بدأت مرحلة التحدي في أمريكا، ترامب في البيت الأبيض رئيسا، دستة وعود وشيلة هموم يحملها الرئيس الأمريكي الجديد على عاتقيه، تعهدات بعودة أمريكا عظيمة وقوية وثرية وتوحيد العالم ضد "الإرهاب"، مؤكدا أنه سيقف مستقبلا على الحياد في سياسته الخارجية ولن يتدخل في الشأن الداخلي للدول، فيما رأى خبراء أن ترامب يرتدي جلباب "ريجان " ويسعى لتحقيق المعادلة الصعبة في أمريكا حالما بدعم الاقتصاد الذي مالت كفته في عهد باراك أوباما.
كان «دونالد ترامب»، قد أدى، اليمين الدستورية قبل ساعات ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة خلفا لـ«باراك أوباما»، مشددا في خطاب له على أنه سيسعى لإعادة أمريكا «عظيمة مرة ثانية»، وسيوحد العالم ضد ما أسماه بـ«الإرهاب الإسلامي المتشدد»، شدد «ترامب» (70 عاما) على أنه سيتبع سياسات في الداخل والخارج تقوم على «أمريكا أولا ».
ومع اندلاع احتجاجات متفرقة في مناطق واشنطن مناهضة له بالتزامن مع مراسم تنصيبه، رفع «ترامب» يده اليمني ووضع يسراه على نسخة من «الإنجيل» استخدمها «أبراهام لينكولن»، وأدى اليمين الذي نص عليه الدستور الأمريكي في مراسم قادها رئيس المحكمة العليا القاضي «جون روبرتس»، بعد ذلك رد ذراعيه وعانق زوجته «ميلانيا» وأفرادا آخرين من أسرته قبل أن يستدير إلى المنصة ويلقي خطاب التنصيب.
وقال «ترامب» مخاطبا حشدا كبيرا كان قد أصدر في وقت سابق صيحات استهجان ضد زعيم الأقلية الديمقراطية بمجلس الشيوخ «تشاك شومر»: «هذه اللحظة لحظتكم.. إنها ملك لكم».
ومكررا أفكارا من حملته الانتخابية، أضاف أن رئاسته «سوف تهدف لمساعدة الطبقة المتوسطة التي تعاني وبناء الجيش الأمريكي وتعزيز الحدود الأمريكية».
وتابع: «نحن ننقل السلطة من العاصمة واشنطن ونعيدها إليكم».
واستطرد: «من اليوم ستحكم رؤية جديدة أرضنا بدءا من هذا اليوم سيكون الشعار الوحيد: أمريكا أولا. عندما تتوحد بلادنا فلا يوجد شيء يوقفها».
وواصل خطابه قائلا: «لن نقبل سياسيين يقولون ما لا يفعلون. وقت الكلام انتهى وحان أوان الفعل».
ومنتقدا سياسات للإدارات السابقة، قال: "لعدة عقود أغنينا الصناعة الأجنبية على حساب الأمريكية، وموّلنا جيوش بلدان أخرى بينما سمحنا بالاستنزاف المحزن لجيشنا».
ومضى مضيفا: «لقد موّلنا حدود بلدان أخرى ورفضنا الدفاع عن حدودنا، وأنفقنا تريليونات الدولارات خارج البلاد بينما البنية التحتية الأمريكية تتآكل بشكل محزن».
وتعهد بالقول: «سنجلب وظائفنا وسنعيد حماية حدودنا، وسنستعيد ثرواتنا وأحلامنا».
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد «ترامب» أنه سيسعى «لتحقيق الصداقة وسيتبع نوايا حسنة مع دول العالم».
واستدرك: «لكننا سنفعل هذا مع الاعتراف بحقيقة أن من مصلحة كل الدول أن تضع مصلحتها في المقدمة»، موجها رسائل طمأنة للخارج الذي يتخوف من سياساته الخارجية، أكد أن الولايات المتحدة في عهده «لن تسعى لفرض أسلوبها في الحياة على أي أحد، ولكننا بدلًا من ذلك سندعها تشع على الآخرين كمثل يمكن للجميع اتباعه»، وشدد على الدعم لـ«تحالفاتنا القديمة، وتكوين أخرى جديدة».
وقال: «سنوحد العالم من أجل القضاء على الإرهاب الإسلامي المتشدد والذي سنمحيه من على وجه الأرض كليًا»، وأنهى «ترامب» تعهدات بالقول: "سأعيد أمريكا عظيمة مرة ثانية".
فيما تفاءل الدكتور عبدالمنعم سعيد الخبير السياسي بقدوم ترامب وقال: إنه يشبه كثيرا الرئيس السابق رونالد ريجان (1981-1989) في تعهداته ووعوده وأحلامه بالنسبة للأمريكان، متوقعا أن يشهد الاقتصاد الأمريكي في عهده نقلة كبيرة لكونه رجل أعمال يجيد خطط البيزنس ومهارات الاقتصاد والربح.