الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"بائع البهجة".. حكاية شاب نشأ في دار أيتام واحترف الرسم والموسيقى

 الشاب محمد رمضان
الشاب محمد رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمجرد أن تجلس على كورنيش الإسكندرية، وتحديدًا فى منطقة الإبراهيمية، تبدأ أذناك فى سماع صوت «الكمان» يأتى من بعيد، فتلتفت حولك يمينًا ويسارًا لتجد «بائع البهجة» اللقب الذى أطلقه الشاب محمد رمضان على نفسه.
رمضان٢٩ عامًا الذى يجلس على «رصيف الكورنيش»، يمسك بآلة الكمان ليعزف بها المقطوعات الموسيقية خاصة الحزينة وبها مشاعر الأنين والوهن، ربما يعود ذلك إلى طفولته التى لم ير منها سوى «اليتم» و«التشتت» ومن ثم اللجوء إلى دار الأيتام.
وهو شاب من ذوى الاحتياجات الخاصة، يحب الفلسفة، واتخذها منهجًا في حياته، وله كتاب بعنوان «بائع البهجة» يضعه بجانبه على رصيف الكورنيش، فى حالة اندهاش، تحملها وجوه المارة، فكيف قام هذا اليتيم المعاق بتأليف الكتاب والعزف على الكمان؟ محمد اتخذ من الرصيف مكانًا له منذ عامين، وعرفه الكثير من السكندريين من خلال العزف، إلا أن حياته دائمًا ما يحكيها دون خجل لأى شخص يريد أن يقترب منه أو يساعده على مواجهة الحياة القاسية.
وقام رمضان برسم وتلوين الحائط الذى يتخذه سندًا له فى حياته بالألوان: الأخضر والأصفر،وابتعد نسبيًا عن الألوان القاتمة لحبه للحياة، وقدرته على التحدى رغم قصته الحزينة وإعاقته الذهنية.
ويشكو رمضان حاله للكمان عن طريق مقطوعاته الموسيقية، وعندما يسأله المارة «بتعزف حزين ليه يا رمضان»،يقول:« أنا يتيم من أول ما جيت الدنيا وخالى طماع أخذ ميراثى ورمانى فى دار الأيتام».
ويستكمل حديثه عن مشوار حياته: «اتربيت فى دار أيتام وأخدت الإعدادية،وحاولت أطور من نفسى بالرسم والموسيقي وكتابة الشعر وكمان بغنى وبعرف أعزف حلو».
وقال:« أنا مش معاق، الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر للناس اللى ربنا أنعم عليها بالعقل ومش بتعرف تستخدمه، ودائما بتشتكي الظروف والحياة السيئة، عيشوا الحياة ببساطة زى بائع البهجة».