ردد بعض أهالي محافظة الشرقية، خاصة أهالي قرية "هرية رزنة" مسقط رأس الزعيم أحمد عرابي، أن السبب وراء إغلاق متحف "الزعيم" الذي يعود تأسيسه لعهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1973، هو توصية "الوفد الإسرائيلي" لوزارة الخارجية المصرية بإغلاق المتحف، لأنه يشكل خطرا على العلاقات المصرية ــ الإسرائيلية بسبب البانوراما التي جسدت مذبحة بحر البقر داخل إحدى غرف العرض بالمتحف، لذا شاع خبر بين الأهالي أن القرار الذي صدر بغلق المتحف جاء بعد زيارة الوفد الإسرائيلي.
وأكد "خالد علي" مدير عام متحف هرية رزنة، أن ما تردد حول إغلاق متحف هرية رزنة، بعد زيارة وفد إسرائيلي عار تماما عن الصحة، مرجعا السبب لصدور القرار رقم 161 لعام 2006 لإغلاق المتحف كونه يشكل خطرا على الأرواح، فضلا عن قرار 3 لجان هندسية، أكدوا أن المتحف آيل للسقوط، ولا يجدي معه أعمال ترميم، وبناء عليه تم نقل العهدة الأثرية للمخزن المتحفي بتل بسطة تحت حراسة أمنية مشددة.
وقال أحد أهالي القرية "عزت مصطفى" رئيس جمعية أحمد عرابي لتخليد ذكرى الزعيم: إن إغلاق المتحف إهدار لقيمة التاريخ وقيمة شخصية وطنية كـ"أحمد عرابي"، وبدلا من تخليد ذكراه، لذا طالب بإعادة إحياء المتحف، باعتبار أن هذا أبسط حقوق أبناء هرية رزنة.
وفي السياق، أشار "محمد فهمي" أحد أهالي القرية، إلى أن المتحف أصبح "مقلب قمامة" نظرًا لانخفاض السور المحيط به، متسائلا: لماذا لا نهتم بقيمة الآثار؟ في حين أن الدول الأخرى تتمنى ما تمتلكه مصر من آثار.
وذكرت "صباح مسلم"، مدير عام متاحف الوجه البحري، أن محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، يدرس توفير مبالغ مالية لإعادة ترميم متحف هرية رزنة لإعادة افتتاحه من جديد.
وأكدت "إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف، أنه لا نية لإعادة ترميم متحف هرية رزنة؛ نظرا للتكاليف المادية التي يكبدها الترميم، ولذلك نسعى لإعادة إحلاله وتجديده إرضاء لرغبة أهالي القرية والاحتفاظ بتراث أحمد عرابي، وذلك في حال توفر تمويل مادي، بأن يكون المبنى الجديد يصمم بشكل لائق يناسب المساحة الشاسعة المقام عليها، مع مقترح بإلحاق قاعة عرض لمقتنيات المتحف التي تم تخزينها سابقا، فضلا عن اقتراح تخصيص جزء "كتنمية اجتماعية" بعمل ناد اجتماعي للأهالي، وتنشيط المشروعات الحرفية بالقرية.
وكان اللواء هاني دري أباظة عضو مجلس النواب، قد تقدم بطلب إحاطة بالمجلس بشأن "متحف هرية رزنة" لتنفيذ رغبة أهالي الشرقية لاستئناف عمل المتحف من جديد كأثر إقليمي هام لشخصية شرقاوية "أحمد عرابي"، وسيتم عمل المقايسات اللازمة من قبل قطاع المشروعات، فيما سيتم إخطار وزارة التخطيط بالأمر، وبعد الانتهاء سيتم تسليمه للواء أباظة عضو النواب، فضلا عن بحث سبل توفير تمويلات مادية لبدء التنفيذ.