عانت مصر- وما زالت تعاني0 كابوس القمامة الذي أصبح مشهدًا مستفزًّا يشوِّه جمال المدن والقرى ويطمس الحضارة، فضلًا عن كونها مصدرًا للأمراض والأوبئة، لذا قدمت النائبتان "شيرين فراج، ونادية هنري" حلًّا للتخلص من القمامة، بفصل المخلفات الصعبة من المنبع، وبيعها في منافذ مخصَّصة لذلك، وتم تنفيذ الفكرة في "كفر الشيخ، ومصر الجديدة" تحت شعار "فصل القمامة مكسب ونظافة".
وكانت الدكتورة شيرين فراج، عضو مجلس النواب، قد تقدمت باقتراح لحل مشكلة القمامة الصلبة بمصر والعمل على تحسين البيئة، بأن يتم شراؤها من المواطنين من خلال إقامة أكشاك ومنافذ، على أن يتم فصلها من المنبع، مما يحقق عائدًا اقتصاديًّا على المواطن والدولة، بدلًا من إلقائها بالطرقات والشوارع وتركها للنبّاشين يثيرون بها الفوضى ويلوثون البيئة، فضلًا عن تراكمها واختلاطها "كمخلفات صلبة وأخرى عضوية" في صناديق القمامة، ومن ثم إهدارها بإتلاف بعض المخلفات الصلبة كالورق وغيره، والذي يعود بمليارات الجنيهات سنويًّا إنْ هو أُحسن إستخدامه وتدويره.
ونجحت الفكرة، وتم افتتاح أول "كُشكين" بمنطقة مصر الجديدة لبيع وشراء القمامة الصلبة، وجاء ذلك بمساعدة اللواء عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة، ميسرًا السبل لذلك، ولفتت إلى أنه تم تنفيذ الفكرة بإحدى المناطق الشعبية بكفر الشيخ، ولقيت إقبالًا كبيرًا من المواطنين، وسوف يتم تعميمها على مستوى الجمهورية حيث تُعَدّ الجهات التنفيذية المنوطة بها، مع احتفاظها بدورها الرقابي كبرلمانية، من أجل تحقيق أقصى فائدة اقتصادية وبيئية للمواطن والدولة، والعمل على تحسين البيئة، والتخلص من الأمراض التي تسبِّبها القمامة، بالتخلص السلبي منها بالحرق والدفن.
الجدير بالذكر، حسبما أوضحت شيرين، أن مصانع تدوير القمامة بمصر تعمل بنسبة 40% من طاقتها، بواقع تدوير 5% من حجم المخلفات الصلبة، حتى إن بعض أصحاب المصانع فكّروا في استيراد بعض المواد الخام من القمامة، وأرجعت ذلك لإهدار 22 مليون طن سنويًّا من القمامة بواقع 17 ألف طن يوميًّا من محافظة القاهرة، على خلاف المحافظات الأخرى، بالتخلص منها سلبيًّا بحرقها أو دفنها، أو إلقائها في الشوارع والمصارف.
وأكدت أن المشروع يُعَدّ بدوره استثمارًا يدرُّ دخلًا اقتصاديًّا للدولة، بتشغيل مصانع تدوير القمامة الحالية، بالإضافة إلى إنشاء مصانع جديدة وإمدادهم بمواد خام لم تكن متوفرة لديهم من قبل، فضلًا عن توفير عملة صعبة بتصدير الفائض من القمامة للخارج، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب "كمشروعات صغيرة" مستدامة.
من جانبه أشار فكري سلامة، مدير مكتب النائبة نادية هنري، عضو مجلس النواب، أن هذا المشروع يهدف لتغيير ثقافة المواطنين مع تحقيق ربح اقتصادي من خلال تحقيق مليارات الجنيهات سنويًّا، معلِّقًا على أن البعض تساءل عن النبّاشين وضياع رزقهم، بأن المشروع يرحب بهم للعمل ضمن المشروع؛ كونهم فنيين أكثر ومتخصصين في المجال، مع محاولة رفع كفاءتهم واحتوائهم للحفاظ على البيئة نظيفة، حيث إن "الكُشك" يحتاج لعاملين بواقع فترة شغل واحدة في اليوم، وأربعة أفراد بواقع فترتين "صباحية ومسائية"، بالإضافة إلى صاحب المشروع.
ولقيت الفكرة إعجابًا من المواطنين، حيث قالت سمر محمد، ربة منزل: إنها سعيدة بهذه الفكرة وتودُّ أن تُعمَّم في مدينتها "بدلًا من الحيرة التي تنتابها أثناء التخلص من القمامة، حتى إنها ستكون مُربحة ببيعها".
وقالت فاطمة: إن المشروع يتيح لها المكسب من لا شيء، وعلّقت: بنرمي الفلوس في "القمامة"، لكن النهاردة سعر الكيلو للكانز 9 جنيهات، وسعر الفويل 5 جنيهات للكيلو، والزجاج 20 قرشًا، والبلاستيك 3 جنيهات، وسعر الكيلو من الورق 80 قرشًا.
وقال محمود ربيع: أخيرًا هيتم تنفيذ نموذج جيد زي الدول الأوروبية، ولكن نتمنى أن تتم توسعته في كل المدن والقرى بأسرع وقت، وتتم مراقبته؛حتى لا يتدهور ويحقق النجاح المنشود.