بدأت الهجرة الشتوية للإخوان من أمريكا، ترامب قرر طرد "أولاد
البنا" من واشنطن وتطهير البلاد من الإرهاب، في إشارة إلى بدء مرحلة جديدة
بالبيت الأبيض تجاه ملفات الإرهاب، لكن إلى أين تذهب الجماعة بعد الطرد من جنة
الأمريكان؟ منشقون رأوا أن أوروبا هي المخبأ المقبل لعناصر الجماعة الإرهابية، واصفين مرحلتهم تلك بـ"مرحلة التوَهان"، مؤكدين أن التنظيم الدولي
للجماعة يواجه مأزقًا مع النظام الجديد في أمريكا، وتوقَّعوا تلاشيه.
وكشف مرصد الفتاوى التكفيرية بـدار الإفتاء المصرية في تقرير مهم، أن ملامح
استراتيجية جماعة الإخوان المسلمين في التعامل مع الأوضاع الجديدة بالولايات
المتحدة الأمريكية بدأت التشكل مع قرب وصول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
إلى البيت الأبيض.
وقال التقرير: إن ملامح تلك الاستراتيجية تتمثل في نقل أنشطة
الجماعة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى دول أخرى أبرزها كندا؛ كي تتمكن الجماعة
من العمل بحرّية وبعيدًا عن الملاحقة القضائية والأمنية، خاصة أن الحكومة الكندية
تضع شروطًا ميسَّرة على الهجرة إليها، إضافة إلى أن المجتمع الكندي مجتمع متسامح
ومتنوع، ولم يقع في منزلقات الإسلاموفوبيا والتمييز السلبي ضد المسلمين.
ولفت المرصد إلى أن نقل الجماعة أنشطتها يمثل تهديدًا صريحًا
للنسيج الاجتماعي والتنوع الديني الذي تحافظ عليه الدولة الكندية ويدعمه المجتمع
هناك، حيث يمثل الانتقال الإخواني إلى كندا بداية الأنشطة المتطرفة والإرهابية
هناك، خاصة أنه ثبَت بما لا يدع مجالًا للشك أن جماعات الإسلام السياسي هي
البوابة الرئيسية للتطرف والعنف.
وأكد التقرير أن المجتمع الكندي يتقبل الإسلام ويتعايش مع
المسلمين بشكل حضاري، وهو الأمر الذي ينعكس على أوضاع الجاليات المسلمة هناك،
والتي تتمتع بحرية دينية لا تتوافر في الكثير من الدول الغربية والولايات المتحدة
الأمريكية، إضافة إلى أن المجتمع الكندي لا يسمح بوجود تمييز سلبي ضد المسلمين
هناك، بل يدعم حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، إلا أن كل ذلك بات مهددًا
مع بداية الانتقال الإخواني إلى هناك.
وقال منشقون عن الجماعة: إن التنظيم فى طريقه إلى أن يتلاشى وينتهي، بعد
الضربات المُوجعة التى يتلقّاها من الدول التى تنبذ الإرهاب، فيما قال آخرون إنهم
سوف يعيدون ترتيب أوراقهم وخططهم ومواقفهم، بعد قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير
باعتبارهم تنظيمًا إرهابيًّا، موضحين أن الجماعة لن تقوَى على مواجهة الأنظمة والدول بمفردها،
مشيرين إلى أنها تلقّت ضربتين مُوجعتين، إحداهما تقرير ضربة من الحكومة البريطانية، وأخرى
من الكونجرس عبر اعتبار الجماعة إرهابية، لافتين إلى أن استراتيجية التنظيم
المقبلة سوف تتمثل في نقل أنشطة الجماعة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى دول
أخرى أبرزها كندا، وتركيا، وباكستان، وأفغانستان، وماليزيا، والشيشان، وإندونيسيا،
ونيجيريا، وألمانيا، وانجلترا.
وأكد أحمد بان، الباحث فى الحركات الإسلامية، أن موقف
مجلس الشيوخ الأمريكي من جماعة الإخوان سوف يؤثر على تحركاتها ويقلِّصها،
وتابع: "أن نفود التنظيم في أمريكا سوف يَضعف، ومن ثم سوف يؤثر على حريتها
التى اكتسبتها طوال السنوات القليلة الماضية ويُضعفها، وهو ما ينتهي إلى تشتيتها".
وأشار إلى أن الإخوان ستخسر كثيرًا خلال الفترة المقبلة، وسيتم
تحريك ملفات كثيرة ضدَّها فى واشنطن، إلى أن يتم طردهم باعتبارها تنظيمًا إرهابيًّا.
وأوضح أنه في حال طردهم من أمريكا فإن وجهتهم ستكون فى دول أوربا
مثل "فرنسا وألمانيا"، وسوف يبعدون عن الدول العربية التى ضعفت حركتها
فيها وأصبحت لا تقوى على التواجد فيها بسبب أعمالهم والقضايا التى تلاحقهم، خاصة أن التنظيم لم يراجع سياساته منذ 40 عامًا وكانت السبب الرئيسى فى الخسائر
الكثيرة التى لحقته.
ووصف ثروت الخرباوي، الباحث في ملف الجماعات الإرهابية، قرار مجلس
الشيوخ الأمريكى باعتبار تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، بالضربة الجديدة والقاصمة
للتنظيم الدولى بعد أزمتهم في مصر، لافتًا إلى أن عناصر الإخوان سوف يحوِّلون تواجدهم
من أمريكا إلى "انجلترا" الحاضن لهم والراعي الرسمي لشركاتهم الخاصة
ورأسمالهم المنتشر في بنوك لندن، مؤكدًا أن "ألمانيا" سوف تكون إحدى
الدول التى يهربون إليها.
وقال الخرباوي: إن "الإخوان" فى الوقت الحالي، فى فترة
"التيه"، التى كان فيها اليهود ومكثوا فيها ما يقرب من 40 عامًا، مؤكدًا أن التنظيم الدولى فى طريقه إلى التلاشى والانتهاء، من مصر والعالم أجمع.
وأكد أن العالم أصبح متغيرًا ولن يقبل بتواجد مَن يطبق
أفكارًا متطرفة على أرضه، لافتًا إلى أن الإرهاب فى العالم أسبابه الإسلام السياسى
المتطرف، والتى تتحمل "الإخوان" الجزء الأكبر منه.