رحلة عذاب يومية للمرضى التي
دفعتهم أقدارهم للعلاج بمستشفى كفر شكر المركزي التابعة لمحافظة القليوبية، فما
بين الزحام وعدم كفاية العيادات ونقص أجهزة التحاليل والإشاعات يعانى المرضى أشد
معاناة.ورغم أن مستشفى كفر شكر المركزي تخدم 24 قرية وتستقبل حوادث الطريق السريع "بنها- المنصورة"، إلا أنها انعدمت بها الخدمات الطبية، ويتحمل المرضى تكاليف العلاج على نفقتهم الخاصة بالمخالفة للقانون والدستور، ويتعرضون للسمسرة من قبل الأطباء الذين يجبرونهم على الذهاب لعيادتهم الخاصة.
على نفس الصعيد تم نقل الأقسام الطبية التابعة للمستشفى إلى عيادة خاصة تبرع بها أحد الأطباء القانطين بمدينة كفر شكر، إلا أن تلك العيادة لا تحتوى على صرف صحي أو غرفة للعناية المركزة، كما يوجد بها نقص في عدد الأطباء والممرضين، جاء ذلك بالتزامن مع أعمال التطوير التى تتم داخل المستشفى.
وقال أحد الأطباء المسئولين: إنه تم إخطار الإدارة الهندسية بمجلس مدينة كفر شكر بوجود رشح بالعيادة التى تم
نقل أقسام المستشفى إليها، وأفادت وقتها بعد المعاينة بضرورة تكسير الحوائط وجميع
السيراميك بالجدران والأرضيات لعدم وجود مواسير صرف صحى.
كما أضاف أن العيادة التى تم نقل الأقسام الطبية إليها لا يوجد بها غرفة عناية مركزه ملحقة بجناح العمليات، بالإضافة إلى عدم وجود
أماكن لجلوس الإداريين والعاملين، منوهًا إلى أن مسئولى المديرية أفادوا أنه جار البحث
عن مكان بديل بشرط أن يكون تبرع من أحد الشخصيات دون تحمل وزارة الصحة أى نفقات.
واستكمل الطبيب حديثه قائلًا: "حاليًا المرضى
يعالجون مبدئيًا فى مبنى بالمستشفى والعيادات الخارجية والاستقبال فى مبنى التبرعات
غير الخالى المرافق وغير مؤهل طبيًا لعلاج المرضى، كما تم نقل جهاز التعقيم عهدة
المخازن إلى الوحدة الصحية بكفر تصفا".
وأشار الطبيب إلى أنه نتيجة
تطوير المستشفى تم نقل الأجهزة الطبية المتواجدة بها إلى ثلاثة أماكن بقرية تصفا
وباسنيت وبكفر شكر.
وأكد أحد العاملين بالمستشفى أن غرفة العناية المركزة
التى يتم تطويرها حاليًا تم تطويرها منذ أقل من خمس سنوات بتكلفة ما يقرب من 6 ملايين
جنيه وتزويدها بأجهزة طبية بمبلغ 10 ملايين جنيه، مما يعد إهدارًا للمال العام.
مشيرًا إلى أن مديرية الصحة بالمحافظة قررت نقل غرفة
العناية نهائيًا، مما دفع طاقم التمريض إلى الاعتراض، حيث تجعل المريض عرضة للتجول
كعب داير بين العديد من الجهات الطبية للكشف والعلاج مما يعرض حياتهم للخطر.
من جانبها قالت فوزية أحمد مريضة من أهالى مدينة كفر
شكر: "أننا نعانى أشد المعاناة من الأوضاع المتردية داخل المستشفى التى تحملنا
كل تكاليف العلاج والفحوصات، بالإضافة إلى قرار التطوير الكامل الذى جعلنا نتجول
الشوارع بحثًا عن أماكن تواجد عيادات المستشفى المتفرعة فى أكثر من جهة مما يعرض
حياتنا للخطر وتقدمنا بشكاوى كثيرة ولكن دون جدوى".
من جانبه قال محمد علي أحد مواطني كفر شكر: "إن
حال المستشفى أصبح لا يسر عدو ولا حبيب"، متسائلًا "لماذا تم هجر المستشفى أو
تطويرها، رغم أنه تم تجديدها منذ 5 سنوات وحالتها كانت جيدة، مشيرًا إلى أن ما حدث
في تلك المستشفى يعتبر إهدارًا للمال العام".
وأضاف سيد خليل أحد مواطني
المدينة: "أنه لا يوجد أي تواجد من قبل نواب الدائرة، الذين أصبحوا لا يعطوا أي اهتام
لما يعانيه مواطنو الدائرة، معبرًا عن غضبه الشديد تجاه تخاذل النواب حول هموم
ومشاكل أهالي دائرتهم".
وقالت سميرة محمود إحدى مواطنات مدينة كفر
شكر: "إنها تعاني أشد المعاناه من استغلال أطباء العيادات الخارجية
لمعاناتهم، مشيرة إلى أنها تتكبد مصاريف هائلة لعلاج ابنتها المصابة بمرض
"القلب"، موضحة أن العيادات المترامية بجوار المستشفى تستغلهم أسوأ،
في ظل تراخي مسئولي المحافظة ونواب الدائرة".
من جانبه أكد اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية، أنه جار تطوير مستشفى كفر الشكر، بتكلفة إجمالية 100 مليون جنيه وافتتاحها في
النصف الثاني من هذا العام، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة هي من تتولى تطوير
المستشفى، وسيتم تطويرها وتزويدها بأحدث الوسائل الطبية الحديثة، مطمئنًا أهالي كفر
شكر بسرعة الانتهاء من تطويرها في القريب العاجل.
