تجاهلت جماعة الإخوان الإرهابية الهجمات التي تعرَّض لها قطاع غزة، على مدار اليومين الأخيرين، بحصيلة 14 غارة، شنَّها طيران الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، مسبِّبًا خسائر مادية جسيمة، بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم.
ورغم التصريحات المثيرة للقلق، التي قالها وزيرا التعليم والإسكان الإسرائيليان نفتالي بنات، ويوآف غالانت، عن حرب رابعة على غزة في الربيع المقبل، فإن الجماعة بجناحيها "الشباب والقيادات" تجاهلت الحدث دون التعليق عليه، وهو ما أرجعه منشقون ومحللون إلى انشغال الجماعة بأزماتها الداخلية.
وقال الدكتور سامي الأخرس، الباحث السياسي الفلسطيني: إن جماعة الإخوان هُزمت في سوريا ومصر وتونس، وتحاول الخروج من الحصار الدولي والأزمات التي تمر بها في الفترة الأخيرة، ما تسبَّب في ضعف رد الفعل تجاه الأحداث في غزة، مشيرًا إلى أن الجماعة تتبع سياسة "تحوير المواقف"، وتعني تغيير المواقف حسب الظرف الجيوسياسي في كل منطقة جغرافية.
وأكد الأخرس، في تصريحٍ خاص، لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأربعاء، أن لقاءات قادة حماس مع السلطة المصرية خلال الأسابيع الماضية، تبين بدء التغيير في الفهم الإقليمي لدى الجماعة، وسعيهم لمنح كل ساحة بعضًا من المرونة وفق ما تستدعيه الظروف السياسية، لافتًا إلى أن الإخوان هم الإطار العام لحركات الإسلام السياسي، وغزة تخضع لحماس التي هي جزء من الجماعة.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادي الإخواني المنشق: إن ردود الأفعال الباردة من قِبل أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية تجاه القصف الصهيوني لغزة، كانت متوقَّعة في ظل دفاع الإخوان عن قضاياهم داخل مصر وخارجها، وعدم قدرتهم على تبني قضايا أخرى، كما كانوا يصدرون أن فلسطين على رأس أولوياتهم.
وأضاف أن تقارب حركة "حماس" مع السلطة المصرية أَحبط الجماعة، وتيقنوا أن دفاع "حماس" عنهم سيقل خلال الفترة المقبلة، مما تسبَّب في حالة الفتور التي نلاحظها تجاه عمليات القصف لمواقع المقاومة في غزة، فضلًا عن عدم التفاعل مع الأنباء الواردة عن حرب إسرائيلية وشيكة على القطاع.