الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

عمارات الفنانين تحولت "خرابات" وورش في شارع محمد علي

«لوسى» و«صابرين» أبرز ساكنى «حيفا ويافا» بشارع العوالم

المطرب محمد الحلو
المطرب محمد الحلو والراقصة لوسى والفنانة صابرين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى شارع محمد على بالعتبة.. تسمع عن عمارات العوالم فى زمن الفن الجميل.. الشارع أنتج العديد من نجوم الفن، سواء فى الغناء أو الرقص.. ارتبط شارع محمد على بالعوالم لفترة طويلة.. فى الشارع تجد عمارتين تحملان اسم «حيفا ويافا».. عاش فيها العوالم منذ سنين عدة، أشهرهم المطرب محمد الحلو والراقصة لوسى والفنانة صابرين.. ومئات العوالم فى الخمسينيات من القرن الماضى.. «البوابة» التقت عددا من سكان العمارتين. شيد العمارتين رجل فلسطينى.. هاجر من فلسطين للقاهرة واستوطن بها. أطلق على العمارتين «حيفا ويافا».. لتظل تذكره بوطنه الذى هاجر منه، كل عمارة تتكون من عدة أدوار.. وكل دور به 8 وحدات سكنية، عبارة عن غرفة وصالة وحمام. أصوات الموسيقى ومزاح العازفين وضحكات أهل الفن كانت تنطلق من العمارتين.. لكن الآن تغيرت الأحوال والسكان.. ولم يبق فى العمارتين سوى «سامبو» متعهد الحفلات السابق.
تحولت عمارات «العوالم» التى يعود تاريخها لأكثر من قرن من الزمان لمحال بيع الورق وأعمال التغليف والبلاستيك والزنجوغراف. وقليل من محلات بيع الآلات الموسيقية، تختفى خلف واجهات وأكشاك بيع الموبايل.. ولم يبق من سكان العمارتين الأصليين غير بعض المسنات، ومتعهد الراقصات وزوجته. تجولت «البوابة» داخل العمارتين وقابلت بعض السكان الأصليين الذين قالوا «عاصرنا الراقصات وكن من أحسن الناس».
«الحاجة كوثر» قالت أنا من سكان عمارات العوالم.. تزوجت بها.. وأعيش فيها منذ أكثر من ٥٠ عاما، عاصرت الفنان محمد الحلو وعمره لا يتعدى ١٢ عاما.. كنا نسمعه وهو يغنى أثناء طلوعه ونزوله على سلالم العمارة، وكنا نستمع لصوته الجميل فى إحيائه لحفلات ميلاد أطفال العمارة، كان يعيش الفنان محمد الحلو فى غرفة وصالة ومع أسرته، وباع شقته لأحد تجار الموبيليا.
وعاشت معنا الفنانة لوسى ووالدتها التى كانت تعمل راقصة أيضا، وكانوا يتعاملون بأحسن معاملة مع السكان وأتى بعدهم، عالمة أفراح زوبة جنزورة، وأضافت الحاجة كوثر، حال العمارتين اليوم يرثى لها بعدما تحولت لمقلب للقمامة، ومرتع للحشرات الزاحفة بعد وفاة مالكها الأصلى، ولا أحد يسأل عن السكان.
وأضافت ذكية عبدالرحمن، ٧٥عاما، والدة محمد الحلو، جميع عائلته كانوا جيرانا لنا، وجميع عوالم الأفراح قديما.. وما زال «محمد السامبو» متعهد الراقصات يسكن بالعمارة.
كما أكدت ذكية على أن عمارات العوالم كانت أفضل حالا أيام العوالم،أكثر من اليوم، وكانت عمارات نظيفة، يحضرها أهل الفن وكبار المثقفين، وكانت الفتاة التى تتزوج وتسكن فى عمارات العوالم يحسدها صديقاتها، لكونها تعيش وسط أهل الفن ونجوم المجتمع وعلى رأسهم عائلة الفنان محمد الحلو الذين عملوا بالسيرك والغناء، وأنا أم لثلاثة أبناء، وأعيش بالعمارة منذ أكثر من ٥٣ عاما.
وأضافت زينب عيد مرسى، أعيش بعمارة العوالم منذ أكثر من ٥٠ عاما، وعاصرت الفنانة لوسى ووالدتها وغيرها من المشاهير، ولكنهم باعوا شققهم، بعد الشهرة، وكنا نأكل ونشرب معا، وكأننا نعيش فى بيت عائلة واحد.
وعن اندماج أبناء العوالم بباقى أبناء سكان عمارات العوالم، وصفت الحاجة زينب زمن العوالم بأنه كان زمن الاحترام، ولم يتأثر أبناؤنا من تربيتهم وسط العوالم، بل قمنا بتعليم بناتنا، ويعملن بالإذاعة والتليفزيون والأحوال المدنية، وكان يعمل زوجى باتحاد الإذاعة والتليفزيون أيضا، ولكننا اليوم نعانى من بعض المشكلات بعد وفاة صاحب العمارة الفلسطينى الأصل، ووفاة أبنائه أيضا، حيث إننا لم ندفع إيجارا منذ أكثر من ٥ سنوات بسبب غياب ورثة صاحب العمارة، كما أصبحت عمارة حيفا كنزا لمسئولي الحى وشركة مياه الشرب، حيث يقومون بتحصيل مبالغ مالية كبيرة من السكان تصل إلى ٥٠٠٠ جنيه، رغم أن المياه مقطوعة بشكل دائم عن العمارة، إضافة إلى أننا فوجئنا بأمر إزاله لأدوار عليا بالعمارة ولم ينفذ، فضلا عن ظهور أحد ورثة صاحب العمارة، ويطلبون تهجيرنا من العمارة مقابل مبالغ مالية ضئيلة، ولا نجد مسئولا ينقذنا من تشريدنا فى الشوارع ومعظمنا مسنون تتعدى أعمارنا الستين عاما. وأكدت «زينب» أن معظم العوالم تركوا المهنة بعد ما وصلوا لسن الشيخوخة.
وأضافت «أم سحر» ليس جميع أبناء العوالم يعملون بنفس المهنة، حيث كانت هناك راقصة تدعى «فيفى»، تزوجت وعاشت أكثر من ٤٠ عاما بالعمارة، وأنجبت بنتا تدعى «رضا» قامت بتعليمها، حتى وصلت إلى المرحلة الجامعية والتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وأخرى راقصه تدعى «مديحة» أنجبت بنتا وتعلمت والتحقت بكلية الهندسة.
ومن جانبه، كشف مختار السيد، صاحب ورشة نجارة، عن أنه لم يعد بعمارة حيفا ويافا إلا القليل من العوالم، بعد وفاة معظمهم وانتقال الباقى إلى حارة العوالم بالشرابية، وقال نرفض إطلاق اسم العوالم على عمارات منطقتنا، فالسكان الحاليون بعمارات حيفا ويافا من كبار السن وشباب وبنات من الجيل الجديد، ليس لهم أى علاقه بالعوالم.
وقالت الحاجة كوثر، تحولت عمارات العوالم من عمارات أهل الفن لعمارات «الموظفين فى الأرض، بعد وفاة العوالم، وترك شققهم للبلطجية، مضيفة أن العمارة بها أكثر من ٩٠ شقة بنظام الإيجار القديم، وتصل قيمة الإيجار إلى ٩ جنيهات.
وأضاف عم «أبوأشرف» صاحب ورشة بعمارات العوالم، كنت أسكن بجوار شقة الفنانة لوسى ووالدتها، ولم نكن نتوقع يوما أنها ستصبح من المشاهير، ولكن كنت أتوقع مستقبلا باهرا لمحمد الحلو، حيث كان يتمتع بصوت جميل منذ صغره، وعاصرنا العديد من أهل الفن الذين حضروا لعمارات العوالم منذ أكثر من ٥٠ عاما، وأشار أبوأشرف إلى أشهر الفنانين الذين ترددوا على عمارات العوالم، ومنهم نادية لطفى وسمير سرور وهانى مهنى، وحضروا حفل زفاف أحد أبناء عائلة «الأحمر» الذين كانوا يعملون بفن الأكروبات وكانوا من سكان عمارات العوالم.
وأضاف أيضا ما زالت عائلة «سامبو»، أكبر متعهد راقصات فى شارع محمد على يعيشون بعمارات العوالم، وتعمل زوجاته بمهنة الرقص حتى اليوم.
ومن جانبه وصف محمد على، صاحب مقهى بعمارات حيفا ويافا، العوالم بأنهم كانوا من أحسن البشر الذين عاشرناهم، ولم نر منهم أى موقف سيئ، وما زال بعض العوالم يسكنون بعمارات حيفا ويافا، ولكن ينكرون أمام الغرباء عملهم.
وقال محمد السامبو، متعهد الراقصات بشارع محمد على، توقفت عن العمل منذ حوالى ٣ سنوات بسبب مرضى.. وزوجتى لا تعمل كراقصة باستمرار، وعن الظروف التى جعلته يمتهن هذه المهنة، قال والدى كان يعمل بها، وأنا ورثت المهنة منه.
وأضاف «السامبو» أنه متزوج من سيدتين، ولديه عشرة أبناء.. ٤ أولاد وست بنات، والأولاد كلهم فى مراحل التعليم المختلفة، وقال: «ومنعت أولادى من العمل بمهنة الرقص أو متعهد الراقصات».
وقالت أم فرح زوجة «السامبو»، إن مهنة العوالم انقرضت بعد ظهور «الدى جى» فى الأفراح، وأضافت حتى قاعات الأفراح لا يوجد بها عوالم، أما عوالم زمان فانتهوا مع انتهاء زمانهم، وعن عمل زوجها كمتعهد راقصات، أكدت «أم فرح» أن زوجها ترك المهنة منذ بضع سنوات بسبب كبر سنه، أنكرت عملها بمهنة الرقص، مؤكدة أنها ما زالت ترتبط بنجوم الفن من الزمن الجميل، وقالت بناتها تقلد الفنانين فى الملابس وقصات الشعر، فبنتها الصغرى قلدت قَصة شعر نجوى إبراهيم، والبنت الثانية سعاد حسنى.