عقدت المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، في العاصمة النمساوية (فيينا) مؤتمرًا، تحت عنوان "مناقشة انتهاكات الدولة الإيرانية لحقوق الإنسان في الأحواز"، بمشاركة العديد من الشخصيات الحقوقية والأكاديمية وخبراء قانونيين عرب وأجانب من النمسا ألمانيا وبريطانيا.
يأتي المؤتمر في وقت تشن فيه السلطات الأمنية الإيرانية منذ أسابيع حملة مداهمات واعتقالات تدعي أنها تستهدف من يطلق النار في المناسبات، لكنّ ناشطين يؤكدون أن هذه تبريرات لعمليات الضغط على المواطنين الأحوازيين لتسليم سلاحهم في محاولة للسيطرة على الوضع الأمني المتدهور الذي بات هاجسًا يؤرق السلطات، حيث إن المقاومة الوطنية الأحوازية قد استهدفت مؤخرًا مراكز أمنية ومخابراتية، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من عناصر قوات النظام.
وسلط المؤتمر الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها السلطات الإيرانية في الأحواز؛ نظرًا لأن معظمها لم يوثق سابقًا، ولم يتم عرضه في التقارير الصادرة عن المنظمات والمؤسسات الحقوقية الدولية، كما خاطب النخب الأوروبية، وكذلك الرأي العام الأوروبي من خلال التأكيد على ضرورة دعم حق الشعب العربي الأحوازي بالحصول على حقه في تقرير مصيره طبقًا للقوانين والمواثيق الدولية في هذا الشأن.
وقد استعرض المشاركون في المؤتمر انتهاكات الدولة الإيرانية لحقوق الإنسان في الأحواز عبر تقرير مكتوب باللغة الألمانية.
ولأول مرة تم عرض شهادات لناجين من أحكام الإعدام، إضافة إلى عرض وثائق تتضمن صورًا ومقاطع فيديو تؤكد ممارسة السلطات الإيرانية الانتهاكات لحقوق الإنسان ضد مواطني إقليم الأحواز المحتل بجنوب غرب إيران.
وقد استعرض كميل آل بوشوكة المدير التنفيذي للمنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان أهم الانتهاكات التي ترتكبها إيران بحق الأحواز، والتي تشمل جرائم الإعدام والتهجير والاختفاء القسري والاعتقالات العشوائية، وكذلك عمليات تجفيف الأنهار عبر بناء السدود وحرف مسار الأنهر وتغيير التركيبة السكانية في الأحواز.
وقام المؤتمر بعرض فيلم وثائقي باللغة الألمانية عن الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الإيرانية في الأحواز، تضمن مشاهد لعمليات إعدام وتعذيب لمعتقلين على يد قوات الاحتلال الإيراني.
من جانبه، دعا الدبلوماسي والحقوقي الدولي طاهر بومدرة رئيس مكتب حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق منظمات حقوق الإنسان الى التركيز على دعم مطالب الشعب العربي الأحوازي بشكل منظم ومؤثر، مطالبا المجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغط الدولي على إيران لإنهاء تدخلاتها في دول الجوار.
وشدد على ضرورة دعم الدول الأوروبية لقضايا حقوق الإنسان في الأحواز وتطلعات الشعب العربي الأحوازي وقيام الأمم المتحدة بإرسال مبعوث خاص أو مقرر خاص إلى الأحواز، كما دعا "بومدرة" جامعة الدول العربية الى الاعتراف بالقضية الأحوازية.
أما الناشط السياسي والإعلامي النمساوي، عضو المنتدى الاجتماعي العالمي، لئو غابريل، فقد تحدث عن ضرورة القيام بحملة عالمية لدعم نضال الشعب العربي الأحوازي في الوصول إلى حقه في تقرير مصيره. ودعا في كلمة له المجتمع الدولي إلى التركيز على الدستور الإيراني الذي يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما طالب دول الاتحاد الأوروبي ببذل مزيد من الاهتمام بالقضية الأحوازية باعتبارها قضية عادلة.
وفي الختام، دعا المؤتمر الى تحرك دولي وعربي عاجل وفاعل لوقف الانتهاكات الجسيمة والشنيعة، التي ترتكبها الدولة الإيرانية في الأحواز، عبر طرح ملف حقوق الإنسان الأحوازي على المجلس العالمي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمحاكم الدولية لمحاسبة مرتكبي الجرائم من المسئولين الإيرانيين في الأحواز.
