يواجه حزب الوسط أزمة
جديدة منذ إدراج اثنين من قياداته (المهندس أبو العلا ماضي رئيس الحزب، وعصام
سلطان نائبه) ضمن قائمة الإرهاب التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء الماضي، بمقتضى
حكم صادر من الدائرة السادسة شمال بمحكمة جنايات القاهرة، بإدراج جماعة الإخوان على
قائمة الكيانات الإرهابية، وإدراج أسماء الأشخاص المتحفظ على أموالهم من قبل لجنة
حصر وإدارة أموال الجماعة، على قائمة الإرهابيين لمدة 3 سنوات.
وتسبب الحكم في إرباك حزب الوسط الذي يحاول منذ
عامين إثبات تبرؤه من جماعة الإخوان عبر الإعراب عن تحفظه على سياساتها إلا أن
الحكم جاء متعارضا مع هذه المحاولات ليمنع بمقتضاه رمزي الحزب من السفر وتجميد
أموالهما على أن تنقل إدارة ممتلكاتهما إلى الدولة.
وفي هذا الشأن، أعرب "ماضي" عن امتعاضه من
الحكم، وكتب عبر حسابه على "فيس بوك" تحت عنوان "بلد العجائب"،
قائلًا: إنه لم يتم إخطاره بوجود اسمه ضمن المتهمين، معتبرًا أن عدم إخطاره منعه
من إحضار محام ينيب عنه.
ووصف الأدلة التي قدمتها النيابة بغير القوية،
معربًا عن اندهاشه من الحكم.
وعلق على ذلك أحمد ماهر المتحدث باسم الحزب، الذي
كشف عن أوراق تعدها اللجنة القانونية للطعن على الحكم، وأوضح أن إدراج اسمي
"ماضي" و"سلطان" يتناقض مع تاريخهما فيما اسمها
بـ"محاربة العنف".
وشدد على أن الحزب سيلجأ إلى الطعن الذي يكفله
القانون، متوقعًا أن يأتي البت في الطعن لصالح الحزب.
وتضم القائمة حوالي 1500 اسم بعضهم ينتمي لجماعة
الإخوان وآخرين لشخصيات على علاقة بها، مثل "ماضي" المحسوب فكريًا على
الجماعة وانشق عنها لخلافات إدارية فقط، ليدشن حزب "الوسط" على أفكار
إخوانية، بمعاونة عصام سلطان المحبوس على ذمة قضايا عنف.
وفي أغسطس 2015، أُفرج عن أبو العلا ماضي على ذمة
قضية أحداث بين السرايات، ليبدأ رئيس حزب الوسط في مهاجمة الإخوان وإعلان انفصال
حزبه عن تحالف ما يعرف بدعم الشرعية المدار من قبل الجماعة، وبهذا ينضم
"الوسط" إلى باقي الأحزاب الإسلامية التي أعلنت تبرؤها من الإخوان خوفًا
من التورط معها في الإرهاب.
وفي هذا السياق، شرح عمار على حسن، الباحث السياسي،
أسباب تضمين أبو العلا ماضي وعصام سلطان في قائمة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الاثنين
لديهما علاقات قوية بجماعة الإخوان ورغم تحفظاتهما عليها فهما يحملان فكرها.
وشدد على أن الهجمات التي كان يوجهها
"الوسط" للجماعة كانت صورية ولا يمكن اعتبارها انشقاقا فعليا عن
الجماعة، مشددًا على أنها محاولات مؤقتة للابتعاد عن الإخوان.
وتطرق إلى حالة الغضب التي تسيطر على الحزب، قائلًا:
إن "الوسط" يرى إنه عاد بهذا الحكم مجددًا إلى التبعية للإخوان التي
طالما حاول نفيها.