الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

هل يحمل أبناء "السيد البدوي" السلاح لمواجهة تهديدات داعش؟.. شيخ الشبراوية يطلق الفكرة ويدعو لسرعة تطبيقها.. ورئيس الاتحاد العالمي يؤيد الحرب على الإرهاب ويستلهم روح عمر المختار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حرب جديدة أعلنها تنظيم بيت المقدس الإرهابي في سيناء على الصوفية المصرية، بدأها بقتل الشيخ أبو حراز أحد كبار مشايخ الصوفية في سيناء، ثم أكملها التنظيم بحوار لزعيمه الجديد لجريدة النبأ الداعشية أعلن فيه صراحةً نية التنظيم الإرهابي لاستهداف الصوفية وأضرحتهم بالقتل والتفجير والتدمير.
وفي ضوء هذا التهديد الواضح والصريح من الدواعش للصوفية، عادت فكرة حمل السلاح تراود عدد من مشايخ الصوفية وعلى رأسهم الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، الذي كان قد اقترح منذ سنوات فكرة تأسيس صوفية جهادية يكون دورها حماية الأضرحة من الاعتداءات السلفية، حيث كان السلفيين في وقت من الأوقات يستهدفون تلك الأضرحة ويدمرونها بحجة أنها حرام شرعا وشرك بالله.
من أعاد فكرة حمل الصوفية السلاح للدفاع عن أرواحهم وأضرحتهم كان صوفية سيناء الذين أعلنوا نيته في الثأر لشيخهم أبو حراز، وحماية الأضرحة الصوفية في سيناء.
"البوابة" تطرح على مشايخ وكبار الصوفية السؤال الصعب، وهو هل يحمل الصوفيون السلاح لأول مرة في تاريخهم للدفاع عن أرواحهم ومشايخهم وأضرحتهم أم يواصلون تاريخهم الطويل البعيد عن فكرة الجهاد المسلح التي تحول كل من اعتنقها إلى إرهابيين ضد الدولة المصرية؟.
الشبراوي يؤيد
أول من جاوب على هذا السؤال، هو الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوي، صاحب فكرة الصوفية الجهادية وأول من دعا إلى تأسيسها، حيث قال نصًا: "نعم أدعم عودة فكرة الصوفية الجهادية في الوقت الراهن لحماية أنفسنا وأضرحتنا ومواجهة تهديدات تنظيم داعش الإرهابي، وتهديدات السلفيين الدائمة للأضرحة وتحريضهم المستمر على هدمها".
وأضاف الشيخ في تصريحاته الخاصة لـ "البوابة": الدولة حاليا بكل أجهزتها الأمنية سيان جيش أو شرطة في حرب ضروس على الإرهاب لتطهير كل شبر من أشبار الوطن من دنسه، وبالتالي هم لن يتفرغون لنا نحن كصوفيين ولأضرحتنا ومن هنا أدعو أو أجدد دعوتي لتأسيس الصوفية الجهادية لحماية الأضرحة، ولكن بشرط أساسي وهي أن تكون بإشراف من الدولة وتحت أعينها وأن تكون لهدف معين وهو تأمين الأضرحة في مواجهة تهديدات داعش وهجماتها المحتملة.

أبو العزائم يدعم
في نفس الصدد أعلن الشيخ علاء أبوالعزائم رئيس الاتحاد العالمى للصوفيين، تأييده ما قالته الطرق الصوفية بشبة جزيرة سيناء من حمل السلاح لمواجهة تنظيم داعش الذي يريد محو المنهج والفكر الصوفى من أرض الفيروز، وقال نصًا إن هذه المواجهة لا بد منها لكى نثبت للعالم أجمع أن الصوفية ليسوا ضعفاء بل أقوياء ويستطيعون حماية أنفسهم وأضرحتهم ولا يخافون إلا من الله عزوجل، وعلى الجميع أن يعلم جيدًا أن الصوفية هم أهل جهاد وأهل حروب، والتاريخ الإسلامى حافل بالصوفية المجاهدين أمثال السيد عمر المختار فى ليبيا، وأبومدين الغوث فى الجزائر وغيرهم من مجاهدى الصوفية.
وتابع أبوالعزائم لـ"البوابة" أن مواجهة داعش تتطلب توحيد الصوفية وتكاتفهم فى مصر من أجل مواجهة هذا الخطر الذى إذا استمر سيتم القضاء على الصوفية أصحاب المنهج الوسطى، ويجب على الدولة أن تكون فى حجم المسئولية وتدرب أبناء الطرق الصوفية فى سيناء وغيرها على حمل السلاح وكيفية استخدامه من أجل مواجهة تنظيم داعش الإرهابى، الذى دخل فى مواجهة مباشرة مع الصوفيين داخل مصر وخارجها ويريد القضاء على الفكر الصوفى.
ورد أبوالعزائم على ماقاله أمير مركز الحسبة بموقع "النبأ الداعشى" عن شرك الصوفية بالله ويجب هدايتهم، وإذا لم يهتدوا سيتم قتلهم وذبحهم، حيث قال رئيس العالمى للصوفيين، إن ما قاله هذا الإرهابى الملعون غير صحيح بالمرة فالصوفية هم الأولياء والعلماء والصالحون وليس كما قال هذا الملعون الذى سيدهسه أشبال الصوفية عما قريب، كما أن كلام هذا الإرهابى لا يختلف كثيرا عن كلام الإخوان أو السلفية الذين كفروا الصوفية كثيرا واستباحوا دمائهم على ذلك، نحن نرى أن داعش والإخوان والسلفية هم صور مختلفة لعملة واحدة.
وعن الصوفية الجهادية التى طالب بتكوينها وتدريبها عدد من مشايخ الصوفية لتكون الذراع المسلح لحماية الصوفيون وأضرحتهم من داعش، قال أبوالعزائم: إنه ضد تكوين مثل هذه الجماعات إلا فى حالة إشراف الدولة عليها بمعنى العمل تحت راية وغطاء الدولة المصرية وخاصة فى سيناء التى يعرف الصوفيون من أبنائها مداخلها ومخارجها وتضاريسها وجغرافيتها، وعلى ذلك هم الأقدر على حمايتها وحماية أضرحة وزوايا الصوفية هناك.


حلمي والحشد الصوفي
ومن المؤيدين أيضًا لحمل الصوفية السلاح ضد الدواعش الدكتور عبدالله الناصر حلمى أمين اتحاد القوى الصوفية، حيث قال إنه لا يعارض المواجهة المسلحة بين الطرق الصوفية فى سيناء وعناصر تنظيم داعش الإرهابى، ويرى أن ذبح الشيخ سليمان أبوحراز شيخ الطرق الصوفية هناك سيجعل بهذا الأمر، وخاصة أنه ينتمى للطريقة الجريرية الأحمدية التى يصل عددها إلى 5 ملايين داخل الدولة المصرية، مما ينذر بحربا حامية الوطيس بين هذا التنظيم الإرهابى وبين رجال الصوفية فى سيناء وغيرها لأنه فى حالة فتح الصوفية باب الجهاد سنجد الآلاف بل والملايين يتطوعون فى هذا الجماعات الصوفية الجهادية، ولا أريد أن أقول إنى سأكون أول من يسلم نفسه لحمل السلاح والدفاع عن مقدسات الصوفية بمصر وغيرها من أجل الخلاص من هذه الجماعات المجرمة التى ذبحت سيدى "سليمان أبوحراز" دون شفقة أور حمة.
وهاجم الناصر أمير الحسبة بتنظيم داعش، والذى هدد الصوفية وطالبهم بالتراجع عن معتقداتهم الكفرية حتى لا يتم ذبحهم وقتلهم، حيث أوضح الناصر أن هذا الإرهابى لا يعلم شيءً عن الصوفية ولو كان يعلم للجأ لتقبيل أقدام الصوفية راكعا على ركبتيه، ولكنه لا يعرف إلا القشور عن التصوف الإسلامى، فلو نظر هذا الشاذ إلى التاريخ لوجد الكثير من المجاهدين الصوفية الذين حموا الأرض والعرض ودافعوا عن الإسلام وشيوخه الأفاضل، فأين كان هذا القذم وقتما كان السادة الصوفية يحاربون المغول مع سيف الدين قطز بقيادة العز بن عبدالسلام الذى كان صوفيا أشعريا وجمع المال وجهز الجند والعتاد ونصرنا الله فى عين جالوت على المغول.
وتابع الناصر أن تهديدات أمير الحسبة الداعشى كلام تافه لأن الصوفية ليسوا باللين والضعف الذى يتخيله هذا الإرهابى، ونقول له ولتنظيم داعش إذا أردنا أن نشعلها نارا تحرقكم لفعلنا، ولكننا لا يجب أن نخرج عن الشرعية التى انتخبناها والمتمثلة فى الرئيس السيسى القائد الحكيم الذى سينتصر لمصر وسيقضى على تنظيم داعش إلى الأبد.
وعن الصوفية الجهادية التى طالب بها بعض شيوخ الصوفية أكد الناصر أنه ليس ضد ذلك، ولكن يجب أن يكون ذلك تحت غطاء الدولة وتحت مسئوليتها فنحن شاهدنا فى العراق قوات الحشد الشعبى التى حررت العراق من هذا التنظيم الإرهابى، وعلى ذلك ندعو الدولة والرئيس السيسى إلى إعطاء إشارة البدء فى تكوين قوات صوفية تحت مسمى قوات الحشد الصوفي يقوم الجيش بتدريبها وإطلاقها فى سيناء من أجل مواجهة هذا التنظيم الإرهابى.


خطورة الصوفيين
من جهته قال أحمد فتحى المفكر والباحث فى الشأن الصوفى: إن قيام الطرق الصوفية فى سيناء بالمواجهة المسلحة ضد تنظيم ولاية سيناء هدفه الرئيسى التأكيد على أن الصوفية أقوياء ولا يستهان بهم من قبل قيادات التنظيم الإرهابى الذى ينظر للصوفية بسيناء على أنهم ضعفاء، ولا يستطيعون المواجهة، وعلى ذلك نجد تنظيم داعش الإرهابى يقوم بتفكير الصوفية تارة وقتلهم تارة أخرى، مما جعل العديد من التيارات الصوفية على أرض سيناء وخاصة أحباب آل البيت يطالبون بالمواجهة المسلحة ردًا على أمير الحسبة الذى هدد بقطع رقاب الصوفية.
وتابع فتحى أن تكفير أمير الحسبة للصوفية يعد من الأمور التى ستشعل الغضب الصوفى بمصر وخارجها وخاصة أن هؤلاء قوة لا يستهان بها ولكنهم ليسوا منظمين، فإذا حدث لهم تنظيم فى شكل وأطار معين سيكون لهم خطورة كبرى على جميع الكيانات السلفية والتكفيرية التى تنظر إلى الصوفيون على أنهم متفرقون، وعلى ذلك ليسوا قوة من الممكن أن تخيف أى فصيل سواء كان فصيل دينيا أم غير ذلك.
وأوضح فتحى أن الصوفية طرحت منذ فترة فكرة الكتائب الجهادية التى تحمل مسمى الصوفية الجهادية، والتى طالب بإنشائها الشيخ عبدالخالق الشبراوى، ولكنها لم تكتمل بسبب رفض عدد كبير من مشايخ البيت الصوفى للفكرة، حيث إنهم رأوا أن ذلك من الممكن أن يدخلهم فى مشكلات مع الدولة ومع الأنظمة المتعاقبة على الحكم لذلك تراجعوا عن الفكرة إلا أن ما حدث فى سيناء من قيام تنظيم داعش الإرهابى بقتل الشيخ سليمان أبوحراز جعل الفكرة تعود من جديدة وبقوة وخاصة من الطرق الصوفية المتواجدة فى سيناء.



فتوى صوفية
في نفس السياق، قال الشيخ جابر قاسم وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية: إن دفاع صوفية سيناء عن أنفسهم أمر واجب وخاصة أن تنظيم داعش الإرهابى يهدد الصوفيون هناك، والمعروف عن هذا التنظيم أنه يسخدم كل الأسلحة ومواجهته لن تكون إلا بالسلاح أيضا، وعلى ذلك فمطالبة الصوفية بشبة جزيرة سيناء المواجهة المسلحة مع العناصر الخطرة التى يضمها التنظيم ليس هناك أى اعتراضا عليها، ولكن ذلك كله يجب أن يكون تحت إشراف الدولة المصرية بمعنى أنه لا يعنى ذلك أن تكون صوفية سيناء ميليشيات مسلحة بل يجب أن تكون كتائب أمنية تحمى المقامات.
وعن تكفير أمير الحسبة بداعش للصوفية أضاف قاسم أن الصوفية لا يهمهم مثل هذه المتطرف الذى لا يعرف شيئا عن الإسلام ولا يعرف الذنب العظيم الذى ارتكبه بتكفير السادة الصوفية الذين من بينهم الأولياء والصالحين، ويجب عليه أن يعلم جيدا أن من حموا الدولة الإسلامية على مر العصور كانوا صوفية ولم يكونوا سلفيين أو إخوان مسلمين.
وعن الصوفية الجهادية التى طالب بتكوينها الشيخ محمد عبدالخالق قال قاسم إن الجهاد فرض على جميع المسلمين ولكن وجود جماعات تحمل هذا الاسم لا يجب أن يكون بل ندعوا إلى الجهاد، فالدعوة إلى الجهاد أشمل من تكوين كتائب جهادية والجهاد ليس بالسلاح فقط والحرب بل بالكلمة والوقوف فى وجه أهل الظلم الذين اعتدوا على الصوفية فى سيناء، وقاموا بذبخ مشايخهم، وعلى ذلك فالجهاد ضد هؤلاء واجب على الجميع حتى يتم القضاء على هذه الفئة الضالة.



الشباب الصوفي يرفض حمل السلاح
على الرغم من حماسة مشايخ الصوفية الكبيرة لحمل السلاح ومواجهة الدواعش إلا أن شباب الصوفية يرفضون هذا الأمر ويعتبرونه إساءة للمنهج الصوفي وتحويره وتحويله إلى فكر ومنهج المتشددين التكفيريين.
دولة داخل الدولة
يأتي على رأس الرافضين لفكرة "الصوفية الجهادية" كريم الرفاعي، مؤسس ائتلاف الشباب الصوفي، الذي أكد رفضه حمل الصوفية السلاح في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي مهما كانت المبررات.
وقال الرفاعي في تصريحاته الخاصة لـ "البوابة": الحكومة المصرية قادرة علي حماية الصوفية، كما أنها أيضا قادرة على حماية كل الأضرحة،
فنحن لدينا مؤسسات في الدولة المصرية، وﻻ يجب أن نأخذ قرار مثل هذا القرار الخاص بالصوفية الجهادية إﻻ من خلال الدولة وبعد موافقتها.
وهاجم الرفاعي من يردد فكرة حمل الصوفية السلاح، واعتبر الأمر وإن تم تأسيس دولة داخل الدولة، الأمر الذي يراه إساءة لمصر ولآل البيت أيضا -على حد تعبيره-.



دعوة مشبوهة
مصطفى زايد، الناشط الصوفي البارز، رفض بشدة هو الآخر فكرة حمل الصوفية للسلاح، وهاجم بشدة كل مشايخ الصوفية الذين يدعون لها، وقال نصا في تصريحاته الخاصة لـ "البوابة": لا أوافق علي الدعوات المشبوهة من بعض الأشخاص عن دعوة الصوفية للجهاد ضد داعش وفقا لما يسمى الصوفية الجهادية، وذلك لأن المسئول الوحيد عن دعوة المصريين للجهاد أو الحرب هي الدولة، ويوم ما تدعونا الدولة للجهاد ضد أي عدو يحاول المساس بأرض الوطن سوف نكون أول من يلبي النداء وسنحمل السلاح ضد هذا العدو وليس لأي شيء آخر.
وعن رده على تهديدات داعش بتدمير أضرحة الصوفية، أضاف في تصريحاته: الصوفية لا تلتفت لتصريحات داعش بتفجير الأضرحة لأننا نعلم أنه تصريحات فقط ولن ترتقي لمستوى فتلك الجماعات الإرهابية التكفيرية تعلم جيدا استحالة تنفيذها لهذه التهديدات، لأن الأضرحة لا يحميها المتصوفين أو الأجهزة الأمنية فقط إنما يحميها كل المصريين، ولذلك أرفض فكرة تدشين أي جهاز صوفي لحماية الأضرحة، كما أجدد ثقتي في الأجهزة الأمنية المصرية في حماية كل الموروثات الصوفية من كل التهديدات سيان كانت داعشية أو سلفية.



الصوفية غير قادرون على مواجهة الدواعش
أما مصطفى زهران، الباحث في الشأن الصوفي، فقد قال عن هذا الأمر: لا أعتقد أن يكون هناك صوفية جهادية كما يتم تداوله في الماضي القريب من عدد من مشايخ الصوفية لحماية أنفسهم وأضرحتهم، فالصوفية غير قادرة على مواجهة داعش، ولا تملك الآليات لمواجهة هذا التنظيم حتى لو أرادت المواجهة بدليل عدم التحرك الصوفية في ليبيا لحماية أضرحتهم هناك التي دمرها تنظيم داعش.
وعن آلية الصوفية لمواجهة تهديدات داعش، استطرد زهران في تصريحاته الخاصة لـ "البوابة" قائلا: الصوفية دائما ما يلجأون إلى الأنظمة الحاكمة في بلدانهم لمساعدتهم على حماية أضرحتهم وممتلكاتهم ومشايخهم، وأعتقد أن صوفية مصر سيلجأون إلى نفس هذا الطريق لمواجهة التهديدات الداعشية لهم ولأضرحتهم، نظرا لعدم قدرتهم على مواجهة مثل تلك التنظيمات المحترفة في العنف والعمل المسلح والإرهاب.