نتحدث اليوم عن مهارات ذكية يمكن لأكثرنا أن يستغلها لتنمية قدراته، وموارده ولا تحتاج إلا الابتكار، وتغيير نمط التفكير فنجتاز بهما الأوقات العصيبة، وندفع بالأزمات خارج نطاق حياتنا، ولنشعر بنجاحات لم يسبق لنا أن نشعر بها ولنجعل العالم يتكلم عن أفكارنا وابتكاراتنا.
فكرة التسويق فى عموم الأمور، هو أن ننتشر أو ننشر فكرة ما توضع فى ذهن المتلقى ليستخدمها فى وقت آخر، ففكرة التسويق تختلف كثيرًا عن فكرة البيع، وبغض النظر عن الأفكار الاقتصادية فأى شيء يحتاج لتسويق، الثورات تحتاج للتسويق والولاء، والانتماء يحتاج لتسويق، والشخصيات العامة والسياسية والفنانون وأصحاب الأعمال يستخدمون التسويق ليزيدوا من أسهمهم وانتماء الأفراد لهم بشكل مباشر وغير مباشر.
قديمًا كانت الأفكار التسويقية تختلط بأفكار البيع، وكان التسويق يأخذ أشكالًا مباشرة مما جعل الأفراد لا يصدقون ما يتلقونه وكانت الابتكارات فى تسويق فكرة ما أو شخصية ما تأخذ النتائج المرجوة لضعف الأفكار.
سمعنا منذ فترة عن شخص ما اقترح عمل إعلانات على تذاكر المترو، ومن هذه الفكرة يمكن لشركة تشغيل المترو أن تجنى أموالًا أكثر مما تجنيه من بيع التذاكر لتقوم بعمليات التطوير المراد عملها وكانت فكرة رائعة، ولكننا لم نر تنفيذًا لها وسمعنا عن تبنى الفكرة فى دولة أخرى.
إن دولتنا بعراقتها وعظمتها لابد من أن تستغل أفكار الشباب من إبداع وابتكار فى تسويق كل ما يمكن أن نسوقه، لكى نبهر العالم بما يمكننا أن نبنيه بمجرد أن ندخل دمًا جديدًا داخل منظومة تحتاج لفكر تسويقى لا لفكر بيع الأفكار.
سنتكلم كثيرًا فى المرحلة القادمة عن التسويق، لشعورى أنه مجال العصر للانتصار على ما مضى، من هدم وضياع الأفكار، وأرجو من حكومتنا ودولتنا أن تتبنى فكرة تطوير منظومة التسويق لكل ما أمكن لتعديل مسار شعب وثقافة أجيال.
فى عام ٢٠٠٧، لجأ فريق سبورتينج البرتغالي لكرة القدم، لفكرة ذكية للتسويق له بعدما تراجع دخل الفريق من بيع تذاكر حضور المباريات، بسبب نقلها على شاشات التليفزيون، ولذا أطلقت إدارة الفريق موقعًا صغيرًا على الإنترنت لبيع تذاكر حضور مباريات الفريق، يزوره مشجعو الفريق، فيعرض له الموقع رسالة مفادها أن المدرب قلق من هذا الموسم، لأن نجاحه يعتمد عليك، ثم يطلب الموقع من الزائر إدخال اسمه ورقم هاتفه لمساعدة المدرب على علاج هذه المشكلة.
انتظار وترقب
بعدما يدخل زائر الموقع هذه المعلومات، يعرض له الموقع مقطع فيديو يظهر فيه أعضاء فريق كرة القدم وهم فى غرفة الفريق داخل الملعب، ويبدو على الجميع ملامح القلق والترقب، ويبدو عليهم أنهم ينتظرون شيئًا ما، والمدرب «بولو بنتو» يحوم حولهم فى قلق واضح عليه، ثم تنتقل الكاميرا لملعب الفريق، وتظهر الجماهير وكلها حماس، ويبدو واضحًا أن الجميع ينتظر حدوث شيء ما، ثم يظهر لنا شخص وهو ينظر إلى الجمهور الحاضر فى الملعب، ويبدو وكأنه يحصر أسماءهم، ثم نجده يجرى ذاهبًا لمدرب الفريق، ليخبره أن الكل قد حضر إلا شخصًا وحيدًا، ثم يظهر لنا اسم هذا الشخص ألا وهو الاسم الذى أدخله زائر الموقع.
من روائع التسويق.. آلو، أنا المدرب
بعدها نرى المدرب وهو يمسك بهاتفه النقال ثم يطلب رقم الهاتف الذى أدخله زائر الموقع، ليرن بعدها هاتف زائر الموقع بالفعل، ولا يبدأ المدرب فى الحديث إلا بعد أن يرد الزائر على هاتفه، ثم نسمع المدرب وهو يقول: آلو، هذا أنا «بولو بنتو»، مدرب الفريق، ما الذى تنتظره؟، الموسم الكروى على وشك أن يبدأ وأنت لم تأت بعد، تعال بسرعة نحن بحاجة إليك، ولا تنس ارتداء قميص «فانلة»، الفريق، ثم ينهى المدرب المكالمة.
الراحة والارتياح والسعادة والتشجيع
بعدها يحدث المدرب أعضاء الفريق ووجهه منطلق سعيد ويقول لهم: لقد وعدنى أنه قادم، لنجد علامات السعادة والارتياح على وجوه جميع لاعبى الفريق، الذين يجتمعون ويسردون عبارات التشجيع والحماسة.
النتيجة
٢٠٠ ألف مكالمة تمت خلال أول يومين من بدء عمل الموقع.
٦١٠ آلاف زيارة للموقع خلال أسبوعين فقط. تحطيم الرقم القياسى فى بيع تذاكر حضور مباريات الفريق فى أول يوم من بدء الموسم الكروي.
تغطية غير مسبوقة فى وسائل الإعلام المحلية من صحافة وتليفزيون.