كلنا يذكر المسلسل الدرامي الرائع " ضمير أبلة حكمت " للفنانة القديرة فاتن حمامة التي برعت وبإقتدار في تقديم الضمير الحي للمعلمة المدركة تماما أن دورها يتجاوز التدريس داخل الفصول ، وانه ممتد لغرس القيم والمثل العليا في وجدان وعقل أجيال المستقبل .
نجاح فاتن حمامة في تجسيد شخصية أبلة حكمت مرده في الاساس ليس لامتلاكها أدوات الفن وانما كان في رأيي لاتساق ضمير البطلة مع قيام ومثل ضمير أبلة حكمت .
لا اتصور انني في حاجة الي الاسهاب في التذكير بعلامات اثرت في وجداننا جميعا تركها عمل فني راقي احترم عقل المشاهد وقدر ذكائه ،
لكن الذكرة تنفع المذكر خاصا إذا وجدنا من يحاول انتاج نسخة مشوها لنفس العمل الدرامي تحاول إدعاء مثاليا ذائفة وتقديم ضمير غائب .
المستنسخ الجديد من ضمير أبلة حكمت هو المسلسل الهابط " ضمير مستر زياد تأليف وبطولة نائب رئيس الوزراء دكتور زياد بهاء الدين واخرج رئيسه الدكتور حازم الببلاوي .
اما أحداث القصة فتدور في لوكيشن المصالحة مع تنظيم الاخوان الارهابي المحظور قانونا تحت ستار ما اسماه زياد سيناريو تصحيح المسار الديقراطي .
ورغم رفض الجمهور للمسلسل الا ان معاون الببلاوي يصر علي عرضه وتقديمه في اردء دور وشاشات العرض السياسية غير مكترث بافلام سفك الدماء التي تنتجها مظاهرات المحظورة ليل نهار
الطريف ان الممثلين من أعضاء التنظيم الارهابي لم يقبلوا بعد الدور الذي رسمه بهاء الدين لهم في مسلسله "التافه" لكن من يدري ربما يكون دلال الجماعة و"تقل" عناصرها ضمن الحبكة الدرامية.
اسخف ما في الفكرة انها تستهر بعقول المصريين وتتعامل مع ذاكرتهم وكأنها ذاكرة سمكة فها هو دكتور زياد يطل قبل أيام علي قناة النهار مع الاعلامي محمود سعد ويعيد طرح فكرته الساذجة للملايين التي صنعت ثورة الثلاثين من يونيو علي الاقل , وقال في مشهد تمثيليا ركيك حاول خلاله تجسيد ضمير الديمقراطية وحقوق الانسان ان خطة تصحيح المسار الديمقراطي تفتح المجال واسعا للمشاركة السياسية أمام الجميع ودون إقصاء لاحد صحيح انه اكد علي استبعاد المتورطين في جرائم القتل والارهاب وضرورة محاكمتهم وعدم الافراج عن اي منهم الا انه شدد ايضا علي عدم استبعاد اي من القوي السياسية عندما ساله محمود سعد ما إذا كان يعني جماعة الاخوان المحظورة ضمن القوي المستبعدة ,
لم يذكر الجماعة بالاسم لكنه حرص علي الالتزام بمصطلع القوي السياسية .
وهذا يعني وبوضوح ان ضمير المستر زياد يقبل ان يرشح احد اعضاء المحظورة ممن لم تثبت ادانته في جرائم الارهاب والعنف نفسه في اي انتخابات قادمة تحت لافتة الجماعة أو ذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة وكانه يريد خداعنا بأن التنظيم الارهابي لم ينتج افكاروعقائد شاذه عن طبائع البشر تحلل الخيانة العظمي للوطن وتستبيح سفك دماء ابنائه .
ضمير مستر زياد لم يشترط علي اعضاء التظيم الارهابي اعلان رفضهم لافكار الجماعة الخربة وادانة ممارستها الوحشية ويقبل ان يشارك في صناعة مستقبل الوطن من ينظر الي المحروسة باعتبارها بلد من بلاد الاسلام ويرفض الوقوف لتحية علمها , تري هل يحترم زياد من حرقوا علم مصر ؟
لما لا والرجل يريد تصحيح المسار الديمقراطي علي نحو يفتح الباب علي مصرعيه امام المتأمرين والمحرضين والممولين لعصابات حرق الجامعات وقتل الاطفال وسحل النساء .
وحتي يكتمل دور المستر زياد كمعلم ومربي فاضل لم ينس ان يحدثنا عن درس " كيف تتعلم قبول الاخر والتسامح مع يده الملطخة بالدماء وتجاهل عمدا ان عدم ادانة تظاهرات العنف والانتهاكات التي ترتكبها عصابات الاسلامين في حد ذاته فعل من أفعال الارهاب
ويكفي ان اذكره ان جنرالات المفاوضات عمرو دراج ومحمد علي بشر وكل أعضاء تحالف دعم الشرعية لم يصدروا بيانا واحدا يدينو فيه جرائم قتل الاطفال علي يد المتظاهرين السلمين
ومع ذلك كلي ثقة ان المصرين الشرفاء سيرفضون مسلسل زياد الهابط وسيعرفون الي اين يصوبون اصواتهم حين ساعة الانتخابات فهم الاقدر علي صياغة مستقبل بلدهم
