الأخطاء القاتلة لا تتوقف داخل المستشفيات العامة، التى تحول أغلبها إلى مصائد للموت، تحصد أرواح المرضى، ومن يفلت من الموت يصاب بعاهة مستديمة، أو يدخل فى غيبوبة تنتهى بالوفاة، آخر تلك الحالات حدثت مع «حنان. أ»، صاحبة الخمسين ربيعًا، والتى كانت على موعد مع الموت داخل أحد المستشفيات.
بدأت معاناة المجنى عليها، منذ سنوات، عندما اكتشفت أسرتها أنها تعانى من ورم خبيث فى معدتها، حاول الجميع الوقوف بجانبها، وتم عرضها على أكثر من طبيب لإيجاد العلاج المناسب، وبعد رحلة طويلة داخل العيادات والمستشفيات استقر بها الحال داخل المنزل لتبدأ رحلة علاجها.
استمر الوضع هكذا لفترة حتى تغير كل شيء، بمجرد أن شعرت ببعض الألم والتعب، بعدها توجهت بصحبة أحد أبنائها إلى مستشفى أحمد ماهر، لإجراء عدد من الفحوصات الطبية، وهناك أخبرها الطبيب المعالج أن الألم الذى تعانى منه ناتج عن إصابتها بمرض «فتاق السرة»، وأنها تحتاج لإجراء عملية جراحية فى المعدة، باستخدام المنظار.
تم تحديد موعد لإجراء الجراحة، وأثناء تواجدها بغرفة العمليات استأصل الأطباء بالخطأ جزءًا من المعدة، لم يكن من المقرر إزالته، ما أدى إلى إصابتها بتلوث الجرح، وتكوين صديد داخل المعدة، ففتحوا الجرح مرة أخرى لتنظيف المعدة، ثم تركوها، حتى يتمكنوا من صرف الصديد، ولكن عقب ذلك بيوم توفيت السيدة.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، والعرض على النيابة التى قررت تشريح الجثة وعرضها على الطب الشرعى لبيان مدى الإهمال المرتكب.