الثلاثاء 02 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

ميسرة صلاح الدين يكتب : "مش ح اكتب عنك غير بالعامية"

ميسرة صلاح الدين
ميسرة صلاح الدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إنت عارف أنا كان عندى كام سنة لمّا سمعت كلماتك لأول مرة وحفظتها يا عم سيد، كان عندى أربع سنين. بالضبط يعنى أربع سنين لما اتعرض الشهد والدموع الجزء الأول كنت بتكلم بالعافية أو خلينا نقول كنت بتعلم الكلام وفِضلت كلمات التتر دى محفورة فى ذهنى لحد النهارده.
"تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى وراء نفس السراب، كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد بس حاسّين باغتراب" .
طب عارف إنى لما كنت بسمع أغانى الأطفال زى اللى فى سنى كنت بسمع إيه كنت بسمع ألبوم سوسة للمطربة عفاف راضى. 
"سوسة سوسة سوسة.. سوسة كف عروسة.. سوسة واللى يسقف يستاهل منى بوسة" أكيد عارفه مش كلامك وألحان الغالى عمار الشريعى، وكأنى بهرب من شغلك على شغلك وكأنك مصمم تاخد حتة من القلب والذاكرة وتتربع فيها لوحدك.
عارف يعنى إيه أكبر شوية كمان اشترى صياد وجنيه وعارف يعنى إيه أمضيه منك وأحتفظ بالنسخة لحد النهارده فى الوقت اللى زمايلى مهتمين بالكاسيت وسينما المقاولات.
طب عارف أنا لما أهديتك ديوانى أرقام سرية، كتبتلك إيه ممكن تكون متعرفش وممكن تكون مقرتهوش مع إنك قلتلى إنك قريته. 
كتبتلك "إهداء إلى الجيل اللى قرينا وسمعنا كلامه كتير والنهارده ممكن يكون آن الأوان تقروا وتسمعوا كلامنا". 
عارف يعنى إيه اسمع منك قصيدة الطوفان ومتكونش على قد توقعاتى خالص فاسيب الندوة واطلع أقف وأرجع بعد ما تخلصها. لأن محبتك فى قلبى أكبر من كده ولمّا الناس عملت دوشة وهوجه وقالوا سيد حجاب مبقاش زى الأول ردّيت عليهم وقلت كفاية إنه سيد حجاب.
أنا مقدرش أكتب عنك النهارده غير بالعامية، مش هى دى اللغة اللى إنت علمتهالنا وإحنا عيال فى المدارس مش هى دى الأغانى اللى كنت بتشربهالنا فى تترات المسلسلات وفِضلنا حافظنها بعد ما كبرنا وطولنا والشنب خط فى وشنا ونسينا الأناشيد والمحفوظات بتاعة كتاب القراءة وكأنها معدتش علينا. 
مش إنت اللى قلتلنا "منين بيجى الشجن، من اختلاف الزمن.. ومنين بيجى الهوى، من ائتلاف الهوى.. ومنين بيجى السواد، من الطمع والعناد.. ومنين بيجى الرضا، من الإيمان بالقضا". 
أنا مش بحس إنى "بائتلاف الهوى" غير لمّا بكتب بالعامية، ومش بحس إن العشق فى قلبى بيجري غير لما بكتب بالعامية.
عارف يعنى إيه نبقى إحنا جيل شعراء العامية اللى حضر رحيل فؤاد قاعود وأحمد فؤاد نجم والأبنودى، وفِضلنا بنقول مش مهم الترسانة لسه فيها أسلحة.
طب إنت السلاح الأخير وإحنا فى أزمة وكل الكبار اختفوا والضغط علينا شديد قوى يا عم سيد، ولّا أقولك ارتاح يا عم سيد ومتشلش هم إنت قلت كل حاجة قلتها مرة واتنين وتلاتة. 
واحنا الدور علينا وعشان نستحق نورثك لازم نقدر نتكلم بصوت عالى ومسموع. 
يمكن يكون حد فينا الولد اللى إنت بُسته ومتعرفوش 
" لو مت ع السرير ابقوا احرقوا الجسد
ونطوروا رمادى ع البيوت
وشوية لبيوت البلد
وشوية ترموهم على تانيس
وشوية حطوهم فى إيد ولد
ولد أكون بُسُته .. ولا أعرفوش".