تخافوا، فلن نغرق، لن نغرق ...
وكأن الريح قد انحنت لكلامكِ فسكنتْ، وانهزم الموج أمام اصراركِ فاستطرق، ولبّت السفينة يقين قلبكِ، فتهادت فوق سطح اليم إلى أن رستْ، فلما التقط القبطان أنفاسه، وهدأت القلوب الراجفة، واستراحت الوجوه الواجفة، واطمأنتْ الأنفاس الهلعة، سألتُكِ عن سرّ ثقتكِ في النجاة، فتهربتِ، وكأن في جوابكِ - عن سرّ ثقتكِ في النجاة - سرّا لا يجوز البوح به، أو طلسمًا يستحيل فكه ............."