«هاشم»: تهدف للتقريب بين أطراف المشهد السياسي بمن فيهم «الإخوان».. وإحالة كل من تورط في الإرهاب إلى القضاء
كشف صلاح هاشم، أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية وعضو مجلس شوراها، عن لقاء قريب سيجمع قادة الجماعة مع الأمن، لتقديم مبادرة خلال الأيام المقبلة للتقريب بين أطراف المشهد السياسى، بمن فيهم الإخوان، فى مسعى لحل الأزمة السياسية التى تمر على البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأن المبادرة ستتضمن «عشرين بندًا» أهمها إحالة كل من تورط فى أعمال إرهابية إلى القضاء ليبت فى أمره، على أن ترسل المبادرة إلى جميع الأطراف، بمن فيهم الإخوان والأحزاب السياسية، للوصول إلى نقاط التقاء، موضحا أن ذلك سيكون دور حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.
وأضاف، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن المبادرة لن تكون الأولى، إذ سبقتها ثلاث مبادرات أخرى، غير أن جميعها لم تلق استجابة من أحد.
وشدد على أن الجماعة مصرة على لعب دور المصلح، لأنها ترى أن استقرار المشهد لن يكون إلا من خلال التهدئة والصلح بين جميع الأطراف بمن فيهم الإخوان.
وحمّل «هاشم» مسئولية فشل المبادرات السابقة التى طرحتها الجماعة إلى تعنت جميع الأطراف بمن فيهم الإخوان، مرجحًا أن تختلف المعاملة مع المبادرة المرتقبة بعدما قلت فرص الإخوان فى العودة، وفشلت كل السبل التى كانوا ينتهجونها فى السنوات الأخيرة.
وقال إن الجماعة الإسلامية فى طريقها إلى الاختفاء خلال السنوات المقبلة، لأن أغلب أعضائها فوق سن الأربعين، ولا يوجد داخلها من هم أقل من هذه الأعوام، وذلك نتيجة انقطاع بعضها عن التردد على الجماعة، والتحاق البعض الآخر بجماعة الإخوان بعد ثورة ٣٠ يونيو، وانحياز الجماعة إلى الدولة وترك الإخوان وحدها، موضحًا أن الجماعة الإسلامية أصبحت عجوزا منذ انقطاع هؤلاء عنها، كما لفت إلى أنها ستلعب دورا فى الأيام المقبلة لعودتها مرة أخرى إلى الشارع المصرى والمشهد السياسى.
وأضاف هاشم، أن الجماعة الإسلامية تسير فى صالح المجتمع والدين ولن تغير أى شىء، ولكن كل ما حدث هو تغيير بعض الألقاب والمفاهيم الخاصة، وكيفية تنفيذها منذ مبادرة وقف العنف، كما أن أنشطتها تعمل فى جميع أنحاء الجمهورية، بترتيب مع الأمن المصرى، ووزارة الأوقاف، كما لم يتم منع أى من علمائها من إلقاء الأحاديث أو الخطب أو المحاضرات.
أما عن مطالبة أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى، للجماعة بالعودة مرة أخرى إلى ما كانت عليه، فقال هاشم: إن هذا الكلام غير صحيح ولن تتراجع الجماعة إلى ما قبل مبادرة وقف العنف، لأن هذا الوقت ليس وقت اختلافات، واستبعد أن تكون مؤيدة للنظام المصرى، بقوله: «إن الجماعة لن تؤيد النظام، ولكنها ما زالت تعارضه، ببعض الطرق الديمقراطية والسلمية ولن تحارب الدولة بالعنف».
وحذر الأجهزة الأمنية من أن تقوم بعمل أى ضغوط أمنية على الجماعة، بقوله إن «شباب الجماعة حال تعارضها لأى ضغوط أمنية ستعود لما كانت عليه قبل مبادرة وقف العنف، لأن ما حدث من أحداث شغب فى سبعينيات القرن الماضى، كان رد فعل على الضغوط الأمنية والقمعية التى كانت تمارس على الجماعة».
أما عن التصريحات التى تحمل عنفا صريحا وواضحا من قبل بعض قادة الجماعة، وعلى رأسهم عاصم عبدالماجد، وممدوح إسماعيل، وطارق الزمر، فقال عضو مجلس شورى الجماعة: إن «عبدالماجد» و«الزمر» ما زالا على تواصل مع قادة الجماعة فى داخل مصر، بحيث إنهما لا يخطيان أى خطوة خارج مصر، فى أى مكان أو منطقة، أو إطلاق أى تصريح إلا بعد العودة للجماعة ومجلس شوراها، ولذلك لا يمكننا أن نطلق عليهما «عناصر شاذة»، لأن الجماعة ما زالت ترى أنه لا يجوز فصلهما من التنظيم.
وعن التحاق عدد من قادة الجماعة وأنصارها وشبابها لجماعات التطرف والإرهاب داخل مصر وخارجها، كأبوالعلا عبدربه، ورفاعى طه، أضاف هاشم: «إن كل من تربى على يدى الجماعة يصعب استقطابهم ناحية جماعة أخرى، وما ينحرف منهم، هو بعض الشباب المنتمى إليها فكريا وليس من أبنائها».
أما عن سؤالنا عن وضع الجماعة اللبنة الأولى للإرهاب فى العالم العربى، فبرأ «هاشم» الجماعة قائلا: «منهج الجماعة ليست له صلة بتنظيم داعش الإرهابى، فالجماعة لا تكفر أى مسلم لم ينتم إليها، مثل «داعش»، وهى لا تكفر أى مسلم فى العالم، طالما لم يستبح الكبائر، لأن مسألة التكفير قد تخرج صاحبها من الدين بالكامل، ولهذا ناشدنا أكثر من مرة الرئاسة والأزهر والأوقاف، أن تتيح لنا المجال لمواجهة هذه الأفكار، خصوصا أننا مررنا بنفس التجربة فى القرن الماضى، ومن خلالها نؤكد أن الحل مع داعش ليس أمنيا فقط».
وعن عزاء الدكتور عمر عبدالرحمن، الأب الروحى للجماعة الإسلامية، قال إن الجماعة أرسلت تعليمات إلى جميع المكاتب التابعة لها، ولحزب البناء والتنمية، بضرورة التجمع من نساء وأطفال ورجال، وإرسال أتوبيسات مكيفة لنقلهم إلى الدقهلية على نفقة الجماعة، كما أن هناك سرادق عزاء تكلف عشرات الآلاف من الجنيهات تتحمله الجماعة.
وأوضح أن للجماعة الإسلامية تحفظات على الإخوان وتصرفاتهم ومواقفهم، لكنها لا تريد أن تعلن ذلك فى الإعلام حفاظًا على ما تبقى من الجماعة ولاعتبارات الأزمة التى تمر بها، وتسببت فى إحداث انشقاقات ضخمة.
وتحفظ فى الحديث عمن يتحمل الأزمات الداخلية فى جماعة الإخوان، وتحولها إلى كيانين «قيادات وشباب»، معتبرًا أن ما يسمى «اللجان النوعية» الإخوانية، مثل: المقاومة الشعبية، لواء الثورة، حركة سواعد مصر «حسم»، يتحمل مسئوليتها جميع أطراف الجماعة، محذرًا من تطور عملها نحو منحنى أكثر خطورة.
ورجح أن الجماعة الإسلامية تأمل أن تكون هذه الأزمات دافعا للإخوان للتجاوب مع مبادرتها، على أن يكون التواصل مع جبهة القيادات الممثلة فى القائم بأعمال المرشد العام للجماعة محمود عزت، لاعتقادهم بأنها المسيطرة حتى الآن على التنظيم.