أطلق عدد من الشباب مبادرة توزيع مواد غذائية على غير القادرين من أهالى مصر القديمة، وذلك بعيدا عن شهر رمضان الذى يزيد فيه المسلمون من صدقاتهم، رغبة أن يقترن العطاء بروح إنسانية عالية، وطموح أن تلقي التجربة المزيد من الاهتمام الشبابي.
التجربة بدأت من مصر القديمة بتبرع كل متطوع بمائة جنيه من مصروفه الخاص لشراء مائة كرتونة مواد غذائية، دون انتظار لرمضان الكريم الذى يهتم أصحاب الثروات فيه بمنافسة بعضهم البعض فى توزيع السلع.
وقال جلال السيد أحد المتطوعين: الفكرة فى أنك تنتهج النهج الصحيح للإنسانية، فكيف يمكن أن أكون فى بيتى وعلى سريرى وأعود صباحًا للكلية لأقول إن الجو بارد جدًا أمس دون أن أفكر فيمن يحتاج لبطانية، أو حتى أصل البيت لأصرخ فى وجه الجميع «فين الأكل أنا جعان» ولا أفكر فيمن لا قوت له، الإنسانية هنا أهم من أى شيء.
وتابع عامر السيد، عضو آخر: الفكرة هنا أن انتقاص ١٠٠ جنيه مثلا من مصروف ٣٥٠ جنيها، قد يكون شيئًا كبيرًا لى، لكن مهما كان كبيرًا، فلن يكون أكبر من شخص وجد لنفسه لقمة كريمة، دون أن يمد يده طالبًا إياها، خاصة فى ظل تلك الظروف الصعبة، لا سيما نقل ثقافة العطاء للجميع، فالعطاء لا يقتصر على رمضان، واعتاد الناس رؤية كل تلك الأعمال قرابة شهر رمضان، ونحن نحاول نقل تلك الثقافة للناس عن طريق رؤيتهم لنا نقوم بالعطاء والتبرع بدون أن نكلمهم كلمة واحدة، ويارب رسالتنا توصل.
ومن حى القلعة، يحاول بعض الشباب توزيع بعض السلع التموينية على الأهالى المحتاجين هناك، حيث تقول سارة عمر: أنا من كلية الفنون الجميلة، والحمد لله نجحنا فى تجميع كل من لديه الرغبة فى مساعدة الناس من مصروفنا أو حتى من مالنا الخاص ـ لمن يعمل منا ـ وعقدنا اتفاقات مع بعض التجار، فى شراء الأرز والزيت والمكرونة «جملة»، بفارق سعر بسيط عن البيع القطاعى، وبالفعل هناك من التجار من خفض فى الأسعار كمساهمة منه معنا فى حملتنا، ورغبة منه فى التصدق بهذا الفارق، والحمد لله وزعنا السلع على ١٨ أسرة بحى القلعة، وربنا يسهل نوصل لمليون بمشاركة كل المصريين.
ويتابع مهند عارف، الطالب بكلية الحقوق: أنا لا أعلم لماذا لا يتذكر الناس الفقير أو الجوعان إلا فى شهر رمضان، رغم كونه محتاجًا أو جوعان طوال العام، لدرجة أننى أجد أصدقاء لى يقولون «نشعر أن رمضان ميعاد صرفية وليس شهر للخير والبركات»، ولذلك لا بد أن نحرص جميعًا على العطاء طوال العام، حتى لا يصل الفقير لهذه المرحلة بأنه يشعر أن الصدقة منة منا، رغم أن المال مال الله، والرزق رزقه وما نحن إلا أسباب لتوزيع هذا المال على أصحابه.